أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1338
التاريخ: 2-06-2015
2755
التاريخ: 2024-08-11
296
التاريخ: 13-12-2014
1616
|
قال تعالى : {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] . هذه صورة من الصور العديدة التي يرسمها القرآن لليهود ، ومثلها قولهم : { إن اللَّه فقير ونحن أغنياء } . . وعلى قياسهم ينبغي أن يكونوا هم الآلهة ، واللَّه جلت عظمته ( . . . ) وقد تجلت هذه الغطرسة والوقاحة بأقبح معانيها في تحديهم للرأي العام العالمي باحتلال القدس سنة 1967 .
وفي بعض الروايات ان الذي نطق بكلمة الكفر هذه رجل منهم ، اسمه فنحاص . . وقد تكون الرواية صحيحة ، وصحيح أيضا ان الواحد لا يعبّر عن رأي الطائفة والجماعة ، وان بعض ضعاف المسلمين يقول هذا حين تحاصره المصائب ، ولا يجد له مهربا . . هذا صحيح ، ولكن من اطلع على سيرة اليهود يعلم انهم يقولون هذا بلسان الحال ، وإن لم ينطقوا به بلسان المقال . . إنهم يريدون من اللَّه أن يهب الأرض ومن عليها إليهم وحدهم ، وإلا فهو بخيل مغلول اليد { غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ولُعِنُوا بِما قالُوا }. وبما فعلوا من المسارعة إلى الإثم والعدوان وأكلهم المال الحرام .قال صاحب تفسير المنار : {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ }هو دعاء من اللَّه عليهم بالبخل وما زالوا أبخل الأمم ، فلا يكاد أحد منهم يبذل شيئا إلا إذا درّ عليه ربحا .
وقد كان الربح الوحيد عندهم هو المال ، ومن أجله يحل كل محرم ، أما اليوم فلا ربح أفضل من قتل عربي ، حتى ولو كان طفلا ، والشعار الديني المقدس لهيئاتهم ( الخيرية ) { ادفع دولارا تقتل عربيا } مسلما أو نصرانيا . .
بل إنهم يسخون بأرواحهم رجالا ونساء وأطفالا ليخرجوا الفلسطينيين من ديارهم ويحلَّوا محلهم . . وأغرب ما قرأت ان زعماء الصهاينة ، ومنهم وايزمان وموسى شاريت ودافيد بن غوريون تواطئوا مع النازية وزعماء الجستابو على ذبح اليهود والتنكيل بهم لهدفين : الأول دفع اليهود للهجرة إلى فلسطين . الثاني اصطناع المبررات لقيام دولة إسرائيل . (عن كتاب اطلاق الحمامة 5 يونيو للمؤلفين : بيليايف وكوبستيشنكو وبريماكوف . ترجمة ماهر عسل ) .
وإذا تواطأ اليهود مع أعدى أعدائهم ، وضحوا بمئات الألوف منهم من أجل دولة إسرائيل فهل يكثر منهم القول : ان اللَّه فقير ونحن أغنياء ، وأن يده مغلولة عن البذل والعطاء ؟ وأية غرابة في قولهم : نحن حمامة السلام ، والعرب دعاة الحرب والدمار بعد أن قالوا : ان اللَّه فقير ونحن أغنياء ؟ . وإذا كانت يد اللَّه مغلولة لأنه لم يهبهم الأرض ومن عليها فبالأولى أن يكون العرب طغاة معتدين ، لأنهم لم يعتذروا لليهود عن التقصير ، وعدم عرفان الجميل . . وليس قولي هذا كلاما شعريا ، أو إحساسا عاطفيا . . ألم يلح اليهود على اعتراف العرب بإسرائيل ؟ . وأي معنى لهذا الاعتراف في هذا الظرف بالذات إلا الاعتذار وطلب العفو ؟ .
{ بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ } . المراد باليد هنا عين المراد بيمينه في الآية 67 من
الزمر : « والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ » أي بقدرته ، وقال يداه بالتثنية لا بالإفراد لأنها أبلغ شكلا ، وأقوى محتوى { يُنْفِقُ كَيْفَ يَشاءُ} بإيجاد السبب الموجب :
« هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وإِلَيْهِ النُّشُورُ - 15 الملك » .أجل ، قد لا تسعف الظروف أحيانا ، ويخيب المسعى . وقوله : « وإليه النشور » تهديد ووعيد لمن يطلب العيش على حساب غيره .
{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا } [المائدة : 64]. المراد بالكثير الرؤساء والمترفون الذين خافوا على مناصبهم من دعوة الحق ، وزادتهم هذه الدعوة حقدا على صاحبها محمد (صلى الله عليه واله) لأنه كشف عن عوراتهم وسيئاتهم التي منها تحريف كلام اللَّه عن مواضعه ، وأكلهم المال الحرام ، وعدم التناهي عن المنكر . . ومن شأن الدعي الصلف أن يزداد عتوا وفسادا إذا نبه إلى عيوبه ومآثمه .
{وأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ والْبَغْضاءَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ } . قال صاحب تفسير المنار :
لا نعرف في التفسير المأثور عن السلف إلا أن الضمير في قوله ( بينهم ) يرجع إلى اليهود والنصارى في قوله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ والنَّصارى أَوْلِياءَ } . . وفي تفاسير المتأخرين احتمال أن يكون الضمير لليهود وحدهم .
ونحن على رأي السلف أولا : لأنهم أعرف بما يراد من مفردات القرآن والحديث من المتأخرين ، لأنهم أقرب إلى عهد الرسالة ونزول القرآن .
ثانيا : لأن العداء بين اليهود والنصارى عداء ذاتي ، فاليهود يعتقدون ان المسيح مشعوذ محتال وابن سفاح - نعوذ باللَّه - والنصارى يعتقدون أنه ابنه تعالى اللَّه ، بينما يعتقد المسلمون أنه نبي منزه عن الجهل والمعصية . . ومحال أن يزول العداء بين اليهود والنصارى : ما دامت كل طائفة على عقيدتها ، وقد حاول بابا روما عام 1965 أن يقرب بين الطائفتين ، ولكن اليهود ما زالوا مصرين على رأيهم بالسيد المسيح (عليه السلام). . أجل ، ان الأطماع المشتركة قربت ، بل وحدت بين أرباب الشركات لكلتا الطائفتين ، ولكن على أساس تجاري ، لا على أساس ديني .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|