أقرأ أيضاً
التاريخ: 30/10/2022
6587
التاريخ: 5-6-2020
3215
التاريخ: 2023-02-27
956
التاريخ: 13-12-2016
2241
|
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (تجب للولد على والده ثلاث خصال: اختياره لوالدته، وتحسين اسمه، والمبالغة في تأديبه) وتحسين اسم الطفل هو الحق الثاني للولد على ابيه كما يقول الامام الصادق (عليه السلام) وهو حق عظيم لان الاسم الجميل له الاثر الكبير في حياة الطفل وتقدمه فيما بعد، حيث انه من المظاهر المهمة لدى كل انسان ويحكي عن صاحبه، ويعطي صورة عنه ويكون مسروراً به.
ولا شك، ان الاسم القبيح يشكل علة من علل الشعور بالحقارة الذي يبدأ من دور الطفولة . وربما يكون سببا لنشوء عقده الحقارة والتعاسة نتيجة لهذا الشعور فيما بعد.
وقطعا ان الاسم القبيح يكون سبباً لإيذاء الطفل في كل آن، ومحلاً لسخرية الاطفال واستهزائهم به. على العكس تماماً من الاسم الجميل الذي يتحلى به الطفل حيث يفخر به ويسعد.
وبديهي، ان كل فرد يحب ان يكون جميل الوجه، حسن الهندام والاخلاق، متزن الملامح نظيف الملابس، وكذلك حسن الاسم لان الجمال في الاسم والمظهر من اهم عوامل المحبة والمودة، وهو رمز السعادة والنجاح في الحياة.
ولا ريب ان الذين يمتازون بأسماء جميلة، ان ينتمون إلى عشيرة ذات اسم جميل يفتخرون بذلك ويسعدون ويذكرونه بكل ارتياح وسرور وطلاقة دونما شعور بالحقارة والاذى. واما الذين هم على العكس من ذلك نراهم يأبون عن ذكر اسمائهم او اسماء عشيرتهم القبيحة وان اضطروا إلى الذكر في مناسبة شعروا بالخجل والضعة والالم.
وقد روى لنا التاريخ قصصا كثيرة تدل على تفاؤل السامع بالاسم الجميل ونطقه بالمناسب كلاما جميلاً يليق ويتلاءم مع جمال ذلك الاسم. نذكر من هذه القصص، القصة الآتية:
فقد النبي محمد (صلى الله عليه واله) امه (آمنة بنت وهب (رضي الله عنها)، ولم يقبل ثدي مرضعة قط، وكان هذا مبعث حزن والم في البيت الهاشمي... إلى ان جاءت حليمة السعدية فعرضت ثديها عليه فقبله وتكفلت برضاعه، عندئذ عم البيت السرور والفرح إلى اقصى حد، فقال عبد المطلب مخاطبا اياها :
من اين انت؟
قالت امرأة من بني سعد.
قال: ما اسمك ؟
فقلت: حليمة، فضحك وقال : بخ بخ، خلتان حسنتان .... سعد وحلم)(1).
انظر عزيزي القارئ – كيف بخبخ عبد المطلب وتفاءل بالخير والهناء وقال : خلتان حسنتان، سعد وحلم لان اسمها حليمة وتنتهي إلى عشيرة بني سعد، ولكن لو كان اسمها واسم عشيرتها قبيحا لصمت عبد المطلب ولم ينطق ببنت شفة.
وربما يتطير كثير من الناس من الاسم القبيح، ولا يتعاملوا معه في بيع او شراء او شراكة عند الاختيار والمفاضلة، وقد يدعو الاسم القبيح إلى اللوم والاستهزاء يصاحبه الاستخفاف به، كما نرى في هذه القصة الآتية:
ـ بين معاوية وجارية :
كان احد رؤساء عشائر الشام يسمى بـ (جارية) وكان رجلا قوياً صريح اللهجة، وكان يبطن لمعاوية حقدا وعداوة، وسمع معاوية بذلك فأراد ان يحتقره امام ملأ من الناس ويتخذ اسمه وسيلة للاستهزاء به والسخرية منه وصادف ان التقيا في بعض المجالس فقال له معاوية :
ما كان اهون على قومك ان سموك جارية؟
فقال له جارية : وما كان اهونك على قومك اذ سموك معاوية، وهي الانثى من الكلاب.
قال : اسكت لا ام لك ؟ !
قال : لي ام ولدتني اما والله ان القلوب التي ابغضناك بها لبين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها لفي ايدينا، وانك لم تهلكنا قسوة، ولم تملكنا عنوة ... ولكنك اعطيتنا عهداً وميثاقا، واعطيناك سمعاً وطاعة فان وفيت لنا وفيت لك، وان نزعت إلى غير ذلك فانا تركنا وراءنا رجالا شداداً واسنة حداداً.
فقال معاوية : لا اكثر الله منك في الناس يا جارية (2).
وهناك قصة اخرى مشابهة، نذكرها فيما يلي :
بين معاوية وشريك بن الاعور
كان شريك بن الاعور سيداً في قومه وكبيراً عليهم، عاصر معاوية .... وفي احد الايام دخل مجلس معاوية فاراد هذا ان يحتقره ويسخر به لقبح اسمه واسم ابيه وللنقص الذي فيه.
