أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2016
752
التاريخ: 22-11-2016
1259
التاريخ: 23-11-2016
745
التاريخ: 22-11-2016
633
|
عزل عبد الملك بن قطن الفهرى في رمضان سنة 116 لسنتين من ولايته, واختار عبيد الله بن الحبحاب عامل إفريقية، مكانه لولاية الأندلس عقبة بن الحجاج السلولى.
فدخلها في شوال سنة 116 (أواخر سنة 734 م). وكان عقبة من طراز عبد الرحمن الغافقى جندياً عظيماً، نافذ العزم والهيبة، محمود الخلال والسيرة، كثير العدل والتقوى (1)، فأقام النظام والعدل، ورد المظالم، وقمع الرشوة والاختلاس، وعزل الحكام الظلمة وألقاهم في غيابة السجن، وأقام مكانهم جماعة من ذوى الحزم والنزاهة، وأنشأ كثيرا من المدارس والمساجد. فاستقرت الأحوال وخبت الفتنة، وتراضت القبائل. واعتزم عقبة في الوقت نفسه أن يعيد عهد الجهاد والفتوح العظيمة، وأن يوطد سلطان الإسلام في الولايات الشمالية، وفى غاليس (فرنسا).
فنظم الجيش وزاد في قواته وأهبته، وغزا جليقية وتوغل فيها، واستولى على كثير من مواقعها، ولكنه لم يستطع أن يسحق بقية النصارى التي اجتمعت حول الزعيم القوطي بلاى (أو بلايو)، وما زالت معتصمة بأقاصي الجبال في شعب عرفت لمنعتها " بالصخرة "، متحدية كل أمير وقائد مسلم (2).
وحصن عقبة جميع المواقع الإسلامية على ضفاف نهر الرون، واتخذ ثغر أربونة قاعدة للجهاد والغزو، فحصنها وبعث إليها بالجند والمؤن والذخائر. وتقول الرواية الإسلامية إن عقبة لبث طوال حكمه الذى امتد خمسة أعوام مثابرا على الجهاد والغزو، وأنه كان يخرج للغزو كل عام، حتى عاد نهر الرون رباط المسلمين أو معقل فتوحاتهم (3)، بعد أن كان الفرنج قد استردوا ما بيد المسلمين في تلك الأنحاء.
ولا تفصل الرواية الإسلامية حوادث هذه الغزوات، ولكن الروايات الفرنجية المعاصرة تلقى عليها شيئا من الضياء، وإليك ملخص الغزوات الإسلامية في غاليس في تلك الفترة حسبما تقصه علينا تلك الروايات:
رأى الفرنج على أثر ما أصاب المسلمين في بلاط الشهداء، أن الفرصة قد سنحت لإخراجهم من فرنسا.
ولكن كارل مارتل شغل حينا بمحاربة القبائل الوثنية فيما وراء الرّين، في فريزيا وسكسونية، وشغل أودو برد العرب حينما غزوا أكوتين مرة أخرى بقيادة ابن قطن.
ثم توفى أودو في العام التالى (سنة 735 م)، وتخلص كارل مارتل بذلك من منافسه القوى، وبادر إلى غزو أكوتين ودخل بوردو عاصمتها، وأقام هونالد ولد أودو دوقا مكان أبيه، على أن تكون أكوتين تابعة للمملكة الفرنجية.
وفى تلك الأئناء ولى الأندلس عقبة بن الحجاج، وأخذ ينظم الأهبة لاسترداد الثغور الإسلامية الشمالية.
وفى سنة 735 م (117هـ) غزا العرب مدينة آرل للمرة الثانية، بقيادة عبد الرحمن بن علقمة اللخمي والى أربونة، الموصوف بأنه " فارس الأندلس في عصره " تنويها بشجاعته الفائقة (4)
واستولوا عليها.
وكانت الولايات المجاورة لسبتمانيا الواقعة حول ضفاف الرون، وكلها مزيج من القوط والبرجونيين، تنزع إلى الخروج على كارل مارتل، وتحاول التخلص من نير الفرنج، وكان الدوق مورنتوس أو مورنت أمير بروفانس أقوى زعماء هذه المنطقة، يحكم ما بين نهر الرون وجبال الألب، ويسعى إلى توطيد استقلاله.
وتوزيع ملكه على نحو ما كان يفعل أودو في أكوتين، فاتصل بالعرب وتحالف معهم.
وفى سنة 736 م عبر الدوق وعبد الرحمن اللخمى الرون في جيش مشترك، واستولوا على مدينة أفنيون ورغم حصانتها (5).
واخترق العرب بعد ذلك إقليم دوفينه، استولوا على أوسيز وففييه وفالانس وفيين وليون
وغيرها، وغزوا برجونية وحصلوا على غنائم لا تحصى (6).
