النهي عن التوسل بأولياء الله من الامور الواضحة التي لا خلاف فيها |
697
09:24 صباحاً
التاريخ: 12-1-2017
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-11-2016
547
التاريخ: 18-11-2016
857
التاريخ: 18-11-2016
568
التاريخ: 12-1-2017
923
|
[جواب الشبهة] :
...تذرع الوهابيون المتعصبون لإثبات مقاصدهم وأهدافهم بأمور كثيرة في تكفير المسلمين وتفسيقهم ; وذلك لتوسلهم بالصالحين، مقابل الآيات والروايات المذكورة سابقاً التي تثبت جواز التوسل بأشكاله المختلفة، هذه الذرائع التي تشبه ذرائع الأطفال عند اختلافهم!
فتارة يقولون: إنّ الممنوع هو التوسل بذوات العظماء والصالحين، وأمّا التوسل بمعنى الدعاء وشفاعة هؤلاء فهو جائز.
وتارة يقولون: إنّ التوسل الجائز هو الذي يتحقق في حياتهم، وأمّا بعد وفاتهم فغير جائز; لأنّ العلاقة بهم تنقطع بمجرّد انتقالهم من الدنيا، لأنّ القرآن المجيد يقول: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)(النمل، الآية 80)، ولكن هذه الإشكالات المتقطعة تبعث على الخجل في الواقع، وذلك:
أولاً: إنّ الآيات القرآنيّة المرتبطة بجميع أنواع التوسل عامة، وبحكم العموم أو الإطلاق فيها فالتوسل جائز، ولا يوجد أي تعارض مع «التوحيد في العبادة» و«التوحيد الأفعالي»، فالقرآن المجيد يقول: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ)( المائدة، الآية 35)، و... إنّ الوسيلة هي ما يتقرب به إلى الله، نعم أي أمر يمكن أن يقربكم إلى الله مثل: دعاء النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، مقام النبي (صلى الله عليه وآله)، شخص النبي (صلى الله عليه وآله) ; وذلك بسبب طاعته وعبوديته وعبادته لله سبحانه وتعالى، وصفاته المقربة لله سبحانه وتعالى. فيطلب التقرب إلى الله بهذه الأمور، ولا يوجد دليل على حصر الوسيلة بعمل الإنسان الصالح فقط، كما هو الحال في كلمات الوهابيين.
وما ذكرناه لا يتعارض مع التوحيد في العبادة; لأنّ المعبود هو الله سبحانه وتعالى وليس النبي (صلى الله عليه وآله)، ولا يتعارض مع التوحيد الأفعالي; لأنّ منشأ الخير والشر لا يمكن أن يكون إلاّ من الله، وكل ما يملكه الإنسان فهو من الله ومن خلاله سبحانه وتعالى.
فماذا ننتظر بعد هذا العموم الموجود في الآيات؟ وإلاّ سيكون حالنا حال من يبحث عن ذريعة عندما يقول القرآن المجيد: (فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ)( المزمل، الآية 20)، فنقول: هل تجوز قراءة القرآن وقوفاً أم لا؟ اضطجاعاً أم لا؟
فعموم الآية يقول: إنّ جميع أنواع التلاوة جائزة، في الحضر والسفر، مع الوضوء أو بدونه، إلاّ إذا قام دليل آخر على خلاف ذلك.
إنّ العمومات والإطلاقات الموجودة في القرآن فعلية ما لم تُعارض، وآيات التوسل عامة أيضاً، وعموم الآيات القرآنيّة فعلية، فإذا لم نجد معارضاً لها، يمكن العمل على وفقها، وليس صحيحاً أن نبحث عن الذرائع للجدال.
ثانياً: الروايات الواردة في بحث التوسل ... متنوعة، وكل هذه الأنواع جائزة وهي:
ـ التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله)، مثل ما جاء في قصة الرجل الضرير.
ـ التوسل بقبر النبي (صلى الله عليه وآله) كما جاء في بعض الروايات.
ـ التوسل بدعاء النبي (صلى الله عليه وآله).
ـ التوسل بشفاعة النبي (صلى الله عليه وآله).
وغيرها مما جاء في روايات أخرى، ومع هذا التنوع في الروايات والأشكال المختلفة للتوسل لا يبقى مجال للمجادلين وأصحاب الذرائع.
ثالثاً: ماذا يعني التوسل بشخص النبي (صلى الله عليه وآله)؟ لماذا يصبح النبي (صلى الله عليه وآله) محترماً عندنا؟ ولماذا نجعله شفيعاً لنا عند الله؟ لأنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يتميز بالطاعة والعبودية العميقة والخالصة.
إذن توسلنا بالنبي (صلى الله عليه وآله) توسل بطاعاته وعباداته وأفعاله.
وهذا هو نفس التوسل الذي يجيزه الوهابيون المتعصبون وهو التوسل بالطاعات، فالنزاع إذن لفظي.
والعجيب أنّ بعضهم ينكر الحياة البرزخية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ويعتقدون أنّ وفاته هي في حدّ موت الكفّار، مع أنّ القرآن ذكر أنّ للشهداء حياة خالدة: (بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)( آل عمران، الآية 169)، فهل مقام نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) أقل من مقام الشهداء؟ مع كل هذا السلام الذي نرسله له في الصلاة، فإذا لم ندرك أنّ التوسل بعد وفاته هو توسل بالخالدين فكل هذا السلام لا معنى له والملتجى إلى الله من هذا التعصب الأعمى والأصم الذي يؤدي بالإنسان إلى المجهول. ومن حسن الحظ أنّ بعضهم يعتقد بوجود حياة برزخية، وعليه فلابدّ من سحب إشكالاتهم.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|