أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-09
1084
التاريخ: 22-11-2016
26244
التاريخ: 19-4-2016
2758
التاريخ: 29-12-2018
2498
|
حاول شرام في النموذج الاتصالي الذي جاء به أن يطور إطارا نظرياً خاصاً، الذي يصف على أساسه عملية الاتصال التي تحدث بين الأفراد بصورة عامة، أو بين الأفراد في المؤسسات، ويحللها، أي أنه بهذا يهدف إلى القيام في تحليل فكرته التي مؤداها أن أساس الاتصال هو خلق نوع من الاتحاد بين المرسل والمستقبل، حول موضوع الرسالة التي يريد المرسل القيام بإرسالها إلى المستقبل.
والاتصال عند شرام يقوم على وجود ثلاثة عناصر أساسية:
1- العنصر ٢- الرسالة ٣ - المستقبل. والمصدر أو المرسل من الممكن أن يكون متمثلا في فرد معين يتحدث أو يكتب أو يرسم أو مؤسسة اتصالية، مثل الإذاعة أو التلفاز أو الجريدة، أي أننا نستطيع أن نقول إن شرام يركز على هذا العنصر، الذي يعتبره صاحب الفكرة التي من الممكن أن تكون واضحة لدرجة أنها تعتبر صالحة ومناسبة للتوصيل إلى المستقبل أو من الممكن أن يكون عكس ذلك.
أما الرسالة التي تعتبر العنصر الثاني من عناصر الاتصال فهي عملية التعبير عن هذه الفكرة والقيام بصياغتها في رموز بهدف تكوين رسالة أو إشارة، أي أن الرسالة من الممكن أن تكون في صورة كلمات مكتوبة على الورق أو موجات صوتية، أو أن تكون إشارة التي يمكن القيام بتفسيرها وإعطاؤها معنى محدد.
والمستقبل قد يتمثل في شخص ينصت أو يراقب ويشاهد ويقرأ أو قد يكون عضوا في جماعة مناقشة أو جمهور محاضرة، أو عضو في جمهور كبير مثل المستمعين للراديو ومشاهدي التلفاز، والمستقبل هو الذي يقوم بعملية فك رموز الرسالة التي تصل إليه من المرسل.
بالإضافة إلى هذه العناصر الأساسية هناك ما نطلق عليه اسم الاستجابة، أي رجع الصدى الذي من المحتمل أن لا يصل إلى انتباه مرسل الرسالة الأصلية، وهذه الارجاعات إذا وصلت وفسرها المرسل تفسيرا صحيحاً، فان الدورة الاتصالية تكتمل، وهذه الصورة تتكرر إلى ما لا نهاية، وهذه التفاعلات الاجتماعية هي بمثابة نسيج البناء الاجتماعي والثقافي.
والمرسل عندما يحاول القيام بنقل أفكاره والمعلومات الموجودة لديه ومشاعره إلى شخص آخر يتوجب عليه أن يقوم بوضعها في شكل معين أو صيغة محددة من الرموز والكلمات أي بالشكل الذي يمكن القيام بنقله، لأنه من الصعب القيام بنقل هذه المعلومات والأفكار والمشاعر الموجودة عند القائم بالاتصال، إلا إذا وضعت في رموز معينة مثل الكلمات المنطوقة أو المكتوبة التي نستطيع القيام بنقل المعنى المقصود بها بصورة سهلة وفعالة.
بمعنى آخر الخطوة الأولى في إعداد الرسالة إعدادا رمزيا أو ما يطلق عليه ترميز الرسالة، حيث يصوغ المصدر تلك المعلومات والمشاعر التي يرغب في إشراك المستقبل معه فيها أو ايصالها له ونقلها اليه، يقوم بصياغة هذه المعلومات والمشاعر في صورة يمكن نقلها حيث إن الصور الموجودة في عقولنا لا تنقل إلا إذا أعدت وعولجت معالجة خاصة، أو وضعت في رموز خاصة وحينما تتم ترجمة هذه الصور الذهنية إلى كلام منطوق فإنها تصبح قابلة للانتقال بسهولة وفاعلية، ولكي تصل هذه المعلومات بعيدا وإلى أكبر عدد من المستقبلين يجب استعمال وسيلة خاصة مساعدة في عملية النقل، مثل الراديو الذي ينقل بصورة سريعة الكلمات المنطوقة.
والرسالة عندما ترسل تصبح حرة طليقة، ولا يستطيع صاحبها التحكم فيها أو السيطرة عليها، وتصبح بين يدي المستقبل، وفهمها بالشكل الصحيح يتوقف على مدى التفاهم والتوافق بين المرسل والمستقبل، وما يحدث بعد ذلك هو عملية السؤال والاستفسار التي يقوم بها المرسل، مثل هل ستصل الرسالة إلى الطرف المستقبل وستفهم كما يجب من ناحية مضمونها ومعانيها التي يقصدها، وهل يملك المستقبل القدرة على تفسيرها بصورة صحيحة ودون تعريف. بالإضافة إلى هذا نقول إن نجاح الاتصال يتوقف على مدى كفاءة عناصره المختلفة، حيث إذا كان المرسل ضعيفاً، ولا يملك المعلومات الكافية عن موضوعه اثر ذلك في الاتصال، وإذا كانت الرسالة غير مصاغة بالطريقة الفعالة فإنها تؤثر أيضا على نجاح الاتصال. أضف إلى ذلك أن الوسيلة يجب أن تكون قوية ومرنة، حتى يمكن أن تصل الإشارة إلى المستقبل في الوقت المناسب والمكان المناسب مهما حدث من تداخل، والمستقبل وقدراته على حل الرموز بالطريقة المطلوبة يعتبر من أهم العناصر لإتمام الدورة الاتصالية.
