المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



المعتقدات – هل أكلت افعى ذات يوم ؟  
  
1902   01:45 مساءاً   التاريخ: 24-11-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الانطلاق
الجزء والصفحة : ص 80-81
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-12-2020 2776
التاريخ: 9-10-2021 2077
التاريخ: 19-4-2016 2031
التاريخ: 2023-03-01 1001

توجد اسطورة حول فلاح غبي ارسلوه بزيارة الى منزل سيده، استقبله السيد ودعاه الى مكتبه وقدم له صحن حساء. وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود افعى صغيرة في صحنه.

وحتى لا يزعج سيده فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله وبعد أيام شعر بالم كبير مما اضطره للعودة الى منزل سيده من اجل الدواء. استدعاه السيد مرة اخرى الى مكتبه، وجهز له الدواء وقدمه له في كوب. وما ان بدأ بتناول الدواء حتى وجد مرة اخرى افعى صغيرة في كوبه. قرر في هذه المرة الا يصمت وصاح بصوت عال ان مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الافعى اللعينة، ضحك السيد بصوت عال وأشار الى السقف حيث علق قوس كبير، وقال للفلاح : انك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس افعى – في الواقع لا توجد افعى حقيقية. نظر الفلاح مرة اخرى الى كوبه وتأكد انه لا وجود لأية افعى، بل هناك انعكاس بسيط، وغادر منزل سيده دون ان يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي.

عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محددة عن انفسنا وعن العالم المحيط فاننا نبتلع خيال الافعى. وستبقى هذه الافعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتاكد من العكس. ما ان يبدأ العقل الباطن بتقبل فكرة او معتقد ما سواء كان صائبا او لا، حتى يبدأ باستنباط الافكار الداعمة لهذا المعتقد، كما سوف يجذب كالمغناطيس الظروف الدامعة لهذا التاكيد ويهمل، بل ويصد الحالات التي تثبت العكس. ان العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائما ومطابقا لوجهات نظرك.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.