المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

أنتوريوم Anthurium
18-7-2022
زجاج الداخلة
2023-06-14
النبأ المروّع بشهادة مسلم (عليه السّلام)
6-10-2017
تعقيب العام بضمير يرجع إلى بعض افراده
30-8-2016
الجغرافيا علم التوزيعات
30-10-2021
علم الفونيم
9-4-2019


الدين والاكراه  
  
2073   01:06 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص98-99
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-8-2022 1704
التاريخ: 13-11-2017 2224
التاريخ: 21-12-2021 1811
التاريخ: 2023-09-23 1239

ما معنى قوله تعالى:{لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}[البقرة: 256] ؟

ـ الجواب :

الاكراه هو اجبار على الفعل من غير رضا، والرشد هو إصابة وجه الأمر والطريق الموصل في مقابل الغيّ، ويكون الرشد والغي اعم من الهدى والضلال. والآية الكريمة تنفي الاكراه والجبر في أمر الدين، وبما ان الدين من المفاهيم القلبية والاعتقادية والتي لا يتصور فيها الاكراه والجبر، لخفائها وإمكان عدم البوح بها، فيكون مورد نفي الاكراه هو الافعال البدنية الظاهرية المترتبة على الاعتقاد مثل الصلاة والجهاد والوضوء...

ومحصّل المعنى للآية الكريمة : إن الله لا يكرهكم على فعل الصلاة وغيرها ما دامت الاحكام قد تبينت لكم وظهرت وانتم تتحملون كامل المسؤولية في استحقاق الثواب والعقاب.

او فقل : لا موجب ولا داع للإكراه على الافعال الظاهرية من أمور الدين كالصلاة وغيرها ما دام قد أقيم عليها البرهان من قبل الشرع والعقل وتبيّن الصالح في الافعال من فاسدها وتبيّن فيها الرشد من الغي، وتبقى المسؤولية على عاتق كل فرد فهو الذي يوجب لنفسه الثواب او العقاب.

وعليه فالآية ليست في مقام رفع المسؤولية وعدم الالزام بالتكليف؛ لأن ذلك خلاف صدور التكليف ولزوم تحمل المسؤولية اتجاهه شرعا وعقلا.

وحال الآية المباركة كما لو قال مدير المدرسة لطلابه : إن تعلّم العِلم في المدرسة لصالحكم، وقد بيّنت لكم طرقه واساليبه، فانا لا أكرهكم عليه لوجوده بين ايديكم، وكلٌ يتحمل مسؤوليته آخر السنة، وعند الامتحان يُكرم المرء او يهان، فاذا نجح فله ثوابه وان رسب فعليه وزره.

وقد علّق العلامة الطباطبائي في تفسيره لهذه الآية المباركة بقوله(وهذه احدى الآيات الدالة على ان الإسلام لم يبتنِ على السيف والدم)(1).

______________

1ـ راجع تفسير الآية في الميزان في تفسير القرآن، ج2 ص343.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.