بالإضافة إلى ما ذكر يقول شرام بصورة مؤكدة أنه لكي تضمن إمكانية تحقيق التفاهم والتوافق بين المرسل والمستقبل، والذي يساعد على ذلك وجود الخبرات المشتركة التي تؤدي إلى إحداث التفاهم بينهما، وحدوثه يكون اقرب ما يكون إلى الفهم، وبالتالي مدى استيعابه لمضمون الرسالة وقدرته على فهمها ومدى تطابق الصورة التي رسمتها أو تركتها الرسالة في ذهن المستقبل بالصورة الموجودة في ذهنه هو.
واعتمادا على ما ذكر نقول إن الجانب الأساسي لنجاح الرسالة هو عملية التشابه والمشاركة في الخبرات بين المرسل والمستقبل، وتحقيق هذا الجانب يعتبر من الأمور الصعبة في معظم الأحيان، وذلك بسبب وجود صعوبات كثيرة مثل: اللفظ الواحد قد يفهم بمعنيين أو اكثر عند النوعين من الجماعات اللغوية أو الجماعة الواحدة، لذا فان الاتصال الموضوعي يكون من الصعب تحقيقه في معظم الأحيان بسبب المعوقات والصعوبات التي تقف حاجزا أمام عملية الاتصال.
وهذه الخبرات التي نتحدث عنها والتي لها أهمية كبيرة في عملية الاتصال، تحصل عليها نتيجة للعلاقات الاجتماعية التي تكونها في مراحل الحياة المختلفة التي تمر بها، بالإضافة إلى النظام الاجتماعي والثقافي الذي يجمع بينهما، لكونهما يعيشان وينتميان إلى نفس المجتمع الذي له عاداته وتقاليده واتجاهاته المختلفة.
ويذكر شرام أنه في حالة الحديث عن الاتصال الإنساني يدمج المصدر مع الرمز وتدمج الوجهة مع المفسر وتصبح اللغة هي الإشارة، ويقول شرام إن هناك متطلبات هامة لا بد من إنجازها حتى يتم الاتصال بكفاءة ومقدرة وفعالية وهي:
1- أن يكون المرسل متأكدا من كفاية معلوماته ووضوحها.
2- أن يكون ترميز الرسالة على درجة عالية من الدقة وأن تكون الإشارة والعلامات قابلة للانتقال بسرعة وكفاية ودقة بغض النظر عن التداخل والمنافسة.
3- إن تفسير الرسالة تفسيرا يتفق مع ما كانت تقصده عملية الإعداد الرمزي وتعينه.
4- أن تعالج الوجهة أو المقصد، التفسير الرمزي للرسالة بحيث تحدث الاستجابة المرغوبة.
وإذا لم تتوفر هذه المتطلبات أو قسم منها أو حتى مطلب واحد منها فان الجهاز عندها يعمل بطريقة أقل من الكفاءة التامة، لذلك يجب أن تتم كل عملية من هذه العمليات الفرعية الداخلية فيه بكفاءة عالية.
وعندما تقوم بمناقشة القدرات وخاصة قدرات الترميز والتفسير تلعب اللغة دوراً هاماً، وهي التي تحدد كفاءة هذه العمليات، ولكل لغة سياقها الخاص من المفردات والصوتيات المضبوطة بضوابط معينة، وكلما كان هناك ثراء في اللغة ازدادت فرص الإعادة والتكرار بصيغ مختلفة، حتى يتمكن المستقبل من فهم مضمون الرسالة، كما أن ثراء اللغة لا يمكن أن يحدث من التكرار والإعادة فحسب وإنما يمكن أن يحدث من الاستعانة بالأمثال التي توضح مضمون الرسالة وتيسر على المستقبل فهمها.
ومن الأمور الأساسية والواضحة، أن كل شخص له علاقة في عملية الاتصال يقوم بلعب دورين، المرسل الذي يقوم بعملية الترميز والمستقبل المفسر، وفي كل الوقت الذي يقوم فيه هذا الفرد بعملية الإرسال والاستقبال، يجب أن تكون لديه القدرة على توصيل أفكاره وإشاراته للاخرين، واستقبال وفهم ما يرسله الآخرون إليه من رسائل.
ومن الجوانب والأمور الواضحة أن الفرد عندما تصل إليه إشارة معينة يقوم بالاستجابة لها، وهذه الاستجابة تدعى الوسيلة؛ لأنها تعدل ما يحدث على الرسالة في الجهاز العصبي لهذا الشخص، وهذه الاستجابات هي المعاني التي تتضمنها الإشارة أو العلامة بالنسبة لهذا الشخص.
أيضا الإنسان يتعلم استجابات وسيطة للمثيرات المختلفة، لذا فانه يكتسب أشكال من ردود الفعل التي لها علاقة بهذه الاستجابات، وبما أن الإشارة أو العلامة لها معنى خاص بالنسبة لهذا الشخص، فهي سوف تتطلب وجود عمليات أخرى عضلية أو عصبية، بمعنى آخر أن المعنى الذي ينتج عن تفسير الرسالة وحل رموزها سوف يؤدي إلى استشارة المستقبل للعمل على إعداد رسالة جديدة التي تقوم على اختيار الاستجابات الممكنة فيمثل هذا الموقف، والتي ترتبط بالمعنى المقصود.
على هذا الأساس نقول إنه من الخطأ التفكير في عملية الاتصال كالعملية التي تبدأ في مكان ما، وتنتهي في مكان آخر لأنها عملية لا نهائية، ويعتبر الناس مجرد مراكز فيها، والتفكير الدقيق في عملية الاتصال هو ذلك الذي يحلله باعتباره عملية تمر من خلال الإنسان وتتغير بواسطة تفسيراته وعاداته وقدراته واستعداداته.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|