وعلم كارل مارتل بذلك أثناء انشغاله بالحرب في سكسونية، فبعث أخاه شلدبراند في جيش ضخم ليصد العرب، ثم لحق به جيش آخر، وزحف الفرنج على أفنيون في كثرة وهاجموها بشدة حي سقطت في أيديهم، وقتلوا حاميتها المسلمة، وتحصن العرب في أربونة، فسار إليها كارل مارتل، وحاصرها فقاومه المسلمون أشد مقاومة.
وردوا كل هجماته. وأرسل بقية في الحال جيشا لإنقاذ المدينة، فقصدها من جهة البحر.
وجاز إلى الشاطئ قبل أن يشعر به الفرنج حتى صار على مقربة من أربونة.
فلما علم كارل بمقدم هذا الجيش الجديد، بادر إلى لقائه ونشبت بينه وبين العرب موقعة هائلة، فيما بين البحر وأربونة، هزم فيها العرب هزيمة شديدة، وطاردهم الفرنج حتى الشاطئ، فلم ينج منهم سوى شراذم قليلة لجأت إلى السفن، وذلك في ربيع سنة 737 م (119هـ) ومع ذلك فلم تسلّم أربونة ولم يهن عزمها.
فاضطر عندئذ كارل مارتل إلى رفع الحصار عنها، وارتد إلى مهاجمة المواقع الإسلامية الأخرى، فاستولى على بزييه وأجده وماجلونة وخرب قلاعها ومعاهدها، وأحرق نيمة وآثارها الرومانية الفخمة، فغدت جميعا أطلالا دارسة، بعد أن كانت أيام المسلمين زاهرة باسمة، وحول السهل الواقع غرب سبتمانيا وشمالها إلى قفر بلقع ليحول دون تقدم المسلمين.
وهنا وصلته الأنباء بوفاة تيودوريك الرابع ملك الفرنج الميروفنجية (سبتمبر سنة 737)، فارتد مسرعاً إلى عاصمة ملكه ليتقى تدابير خصومه، ولم يقم ملكا جديداً على العرش رغم وجود أعضاء من الأسرة الميروفنجية، بل آثر أن يترك العرش خاليا، حتى تمهد الظروف له أو لبنيه اعتلاءه، وتتويج سلطان محافظ القصر الفعلي بألقاب الملك.
وفى ذلك الحين كان عقبة بن الحجاج يتأهب لاستئناف الغزو، واسترداد ما انتزعه كارل مارتل من قواعد سبتمانيا.
ففى ربيع سنة 738 م (120هـ) عبر عقبة جبال البرنيه في جيش ضخم ونفذ إلى سبتمانيا، وعبر الرون واسترد مدينة آرل للمرة الثالثة أو الرابعة.
ثم استولى بمعاونة الدوق مورنتوس على أفنيون وعدة معاقل أخرى قي بروفانس.
وكان كارل في ذلك الحين قد عاد إلى محاربة السكسونيين، فبعث لقتال العرب جيشا بقيادة أخيه شلدبراند، واستغاث بصهره وحليفه لوتيراند ملك اللومبارد (7)، فغزا بروفانس من جهة الشرق
ليضيق على قوات الدوق، ثم أسرع كارل إلى الرون بجيش ثالث، وزحفت الجيوش المتحدة على مواقع المسلمين، فاضطر عقبة إلى إخلاء بروفانس والارتداد الى ما وراء الرون، واستولى الفرنج أيضا على معظم سبتمانيا، ولم يبق منها بيد المسلمين سوى أربونة، ورقعة ضيقة من الأرض على الشاطئ بين أربونة والبرنييه، ومزقت قوى الدوق مورنتوس، وطارده الفرنج في شعب الجبال، ففر ناجياً بحياته، واستولى الفرنج على أراضيه، واصطدم عقبة حين عبوره البرنييه إلى الأندلس بعصابات قوية من البسكونيين والقوط، حاولت بتحريض الفرنج
أن تسد دونه ممرات الجبال، فتكبد في تمزيقها بعض الخسائر، ولكنه ارتد بحيشه سالما إلى قرطبة.
وكان هذا اللقاء الأخير بين العرب والفرنج في سهول الرون في سنة 739 م (121هـ) (8).
_______
(1) المقرى ج 2 ص 58؛ والبيان المغرب ج 2 ص 28.
(2) البيان المغرب ج 2 ص 29.
(3) المقرى ج 2 عى 58؛ والبيان المغرب ج 2 ص 29.
(4) نفح الطيب ج 2 ص 59 و62.
(5) وهى في الرواية العربية " صخرة أبنيون " (راجع نفح الطيب ج 1 ص 128).
(6) .Dom Vissette: ibid, V.
I.
p.
803
(7) يسمى العرب لومبارديا أنكبردة، واللومبارد بالأنكبرد، محرفة عن التسمية القديمة (لانجوبارد) Langobard ( راجع معجم ياقوت الجغرافى ج 1 ص 262).
(8) رجعنا في تفصيل هذه الغزوات والوقائع إلى ما ورد في موسوعة Bouquet من أقوال الرواة والمؤرخين المعاصرين من الأحبار وغيرهم. راجع أيضا: Dom Vissette: ibid , V.
I.
p.
807 & 809
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|