أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-2-2017
7226
التاريخ: 13-2-2017
8265
التاريخ: 6-11-2016
8760
التاريخ: 10-2-2017
5055
|
قال تعالى : { وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا } [النساء : 86] .
{وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها} أمر الله المسلمين برد السلام على المسلم ، بأحسن مما سلم ، إن كان مؤمنا ، وإلا فليقل وعليكم ، ولا يزيد على ذلك . فقوله : {بأحسن منها} للمسلمين خاصة . وقوله {أو ردوها} لأهل الكتاب ، عن ابن عباس . فإذا قال المسلم : السلام عليكم . فقل : وعليكم السلام ، ورحمة الله . وإذا قال السلام عليكم ورحمة الله ، فقل : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . فقد حييته بأحسن منها ، وهذا منتهى السلام . وقيل : إن قوله {أو ردوها} للمسلمين خاصة ، أيضا ، عن السدي ، وعطا ، وإبراهيم ، وابن جريج ، قالوا : إذا سلم عليك المسلم ، فرد عليه بأحسن مما سلم عليك ، أو بمثل ما قال . وهذا أقوى لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : " إذا سلم عليكم أهل الكتاب ، فقولوا : وعليكم " وذكر علي بن إبراهيم في تفسيره عن الصادقين عليهم السلام : " إن المراد بالتحية في الآية : السلام وغيره من البر " وذكر الحسن أن رجلا دخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : السلام عليك . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وعليك السلام ورحمة الله . فجاءه آخر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله . فقال النبي : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فجاءه آخر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته . فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته . فقيل : يا رسول الله ! زدت للأول والثاني في التحية ، ولم تزد في الثالث . فقال : إنه لم يبق لي من التحية شيئا فرددت عليه مثله .
وروى الواحدي بإسناده عن أبي أمامة ، عن مالك بن التيهان ، قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من قال السلام عليكم ، كتب له عشر حسنات ، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله ، كتب له عشرون حسنة ، ومن قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، كتب له ثلاثون حسنة " {إن الله كان على كل شيء حسيبا} : أي حفيظا ، عن مجاهد . وقيل : كافيا . وقيل : مجازيا ، عن ابن عباس .
وفي هذه الآية دلالة على وجوب رد السلام ، لان ظاهر الأمر يقتضي الوجوب .
وقال الحسن ، وجماعة من المفسرين : إن السلام تطوع ، والرد فرض ، ثم الرد ربما كان من فروض الكفاية ، وقد يتعين بأن يخصه بالسلام ، ولا أحد عنده ، فيتعين عليه الرد .
_________________________
1. مجمع البيان ، ج3 ، ص 147-148 .
{ وإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها } . اتخذ الإسلام كلمة التوحيد شعارا لعقيدته ، وجعل السلام تحيته المختصة به للإشارة إلى ان منهاجه في الحياة هو نشر السلام ، ومقاومة العدوان . . بالإضافة إلى ان معنى الإسلام التسليم للعدل والإحسان ، والخير والأمان ، وفوق ذلك كله فإن السلام من أسماء اللَّه تعالى : { هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهً إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [الحشر : 23 ] .
{ إِنَّ اللَّهً كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً } . يحاسب على عدم رد التحية ، وغيره من ترك المحرمات ، وفعل الواجبات .
واستدل الفقهاء بهذه الآية على وجوب رد السلام ، أما بالمثل ، أي أن تعيد تحية من حياك بالحرف دون زيادة أو نقصان ، وأما ان تزيد عليها : ورحمة اللَّه ، وأمثالها .
والرد فرض على سبيل العين إذا وجهت التحية إلى شخص معين ، وكفاية إذا وجهت إلى جماعة ، ان قام به البعض سقط عن الباقين ، والا فالكل ملومون ومؤاخذون . . وفي الحديث : التحية تطوع ، والرد فرض .
وقال أصحاب أبي حنيفة : المراد بالتحية في الآية الكرامة بالمال ، فمن أهدى إليك شيئا فعليك أن تهديه بمقدار ما أهدى إليك ، أو تزيد . ( أحكام القرآن للقاضي أبي بكر الأندلسي ) .
___________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 395-396 .
قوله تعالى : { وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها } (الآية) أمر بالتحية قبال التحية بما يزيد عليها أو يماثلها ، وهو حكم عام لكل تحية حيي بها ، غير أن مورد الآيات هو تحية السلم والصلح التي تلقى إلى المسلمين على ما يظهر من الآيات التالية .
______________________
1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 27 .
دعوة إلى مقابلة الودّ بالودّ :
رغم أنّ بعض المفسّرين يرون أنّ العلاقة بين هذه الآية والآيات السابقة ناشئة عن كون الآيات تلك تناولت موضوع الجهاد والحرب ، والآية الأخيرة تدعو المسلمين إلى أن يواجهوا كل بادرة سليمة من قبل العدو بموقف يناسبها ، ولكن هذه الصلة لا تمنع أن تكون الآية الأخيرة حكما عاما يشمل كل أقسام تبادل المشاعر الخيرة النّبيلة بين مختلف الأطراف والأفراد ، وهذه الآية تأمر المسلمين بمقابلة مشاعر الحبّ بما هو أحسن منها ، أو على الأقل بما يساويها أو يكون مثلها ، فتقول الآية : {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها} .
و«التّحية» مشتقة من «الحياة» وتعني الدعاء لدوام حياة الآخرين ، سواء كانت التحية بصيغة «السّلام عليكم» أو «حياك الله» أو ما شاكلهما من صيغ التحية والسلام ، ومهما تنوعت صيغ التحية بين مختلف الأقوام تكون صيغة «السلام» المصداق الأوضح من كل تلك الأنواع ، ولكن بعض الروايات والتفاسير تفيد أنّ مفهوم التحية يشمل ـ أيضا ـ التعامل الودي العملي بين الناس.
في تفسير علي بن إبراهيم عن الباقر والصّادق عليهما السلام أن : «المراد بالتّحية في الآية السلام وغيره من البر» .
وفي «المناقب» أنّ جارية أهدت إلى الإمام الحسن عليه السلام باقة من الورد فأعتقها ، وحين سئل عن ذلك استشهد بقوله تعالى : {وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها} .
وهكذا يتّضح لنا أنّ الآية هي حكم عام يشمل الردّ على كل أنواع مشاعر الودّ والمحبّة سواء كانت بالقول أو بالعمل ـ وتبيّن الآية في آخرها أنّ الله يعلم كل شيء ، حتى أنواع التحية والسلام والردّ المناسب لها ، وأنّه لا يخفى عليه شيء أبدا ، حيث تقول : {إِنَّ اللهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 234-235 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|