أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-09-2015
1768
التاريخ: 2024-06-25
489
التاريخ: 10-10-2014
1647
التاريخ: 22-5-2021
1816
|
وصف اللَّه سبحانه يونس بأنه من المرسلين والصالحين ، وبصاحب الحوت ، وبذي النون أي الحوت ، وأيضا وصفه بالمغاضب لقومه ، لأنه دعاهم إلى الإيمان فلم يستجيبوا له ، فدعا اللَّه عليهم ، ورحل عنهم يائسا من إيمانهم . . وفي سورة القلم أمر اللَّه نبيه محمدا (صلى الله عليه واله)أن يصبر ولا يتعجل بالدعاء على قومه بالعذاب كما فعل يونس : {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} [القلم : 48].
أما قوم يونس فقد زاد عددهم على مائة ألف : « وأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ - 147 الصافات » . وقال الرواة والمفسرون : ان قوم يونس كانوا يقيمون بنينوى من أرض الموصل ، وانهم كانوا يعبدون الأصنام ، فنهاهم يونس عن الكفر ، وأمرهم بالتوحيد ، فأصروا على الشرك شأنهم في ذلك شأن من تقدمهم من أقوام الأنبياء .
وبعد ان رحل يونس عن قومه أتتهم نذر العذاب ، وطلائع الهلاك من السماء فتابوا إلى اللَّه ، ودعوه مخلصين ان يكشف عنهم العذاب ، ففعل ، وأبقاهم إلى انقضاء آجالهم ، وهذا هو معنى قوله تعالى : ( فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ومَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ ) .
وقال المفسرون : ان قوم يونس لبسوا المسوح ، وخرجوا إلى الصحراء ، ومعهم النساء والأطفال والدواب ، وفرقوا بين كل والدة وولدها إنسانا وحيوانا ، فحن بعضها إلى بعض ، وعلت أصواتها ، واختلطت أصوات الآدميين بأصوات الحيوانات ، فرفع اللَّه عنهم العذاب ، ورجعوا إلى ديارهم آمنين .
أما يونس فقد ضرب في الأرض ، حتى انتهى إلى ساحل البحر ، فوجد جماعة في سفينة ، فسألهم ان يصحبوه ، ففعلوا ، ولما توسطوا البحر بعث اللَّه عليهم حوتا عظيما حبس عليهم سفينتهم ، فأيقنوا انه يطلب واحدا منهم ، فاتفقوا على الاقتراع ، فوقع السهم على يونس ، فألقوه أو ألقى هو نفسه في البحر ، فابتلعه الحوت ، كما جاء في سورة الصافات : وان يونس لمن المرسلين إذ ابق - أي هرب - إلى الفلك المشحون فساهم فكان من المدحضين - أي المغلوبين بالقرعة - فالتقمه الحوت وهو مليم ، أي وهو يلوم نفسه .
وألهم اللَّه الحوت ان يطوي يونس في بطنه ، دون ان يمسه بأذى ، وفزع يونس إلى ربه يناديه ويستجير به ، وهو في جوف الحوت ( 1 ) ، والى هذا أشارت الآية 87 من سورة الأنبياء : {فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } [الانبياء : 87].
ثم نبذه الحوت على ساحل البحر بعد ان لبث في جوفه ما شاء اللَّه ان يلبث .
قال المفسرون : ان يونس خرج من بطن الحوت كالفرخ الممتعط ، وان اللَّه أنبت عليه شجرة من يقطين يستظل بها ، وذلك حيث يقول عز من قائل : { فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ - أي في مكان خال من النبات - وهُوَ سَقِيمٌ وأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ } [الصافات -146 ] .
قالوا ، وعاد يونس بعد هذا إلى قومه ، ففرحوا بقدومه ، وفرح هو بإيمانهم .
( ولَوْ شاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً ) . أي لو شاء اللَّه ان يكره الناس على الايمان ويلجئهم إليه إلجاء ، أو يخلقهم منذ البداية مؤمنين - لو شاء ذلك لما وجد كافر على ظهرها ، ولو فعل لبطل الثواب والعقاب ، وكان فعل الإنسان كالثمرة على الشجرة . . وسبق نظير هذه الآية في سورة الأنعام :
{وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى} [الأنعام : 35]. . {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا } [الأنعام : 107] وفي سورة البقرة : {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ } [البقرة : 253] . وتكلمنا عن ذلك مفصلا في ج 1 ص 388 .
___________________________
1- لو تنبه إلى هذه الآية الكريمة الذين ينسبون المخترعات الحديثة إلى القرآن لقالوا : ان حوت يونس يشير إلى الغواصة . انظر المجلد الأول من هذا التفسير ص 38 ، فقرة « القرآن والعلم الحديث »
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|