المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28



الله ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ وانه مريدا لجميع الطاعات  
  
893   10:23 صباحاً   التاريخ: 5-07-2015
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلا
الجزء والصفحة : ص 111
القسم : العقائد الاسلامية / العدل / الحسن و القبح /

[اولا]:

ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﺎﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺑﺮﻫﺎﻧﻪ:

ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻨﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ: ﺇﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻭﻏﻨﺎﻩ ﻋﻨﻪ ﺻﺎﺭﻑ ﻟﻪ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻣﻊ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ: ﺇﻥ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ ﺑﻼ ﻣﺮﺟﺢ، ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺨﻞ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻓﻸﻥ ﺍﻹﺧﻼﻝ ﺑﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺻﺪﻭﺭ ﺍﻟﻘﺒﻴﺢ ﻣﻨﻪ.

[ثانيا]:

ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﻳﺪ ﻟﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﻳﺪ ﻟﺸﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﻟﻨﺎ: ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻮﺟﻬﺎﻥ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﻄﺎﻋﺔ ﻭﻛﺎﺭﻫﺎ ﻟﻠﻤﻌﺼﻴﺔ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻖ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻓﻸﻧﻪ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺤﺴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻟﻬﺎ ﻭﻋﺎﻟﻢ ﺑﻘﺒﺢ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺳﺪ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺼﺎﺭﻑ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻟﻬﺎ، ﻭﻣﻊ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﺔ ﻟﻬﺎ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﻟﻬﺎ، ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻀﺪﻳﻦ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﻳﺪﺍ ﻟﻠﻤﻌﺎﺻﻲ ﻟﻜﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ ﻧﻘﺺ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺬﻣﻮﻣﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺑﺤﺎﻟﻪ، ﻭﺫﻣﻬﻢ ﻟﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻨﻘﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﺒﺎﻻﺗﻔﺎﻕ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﻓﻤﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } [الذاريات: 56] ، {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5] .

ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﻼﻡ ﻫﻨﺎ ﻟﻠﻐﺮﺽ ﺍﻟﺪﺍﻋﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻄﺎﻋﺎﺕ. ﻭﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﺍﻫﺔ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ { وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ} [الإسراء: 31] ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ {كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا} [الإسراء: 38] ﻭﻧﺤﻮﻩ.

ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻮﺟﻬﺎﻥ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﺎﻟﻖ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﻓﻌﻼ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻣﺮﻳﺪ ﻟﻪ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ)ﺃﻧﻪ ﻛﻠﻒ ﺃﺑﺎ ﻟﻬﺐ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﺸﺊ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪﻩ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻨﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ: ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا} [السجدة: 13] ﻭﻗﻮﻟﻪ {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا } [يونس: 99] ﻭﻗﻮﻟﻪ {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا } [الأنعام: 125]

ﺩﻟﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻠﻬﺪﻯ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻋﻠﻰ ﺇﺭﺍﺩﺗﻪ ﻟﻺﺿﻼﻝ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﻓﺈﻧﺎ ﺑﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻓﺎﻋﻞ ﺣﻘﻴﻘﺔ، ﻓﻼ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻣﺨﻠﻮﻗﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

 ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺤﺎﻻ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺃﺑﻲ ﻟﻬﺐ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺤﺎﻝ ﻧﻈﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻘﺎﺩﺭ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﻋﻦ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺍﻷﻭﻟﻴﻴﻦ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻵﺗﻴﻨﺎ ﻛﻞ ﻧﻔﺲ ﻫﺪﺍﻫﺎ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻻﻟﺠﺎﺀ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻻ ﻳﺪﻝ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻧﻘﻴﻀﻲ ﻻﺯﻣﻲ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﻄﻠﻖ ﺍﻟﻬﺪﻯ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﻠﻔﻴﻦ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﺸﺮﻃﻴﺔ ﺻﺪﻕ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺟﺰﺋﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻻﺿﻼﻝ ﻓﻴﺠﻌﻞ ﺍﻟﺼﺪﻭﺭ ﻛﺬﻟﻚ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.