أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2019
1914
التاريخ: 2-6-2021
2909
التاريخ: 6-2-2017
1685
التاريخ: 7-2-2017
2369
|
ومن القضايا التي اتفقت لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكة: قضية (المعراج) وذلك على ما نطق به القرآن الكريم، فلقد اُسري به (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلاً بجسده الشريف وفي حال اليقظة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وهو: بيت المقدس، راكباً على مركب أعدّه له جبرائيل بأمر من اللّه تعالى يقال له: البراق.
وذلك بصحبة جبرائيل حيث نزل به بطيبة في طريقه إلى المسجد الأقصى فصلى فيها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له جبرائيل: هذه طيبة واليها مهاجرتك، ثم نزل به بطور سيناء، فصلى فيها فقال له جبرائيل: هذه طور سيناء حيث كلّم اللّه موسى تكليماً، ثم نزل به بعد ذلك ببيت لحم فصلى فيها فقال له جبرائيل: هذه بيت لحم حيث ولد عيسى بن مريم ـ على رواية ـ ، ثم انتهى به إلى بيت المقدس فنزل هناك، وربط رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) البراق بالحلقة.
ثم التقى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأنبياء (عليهم السلام) حيث رآهم قد اجتمعوا إليه هناك، واُقيمت الصلاة، فأذّن جبرائيل وأقام وقال فيهما: حيّ على خير العمل(1)، ثمّ أخذ بعضد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقدّمه للصلاة، فصلّى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالأنبياء (عليهم السلام) إماماً.
ثم سرى به في تلك اللّيلة من بيت المقدس إلى مسجد الكوفة حيث صلّى هناك أيضاً.
ثم عرج منه بصحبة جبرئيل إلى السماوات، فرأى مكتوباً على باب كل سماء، وعلى كلّ حجاب من حجب النور، وعلى كل ركن من أركان العرش: (لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين)(2).
فلمّا بلغ إلى سماء الدنيا استفتح له جبرئيل، ففتح لهما، فرأى هناك آدم (عليه السلام) أبا البشر، فسلّم عليه، فرحّب به وردّ عليه السلام، وأقرَّ بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)(3).
ثم عرج به إلى السماء الثانية، فرأى فيها يحيى بن زكريّا وعيسى بن مريم فسلّم عليهما، فردّا عليه، السلام ورحّبا به وأقرّا بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم عرج به إلى السماء الثالثة، فرأى فيها يوسف الصدّيق (عليه السلام)، فسلّم عليه فرحّب به وأقرّ بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فرأى فيها إدريس (عليه السلام)، فسلّم عليه فرحّب به وأقرّ بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية عليّ بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فلقي فيها هارون بن عمران (عليه السلام) فسلم عليه فرحب به، وأقرّ بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم عرج به إلى السماء السادسة، فلقي فيها موسى (عليه السلام)، فسلم عليه فرحب به وأقرّ بنبوّته وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم عرج به إلى السماء السابعة، فلقي فيها إبراهيم (عليه السلام)، فسلّم عليه فرحب به وأقرّ بنبوّته (صلى الله عليه وآله وسلم) وولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ثم رفع (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى البيت المعمور، فحضرت الصلاة، فأذّن جبرائيل وأقام، ثم صلّى (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبيّين والملائكة إماماً.
ثم رفع إلى سدرة المنتهى وفيها نودي: استوص بعلي (عليه السلام) خيراً فإنه سيّد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغرّ المحجّلين يوم القيامة.
ثم رفع إلى حُجُب النور وخلّى عنه جبرائيل.
فقال له (صلى الله عليه وآله وسلم): تخلّيني على هذه الحالة؟
فقال: امضه فواللّه لقد وطئت مكاناً ما وطئه أحد قبلك.
ثم رفع (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى حجاب الجلال، فدنا من ربّه دنوّاً معنوياً، لأنّ اللّه ليس بجسم وليس له مكان، فناجاه ربّه، فكان ممّا ناجاه به: (بك وبعليّ وبالأئمة من وُلده أرحم عبادي وإمائي، وبالقائم منكم اُعمر أرضي...)(4).
المشركون وأنباء الرحلة:
فلما أصبح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في قومه أخبرهم بمعراجه وبما أراه اللّه من آياته الكبرى واذ يحدثهم بانه اتى بيت المقدس ورجع من ليلته، وان آية ذلك انه مرّ بعير لأبي سفيان على ماء لبني فلان وقد اضلّوا جملاً لهم أحمر، وقد همّ القوم في طلبه.
فاشتد تكذيب القوم له وأذاهم، ومرّ به أبو جهل فجاء حتى جلس إليه، فقال له كالمستهزيء هل كان من شيء؟
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم.
قال: وما هو؟
قال: اُسري بي الليلة.
قال: إلى أين؟
قال: إلى بيت المقدس.
قال: ثم اصبحت بين ظهرانينا؟
قال: نعم.
قال: إن دعوت قومك اتحدثهم بما حدثتني به؟
قال: نعم.
قال: يا معشر بني كعب بن لؤي. فانقضت اليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما. فقال: حدّث قومك بما حدثتني.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم): إني اَسري بي الليلة.
قالوا: إلى أين؟
قال: إلى بيت المقدس.
قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟
قال: نعم.
فمن بين مصعق، ومن بين واضع يده على رأسه متعجباً. فقال المطعم بن عدي: كل أمرك قبل اليوم كان تماماً غير قولك هذا، أنا أشهد انك كاذب. نحن نضرب أكباد الإبل إلى بيت المقدس مصعداً شهراً ومنحدراً شهراً، تزعم أنك أتيته في ليلة! واللات والعُزّى لا اُصدّقك.
فقالوا: يا محمد، صف لنا بيت المقدس كيف بناؤه وكيف هيئته وكيف قربه من الجبل؟ وفي القوم من سافر إليه.
فذهب (صلى الله عليه وآله وسلم) ينعت لهم: بناؤه كذا وهيئته كذا وقربه من الجبل كذا، فما زال ينعت لهم.
فقالوا: كم للمسجد من باب؟
فجاء جبرئيل فقال: يا رسول اللّه انظر ههنا، فنظر إلى بيت المقدس وقد انكشف له فأخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) يعدّ لهم أبوابها باباً باباً.
فقال القوم: أما النعت فواللّه لقد أصاب.
ثم قالوا له: أخبرنا عن عيرنا وعن قدومها، فأخبرهم عنها في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وعن البعير الذي يقدمها. وكان الأمر كما قال. فرموه بالسحر ولم يؤمن منهم إلاّ قليل، وهو قول اللّه تبارك وتعالى: {وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 101] (5).
_________
1 ـ راجع بحار الأنوار: 10 / 162 ب 12 ح 13 ط بيروت.
2 ـ راجع بحار الأنوار: 11 / 165 ب 3 ح 9 ط بيروت.
3 ـ كنز الفوائد: 2 / 139 ط قم، 1410 هـ وفيه: (عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليلة أسري بي إلى السماء أوحى الله عز وجل إليّ أن سل من أرسل من قبلك من رسلنا على ما بعثوا؟ فقلت لهم: على ما بعثتم؟ فقالوا: على نبوّتك وولاية علي بن أبي طالب والأئمة منكما).
4 ـ راجع أمالي الصدوق: 504 ح 4 المجلس 92 وفيه: (بك وبه وبالأئمة من ولده.. وبالقائم..).
5 ـ يونس : 101.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|