أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-12-2015
21871
التاريخ: 1-2-2016
2461
التاريخ: 21-3-2016
37778
التاريخ: 15-12-2015
5012
|
مصبا- عسر الأمر عسرا مثل قرب قربا ، وعسارة ، فهو عسير ، أي صعب شديد ، ومنه قيل للفقر عسر. وعسر الأمر عسرا فهو عسر من باب تعب ، وتعسّر واستعسر : كذلك. وعسر الرجل عسرا فهو عسر أيضا وعسارة : قلّ سماحه في الأمور. وعسرت الغريم أعسره من باب قتل ، وفي لغة من باب ضرب : طلبت منه الدين على عسره ، وأعسرته كذلك.
مقا- عسر : أصل صحيح واحد يدلّ على صعوبة وشدّة. فالعسر نقيض اليسر. والإقلال أيضا عسرة ، لأنّ الأمر ضيّق عليه شديد ، والعسرة : الخلاف والالتواء. ويقال أمر عسر وعسير ، ويوم عسير. وربّما قالوا رجل عسر. ويقولو ن : عسر الأمر عسرا وعسرا أيضا. وأعسر الرجل : إذا صار من ميسرة الى عسرة. وعسرته أنا أعسره إذا طالبته بدينك وهو معسر ولم تنظره الى ميسرته. ويقال عسّرت عليه تعسيرا : إذا خالفته. وتعسّر الأمر : التوى. ويقال أعسرت المرأة إذا عسر عليها ولادها. ويقال للّذى يعمل بشماله : أعسر. والعسرى هي الشمال ، وإنّما سميت عسرى لأنّه يتعسّر عليها ما يتيسّر على اليمنى ، فأما تسميتهم ايّاها يسرى فيرى أنّه على طريقة التفاؤل كما يقال للبيداء مفازة ، وللديغ سليم.
التهذيب 2/ 79- فإنّ مع العسر يسرا ، والعسر نقيض اليسر. والعسرة : قلّة ذات اليد ، وكذلك الإعسار. والعسرى : الأمور الّتي تعسر ولا يتيسّر. واليسرى : ما استيسر منها ، والعسرى تأنيث الأعسر من الأمور. وعن أبى العبّاس في الآية : قال الفرّاء- العرب إذا ذكرت نكرة ثمّ أعادتها بنكرة مثلها صارتا ثنتين ، وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي. والعسير : الناقة الّتي ركبت قبل تذليلها.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل اليسر أي شدّة في صعوبة ومضيقة ، مادّيا أو معنويّا.
وسبق في الرخو والسهل : أنّ السهل ما يقابل الصعوبة ، واللين يقابل الخشونة ، والرخو يقابل الشدّة ، والضعف يقابل القوة ، والسعة والرحب يقابل المضيقة.
فتفسير المادّة بواحدة من موادّ- الشدّة ، الصعوبة ، المضيقة ، ليس في محلّه. وأمّا الفقر وقلّة ذات اليد والخلاف والالتواء والدين : فتكون من مصاديق الأصل إذا تحقّقت فيها القيود لا مطلقا.
وأمّا الإعسار : فهو إفعال ويدلّ على قيام الحدث بالفاعل وصدوره منه ، فيلاحظ فيه جهة الصدور لا الوقوع ، فيقال أعسر الرجل ، وأعسرت المرأة : إذا كان النظر الى جهة القيام والصدور ، فيلاحظ جهة قيام العسر بالفاعل. وهذا بخلاف التعسير : فالنظر فيه الى جهة الوقوع وتعلّق الفعل بالمفعول.
والمعاسرة : يدلّ على التد أو م ، كما أنّ التعاسر يدلّ على مطاوعة المعاسرة.
{وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} [الطلاق : 6] أي إذا كان العسرة مستديما لا يتحمّل فتطلب مرضعة اخرى والعسر والعسير كالخشن والشريف ، إلّا أنّ فعيل بزيادة مبناه يدلّ على ثبوت الصفة مع الامتداد :
{مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ} [القمر : 8] . {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ} [المدثر : 8، 9] فيشار في الثاني الى امتداد ذلك اليوم والى ادامة هذه العسرة والمضيقة.
وهذا بخلاف الأول ، فانّ نظر الكافرين محصور الى مشاهدة ذلك اليوم. {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة : 185] . {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح : 5، 6] . {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة : 280] . {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل : 8 - 10] . {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} [الطلاق : 7].
يستفاد من هذه الآيات الكريمة امور :
1- إنّ اللّه تعالى لا يريد لعباده العسر : ولمّا كانت الأحكام الإلهية والتكاليف الدينيّة متعلّقة بالوظائف وخصوصيّات معاش الناس وجريان حياتهم وأمورهم : فلازم أن لا يكون فيها عسر لهم ، فيرفع عنهم التكليف الذي فيه عسر لا يتحمّل ، سواء كان العسر في العمل به أو في نتيجة العمل.
2- لا اشكال في عسر ينتج يسرا وبهجة وخيرا أزيد وأقوى من ذلك العسر الموجود : كما في الصيام والحجّ وأمثالهما.
فقد يكلّف الإنسان بما فيه عسر وصعوبة نظرا الى النتيجة الحاصلة منه.
3- لا يكلّف اللّه نفسا إلّا ما آتيها من القوة والقدرة والأسباب والوسائل والشرائط اللازمة ، لئلا ينتهى الى العسر والحرج.
4- كلّ يسر ونعمة وسرور إنّما يتحصّل بتحمّل المشقّة والشدّة- ومن طلب العلى سهر الليالي ، وبالجدّ يكتسب المعالي- إنّ مع العسر يسرا .
5- وقد يتوجّه العسر الى العبد ويحيط به في أثر أعمال غير صالحة وفي نتيجة الخلاف والعصيان والتمرّد عن وظائفه : عقوبة وجزاء ، فهو السبب لعروض هذه المضيقة المؤلمة ، فلا يلومّن إلّا نفسه. فسنيسّره للعسرى.
6- فانّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا : التعريف يوجب المحدوديّة ، والتنكير يدلّ على الإطلاق والشمول ولو على البدليّة. والجملة الأولى نتيجة الآيات السابقة- ألم نشرح لك صدرك ...- وعلى هذا عبّر بحرف الفاء ، والثاني جملة كليّة مستقلّة ذكرت للتأكيد والتبيين.
وهذا المعنى أولى ممّا نقل عن الفرّاء ، كما سبق عن التهذيب.
7- فسنيسّره للعسرى : اليسر سعة في سهل ورخو ، كما أنّ العسر مضيقة في صعوبة وشدّة. ونتيجة البخل والتكذيب للحسنى : أن يوسّعه ويسهّله لسلوك طريق العسر ، والوقوع في محيط الشدّة ، عقوبة لهم وجزاء طبيعيّا لانحرافهم عن الحسنى ، وإعراضهم عن الحقيقة واليسرى.
فظهر أنّ العسر الحادث للإنسان : في اثر أعماله الطالحة الخبيثة.
___________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|