أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-2-2017
2512
التاريخ: 4-12-2016
1871
التاريخ: 2023-09-16
1268
التاريخ: 1-12-2019
1856
|
في السنة الثانية عشر من البعثة - جاء اثني عشر رجلا، اثنان من الأوس، وعشرة من الخزرج، فالتقوا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في العقبة وبايعوه، فسميت تلك البيعة، ببيعة العقبة الأولى. ولما عادوا إلى يثرب أرسل (صلى الله عليه وآله وسلم) معهم مصعب بن عمير ليقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان يسمى بالمقرئ، وألحقه فيما بعد بابن أم مكتوم، كما أقام مصعب أول صلاة جمعة في المدينة، وقد نجح ومن معه ممن أسلم في الدعوة إلى الله تعالى وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) نجاحا منقطع النظير، وممن أسلم: سعد بن معاذ، وهو سيد قومه، وأسلم بدعوته وإسلامه قومه بأجمعهم إلا ما شذ من بني عمير بن عبد الأشهل. ونشط واستمر مصعب بن عمير والمسلمون بدعوة الناس إلى دين الله والإسلام ومكارم الأخلاق، حتى أسلم الكثير من الرجال والنساء، وظهر الإسلام على بقية الأديان في يثرب. عاد مصعب من المدينة إلى مكة، فعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نتائج أعماله فسر النبي بذلك سرورا عظيما. وفي موسم حج السنة الثالثة عشر من البعثة أتت جماعة كبيرة من أهل يثرب بقصد الحج ربما قدر عددهم بخمسمائة فيهم المشركون، وفيهم المسلمون مستترين من الحجاج المشركين من قومهم. التقى الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ببعض مسلميهم، ووعدهم اللقاء في العقبة في أواسط أيام التشريق ليلا إذا هدأت الرجل، وأمرهم أن لا ينبهوا نائما، ولا ينتظروا غائبا.
وفي تلك الليلة بالذات ناموا مع قومهم في رحالهم، حتى مضى من الليل ثلثه، بدأوا يتسللون إلى مكان الموعد واحدا بعد الآخر، ولا يشعر بهم أحد، حتى اجتمعوا في الشعب عند العقبة، وهم سبعون، أو ثلاث وسبعون رجلا وامرأتان. والتقى بهم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدار التي كان نازلا فيها، وهي دار عبد المطلب، وكان معه: عمه حمزة، وعلي بن أبي طالب، وعمه العباس، فبايعوه على أن يمنعوه وأهله مما يمنعون منه أنفسهم وأهليهم وأولادهم، وأن يؤوهم، وينصروهم على السمع والطاعة في حالات النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يقولوا في الله ولا يخافون لومة لائم. ثم طلب (صلى الله عليه وآله وسلم) منهم أن يخرجوا له أثني عشر نقيبا - أي كفيلا يكفل قومه - فاختاروا له تسعة رجال من الخزرج، وثلاثة رجال من الأوس، فكانوا نقباء وكفلاء قومهم. والكفلاء هم: جابر بن عبد الله والبراء بن معروف، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن حزام، وأبو ساعدة سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو، وعبد الله بن رواحة، وسعد بن الربيع، ورافع بن مالك العجلان، وأبو عبد الأشهل أسيد بن حضير، وأبو الهيثم بن التيهان حليف بني عمرو بن عوف، وسعد بن خيثمة وأول من بايع منهم البراء بن عازب بن معروف، ثم تتابع القوم على البيعة. هكذا تمت بيعة العقبة الثانية، وهي التي ركزت أسس الإسلام بين المسلمين بصورة عامة، وبين الأوس والخزرج بصورة خاصة. وكان ذلك في السنة الثالثة عشر من البعثة الشريفة، وهي نفس السنة التي هاجر فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة إلى المدينة المنورة. وبعد البيعة، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه المؤمنين بالهجرة إلى يثرب، والالتحاق بالأنصار، فأخذ المهاجرون يتسللون ليلا فرادى وجماعات، بعيدا عن أعين طغاة قريش، ومن يصل منهم إلى المدينة ويدخل فيها يجد الأنصار في استقبالهم قد هيأوا لهم ما يحتاجون إليه من سكن ومعاش. ولما ضاق به الفسيح واشتد حوله الخناق، قرر بعد تفكير وتخطيط أن يهاجر من مكة إلى يثرب، ولكن كيف السبيل إلى ذلك فوقف صابرا ينتظر أمر السماء، وإذا بالوحي يهبط عليه، ويأمره بترك مكة، والهجرة إلى يثرب حيث الأنصار والأعوان، وأجاز له القتال، قتال المشركين في سبيل الله وتبليغ الدعوة إلى الله بقوله عز من قائل في محكم كتابه المجيد: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ} [الحج: 39، 40] . إلى آخر الآيات المذكورة في سورة الحج. فشعرت قريش بأن الدعوة قد انتقلت من مكة إلى يثرب، واتخذت مكانا لها في أنصار يفتدونها بأموالهم وأنفسهم، وقدرت بأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) سيلتحق بأصحابه بين عشية وضحاها، وستكون الغلبة عليهم إن عاجلا أو آجلا إن هو خرج من بينهم والتحق بأصحابه، فما عليهم إذا وهو لا يزال في قبضتهم، إلا أن يتخذوا بحقه قرارا نهائيا حاسما قبل فوات الأوان.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|