المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

هل تصنع اليرقات مخبأ فرديا لها باستخدام اوراق النبات؟
3-2-2021
سعيد بن سالم القداح المكي
17-10-2017
إنعقاد صلاة الجمعة مع حضور الإمام وغيبته
20-8-2017
موضوع الزواج
2024-05-06
حلف مسعود بن عمرو
21-2-2021
تفاصيل قصة أصحاب السبت
2023-07-13


الايمان اساس السعادة وراحة الضمير  
  
2781   12:40 مساءاً   التاريخ: 4-1-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص259-263
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن الايمان بالله العزيز العليم وبشريعته الاسلامية الحكيمة، وتنفيذ الاوامر والنواهي الصادرة عن الله سبحانه يحقق السعادة وراحة الضمير. ان الايمان كنز عظيم وعامل اساسي هام في تربية الانسان وتهذيبه وكماله وترقيته وتقدمه نحو الأمام دائما.

ان الايمان يجعل الانسان يتمتع برؤية واقعية في مسيرته الحياتية التكاملية لذا نراه معتدلا في سلوكه وطريقة كسبه وجمع ثروته، قنوعا في حياته ولا غرو ان القناعة كنز لا يفنى كما في المأثور. وقد جاء عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نهج البلاغة : (لا كنز اغنى من القناعة، ولا مال أذهب للفاقة من الرضا بالقوت، ومن اقتصر علي بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة).

فالقناعة تمنح الانسان الاطمئنان وامن الخاطر، وتبعده عن تطويل الآمال وطوبائيتها التي تسبب القلق والاضطراب النفسي ان القناعة تقود الانسان إلى التقليل من كمية التوقعات والآمال الطويلة العريضة.

وطبعاً ان هذا التقليل سيؤدي بدوره من احتمالات الانكسار المخيف والهزائم المرة وخيبة الآمال، والحقيقة ان القناعة هي بنفسها (قانون الهناء) وليس غيرها البتّة.

نعم، ان القناعة التي اوجدها الايمان الحقيقي هي التي تصوغ الانسان وتجعله يعرف نفسه ويقنع بطاقاته وقدراته، ولا يتجاوز حدوده وامكاناته وكل هذا بدوره سيؤدي إلى الاطمئنان وراحة الضمير.

أضف إلى ذلك ان من فروع الايمان، هو الايمان بالحياة الاخرة، الحياة الابدية الحقيقية التي يجب على الانسان ان يعمل لها لينعم بخيراتها ونعيمها الدائم الذي لم يخطر على قلب بشر نعم ان الايمان بمحدوديته وقصر الحياة الدنيا وخلود الاخرة سيمنع النفس من الانطلاق اللامحدود في ملاذ الدينا وشهواتها، ويجعل دوافع الطمع والانانية والحرص قيد الموازنة والسيطرة، وهذا كله بدوره سيريح الضمير، ويحقق السعادة والراحة وامن الخاطر والهناء.

اجل، ان الانسان اذا اعتقد اعتقادا صادقاً وواقعياً بمحدودية فرصة الحياة وقلة متاعها، وكثرة اللذائذ الروحية والادبية فيها فعندئذ لا يبقى يهتم لمتاع هذه الحياة والاندفاع نحوها، ولا يأسف او يحزن على شيء فات منها أبدا وطبعا ان هذا سيخلق عنده سكون القلب وراحة الضمير، والوحدات والثقة وبالتالي يكون سلوكه في هذه الحياة، وتمتعه بلذائذها عن عقل ورؤية وسعادة حقيقية، وهذا ما نشاهده في حياة الاولياء والمؤمنين الزاهدين في الدنيا وملاذها وعلى رأس هؤلاء الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) ووصية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) والائمة الأطهار سلام الله عليهم اجمعين، الذين كانوا الاسوة والقدوة للإنسانية جمعاء في كل معلم من معالم الخير والاستقامة، والاعتدال والفضيلة.

ومما لا يقبل الشك والارتياب، ان هذه المتع المادية الزائلة هي بنظر الانسان المؤمن وسائل للوصول إلى اهداف اثمن وأرقى وليست هي غايات الحياة وأهدافها حتى يفقد الانسان الغالي والرخيص او يفقد اعتداله المعنوي، واستقامته الروحية، ويفني عمره كله من اجل تحصيلها والظرف بها.

ويجب ان لا ننسى ان الضغوط النفسية، والقلق والاوهام والاحزان تعمل عملها المهلك والهادم للنفس والجسد على حد سواء لذا يجب ان نطرد تلك الضغوط والاحزان ولا ندعها تستولي على ارواحنا وارواح الناشئة من اجل الحفاظ على صحة وسلامة نفوسنا واجسادنا ونفوسهم واجسادهم، ونبعد شبح أي ضرر وهدم وتخريب في كياننا وكيانهم على حد سواء.

يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام):

( الحزن يهدم الجسد)(1). و(الهم ينحل البدن)(2).و(تجرع الغصص فإني لم أر جرعة احلى منها عاقبة ولا الذ مغبة)(3).

وعلى كل حال فان الايمان الخالص اذا تمكن من نفس الانسان وقلبه وفكره فانه يهديه إلى الخير والاعتدال وراحة البال والضمير، والصبر على الدنيا وما فيها وبالمناسبة ان الصبر والايمان متلازمان لان من لا صبر له لا ايمان له.

جاء عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) انه قال في احدى خطبه في النهج: ( ان الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فمن لا رأس له لا جسد له ومن لا صبر له لا ايمان له).

وجاء عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: ( اصبروا على الدنيا فإنما هي ساعة فما مضى منها فلا تجد له ألماً ولا سروراً، وما لم يجيء فلا تدري ما هو وانما هي ساعتك التي انت فيها، فاصبر فيها على طاعة الله واصبروا فيها عن معصية الله)(4).

اجل، ان الايمان اساس للصبر، والصبر فضيلة عظيمة حيث إنه مفتاح للفرج من الكروب والشدائد، ووسيلة للظفر بالمأمول وتحقيق الانتصار، في الحياة، وهل هذا الا مجلبة للسعادة وراحة الضمير والخاطر ؟!

اذن، يجب على الآباء والمربين والمعلمين أن يزرعوا الايمان النقي في نفوسهم ونفوس الاطفال والناشئة ليتغلبوا على الصعاب، ويحققوا الامل والنجاح في الحياة، ويعيشوا على قدر كبير من التسامي والرفعة، والاتزان والكمال، والراحة والصحة في العقل والجسم والنفس.

_____________

1- غرر الحكم : 23.

2- غرر الحكم :16.

3- غرر الحكم :351.

4- اصول الكافي : ج2، ص454.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.