أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
2595
التاريخ: 27-3-2017
6728
التاريخ: 17-5-2017
4864
التاريخ: 14-1-2023
1296
|
إضافة للكواكب السيارة والأقمار والكويكبات والمذنبات، توجد كتل صغيرة من ذرات الغبار المنتشرة في الفضاء بين الكواكب السيارة، وتتشابه الذرات الغبارية من حيث مداراتها ومصدرها، لكنها تختلف كلياً فيما بينها من حيث التركيب والحجم. هذه الكتل والذرات الغبارية نسميها الشهب Meteors.
لا شك عزيزي القارئ أنك تأملت في يوم من الأيام نجوم السماء في ظلام الليل الحالك، ولا بد أثناء ذلك أن شاهدت سهماً نارياً يشق عنان السماء فجأة ويستمر لبضع أجزاء من الثانية، أو قد يمتد لثانية واحدة أو لمدة تزيد عن ذلك في بعض الأحيان، ثم لا يلبث أن يتلاشى، فتشعر باليأس لاختفاء هذا السهم الناري الجميل وتمنيت لو أنه يبقى لفترة أطول، ولا بد أن تساءلت أيضاً عن طبيعة هذا السهم الناري، وعن مصدره، وعن السبب الذي جعله يختفي فجأة في السماء ولا يبقى لفترة أطول. إن هذه الأسهم النارية التي يعرفها عدد كبير من الناس وخاصة أولئك القاطنين في منطقة مظلمة بعيدة عن أنوار المدن تسمى (الشهب) Meteors .
عرف أجدادنا الشهب منذ القدم، وكانوا يجلسون في البراري فترة طويلة في الظلام الحالك لمشاهدتها. كانوا يعتقدون أن الشهب عبارة عن نجوم ذوات ذيل تجره خلفها، لذلك أطلقوا عليها (نجمة ذات ذيل) أي خلطوا بين الشهب والمذنبات. تعتبر المذنبات المصدر الحقيقي للشهب، فعندما تقترب المذنبات من الشمس، فإنها تترك في مسارها كمية هائلة من ذرات الغبار الخفيفة المتطايرة منها على شكل مدار أو نهر من الغبارRiver of Dust ، وبعضها الآخر يتبعثر في الفضاء بين الكواكب السيارة، لذلك فالفضاء بين الكواكب ليس فارغاً كما نراه، بل هو مليء بذرات الغبار الصغيرة.
تعتمد نسبة وجود ذرات الغبار في نهر الغبار على طبيعة مادة نواة المذنب، فإذا كانت مادة النواة صغيرة ومتماسكة وصلبه، فإن نسبة الذرات الغبارية المتطايرة تكون قليله نسبياً، لذلك يكون النهر الغباري خفيفاً، أما إذا كانت مادة النواة ثلجية وخفيفه وهشه (غير متماسكة) فإن الذرات الغبارية المتطايرة تكون كثيفه ، أما الذرات الغبارية المتبعثرة بين الكواكب والتي لا تنتظم في نهر غباري فهي قليلة الكثافة. وأثناء دوران الأرض حول الشمس بهدوء، فإن هذه الذرات الغبارية تصطدم بالأرض وتحتك بالغلاف الغازي الأرضي، هذا الاحتكاك القوي يعمل على رفع درجة حرارة المنطقة المحيطة بذرات الغبار في الغلاف الغازي فتظهر على شكل أسهم نارية لامعة رغم صغر ذرات الغبار والتي لا يزيد حجمها عادة عن حبة الحمص.
يمكن من خلال الرصد الأرضي، معرفة سرعة دخول الشهب في الغلاف الغازي وارتفاعها عن سطح الأرض عند لمعانها، وذلك من خلال راصدين يبتعد أحدهما عن الآخر مسافة لا تزيد عن 160 كيلومتر، ويحمل كل واحد منهما جهاز قياس المساحة (ثيودولايت)، وعند ظهور أحد الشهب لكلا الراصدين، يحدد كل منهما الزاوية التي ظهر بها وموقعه بالنسبة لخلفية النجوم، وباستخدام حساب المثلثات يمكن معرفة ارتفاع الشهاب وسرعة دخوله في الغلاف الغازي. أظهرت الدراسات الحديثة أن الشهب تدخل الغلاف الغازي بسرعة تتراوح ما بين 11 كيلومترا إلى 74 كيلومترا في الثانية، أي أن سرعة دخول الشهب الغلاف الغازي بالمعدل تصل إلى 42 كيلومترا في الثانية، وتحترق الشهب على ارتفاع يصل إلى 120 كيلومترا عن سطح الأرض، وتنتهي على ارتفاع 60 كيلومترا حيث تتحول إلى رماد لا نشعر به.
تعتمد نسبة لمعان الشهب على سرعة اصطدامها بالغلاف الغازي وكتلتها، وبصيغة رياضية نقول: (إن نسبة لمعان الشهب تتناسب طردياً مع كتلتها ومربع سرعتها) فكلما كانت كتلة الشهاب كبيرة وكانت سرعته عاليه فإن نسبة توهج الشهاب ستكون كبيرة. أما إذا كانت كتلة الشهاب صغيرة وسرعته بطيئة فإن توهجه يكون قليلاً لأن قوة الاصطدام تكون ضعيفة. تستقبل الأرض في اليوم الواحد أكثر من مائة مليون ذرة غبار، أو تدخل على شكل شهب، وبالطبع تحترق كلها في الغلاف الغازي. ويمكن أن يرى الراصد الصبور في الليلة الواحدة حوالي (10) شهب في الساعة الواحدة، لكنه يستطيع رصد عدد أكبر من الشهب في أوقات معينه معروفه نسميها (زخات الشهب).
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|