فقال له انك لشريك وليس لله من شريك، وانك ابن الاعور، والصحيح خير من الاعور، وانك لدميم والوسيم خير من الدميم فبم سودك قومك؟!
فقال له شريك : والله انك لمعاوية وليست معاوية الا كلبة عوت فاستعوت فسميت معاوية، وانك ابن حرب والسلم خير من الحرب، وانك ابن صخر، والسهل خير من الصخر، انك ابن امية وما امية الا امة صغرت فسميت امية فكيف صرت امير المؤمنين؟!
فقال له معاوية : اقسمت عليك الا ما خرجت عني (3)
اجل ان الاسم القبيح قد يجر على صاحبه البلاء والاستهزاء والاستخفاف وربما يدخله في مواقف ذات عواقب سيئة، وحتما ان كل هذا يكون سببا للشعور بالحقارة، ويؤدي في الغالب إلى نشوء العقد النفسي والامراض الخطيرة وعليه، يجب على الاباء والامهات ان يجنبوا اطفالهم كل هذا العناء والالم وعقدة الحقارة وذلك بتحسين اسمائهم، واختيار اسماء جميلة لهم، لتحكي عنهم ويكونوا مسرورين بها.
لذلك اهتم الاسلام العظيم باختيار اسم الطفل واعتبره من الحقوق الدينية للأولاد على الاباء، وقد وردت روايات كثيرة عن النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم اجمعين، تطلب من الآباء وتأمرهم ان يختاروا اسماء جميلة لأبنائهم ويبتعدوا كل البعد عن التسمية بالأسماء المستهجنة والقبيحة، نذكر جملة منها:
1ـ قال النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) : (من حق الولد على الوالد ان يحسن اسمه ويحسن أدبه)(4).
2- قال رجل يا رسول الله، ما حق ابني هذا؟ قال : (تحسين اسمه وادبه وتضعه موضعاً حسناً)(5).
3- وفي حديث شريف آخر عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) انه قال:
(من حق الولد على والده ثلاثة : يحسن اسمه ، ويعلمه الكتابة، ويزوجه اذا بلغ)(6).
4- عن ابي الحسن (عليه السلام) انه قال:
( اول ما يبر الرجل ولده، ان يسميه باسم حسن، فليحسن احدكم اسم ولده)(7).
5- وهناك حديث شريف مشهور وارد عن المعصوم (عليه السلام) يتناقله العامة والخاصة،
وهو: (خير الأسماء ما حُمد وعُبّد)
أي ان افضل الاسماء وخيرها هو : محمد احمد محمود عبد الله عبد الرزاق، عبد الرحمن.... وهكذا.
ـ تبديل الاسماء المستهجنة :
لقد اهتم الاسلام اهتماماً بالغاً بسلامة الطفل الروحية والجسدية، وعنى برفع الشقاء المتسبب من عقدة الحقارة والعقد النفسية الاخرى، وعالج بجدية وواقعية تلك العقد المؤذية لكي يسعد الإنسان ويتحرر ضميره من الضغط الذي يلاقيه.
فالإنسان الذي يحمل اسما مستهجناً يشعر بالضعة بلا شك، ويكون مدعاة للسخرية في كثير من الاحيان، ويمكن علاج ذلك بتغيير اسمه المستهجن باسم جميل، وبهذه الطريقة يتحرر الاشخاص من عقدة الحقارة، ويتسنى لهم العيش بحياة ملؤها الارتياح والطمأنينة والسرور.
وقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) المبعوث رحمة للإنسانية يغير الاسماء المستهجنة بأسماء جميلة اخرى لعلمه (صلى الله عليه واله) بما يترتب على ذلك من اثار ايجابية هامة تحصل في حياة الفرد والجماعة والعشيرة.
1ـ عن الامام الصادق (عليه السلام) عن ابيه (عليه السلام) (ان رسول الله كان يغير الاسماء القبيحة في الرجل والبلدان)(8).
2- عن ابي عمر : (ان ابنه لعمر كان يقال لها : عاصية ، فسماها رسول الله (صلى الله عليه واله) : جميلة (9).
3- عن ابي رافع : ( ان زينب بنت ام سلمة كان اسمها : برة فقيل تزكي نفسها فسماها رسول الله (صلى الله عليه واله) : زينب)(10).
نعم، ان الاسلام دين رحمة ومحبة ورأفة وسلامة ولم يكتف بتغيير الاسماء القبيحة بأسماء جميلة فحسب وانما عمل بفاعلية على تغيير النظرة المؤذية التي تؤذي الاخرين المنظور اليهم، لان فيهم نقصاً او عاهة.
_______________
1ـ بحار الانوار: ج15،ص317،باب4.
2ـ المستطرق في كل فن مستظرف للأبشيهي:ج1،ص58.
3- ثمرات الاوراق لابن حجة الحموي:ج1،ص59.
4- مستدرك الوسائل للمحدث النوري: ج2،ص618.
5- مكارم الاخلاق للطبرسي:ص114.
6- وسائل الشيعة:ج5، ص115.
7- الكافي: ج6،ص18.
8- قرب الاسناد:ص45.
9- صحيح مسلم:ج6،ص173.
10- نفس المصدر السابق.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|