أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-19
1140
التاريخ: 22-11-2016
1137
التاريخ: 22-11-2016
1041
التاريخ: 22-11-2016
643
|
الواقع أن هناك اختلافاً في الجغرافية الطبيعية بين الأندلس من جهة، وأوروبة من جهة ثانية، أما من ناحية السكان، قبل الفتح الإسلامي، فلا شكّ في أن أهل الأندلس أوربيون من ناحية سلالتهم، ولكن اختلاطهم بالبربر والأمم السامية الأخرى، قروناً طويلة، جعل منهم أمّة وسطاً بين الشرق والغرب، إذ يذهب كثير من المؤرخين الأجانب، إلى أنّ الإيبيريين الذين هم سكان إسبانيا الأولون، هم والبربر من أصل واحد. ويستدلّون على ذلك بالتشابه بين عادات الأمتين، من ذلك ما رواه سترابون من أنّ المرأة كان لها المقام الأول عندهم إلى زمن الرومانيين، وهذه العادة معروفة الآن عند الطوارق مِن البربر في صحراء إفريقيّة، كما أنّ السليتين جاءوا من أوروبة الوسطى فاختلطوا بالإيبيريين، كما أن قرطاجنّة أرسلت إلى إسبانيا مهاجرين كثيرين من إفريقيّة، وقبل قرطاجنّة كان الفينيقيون قد عمروها، وهكذا كان سكان إسبانيا عناصر غربية تأتي من شمال جبال البُرْت، وعناصر شرقيّة تأتيها من جنوبي مضيق جبل طارق (1)، وتختلط هذه العناصر بالسكان الأصليين. ثم إنّه طرأ على إسبانيا جاليات يونانية -وبخاصة أيام الإسكندر المقدوني الذي كان له جهود في فتح مضيق الزقاق أو بحر المجاز أو مضيق جبل طارق (2) ، وقد نزلت الجاليات اليونانية في أقسام إسبانيا الشرقيّة (3). وتلاها جاليات رومانية غلبت على جميعها، وفي أثناء ذلك دخلها عدد كبير من يهود.
وبعد أن دخلها السليتيون واللاّتينيون واليونان واختلطوا بسكّانها الإيبيريين، وجاء القرطاجيون والفينيقيون ويهود من السلالات الآسيويّة، واختلطت هذه المجموعات البشرية ببعضها، جاءتها موجات بشرية أهمها الوندال والقوط الذين ملكوها وكانوا الطبقة السائدة فيها عندما فتحها المسلمون (4).
واسم الأندلس مأخوذ من قبائل الوندال ( Vandals) التي تعود إلى أصل جرماني، احتلت الأندلس حوالي القرن الثالث والرابع الميلاديين وحتى القرن الخامس الميلادي، فسميت باسمها: ( Vandalusia) أي: بلاد الوندال (5).
واحتل القوط الغربيون الأندلس في أوائل القرن الخامس الميلادي، وهؤلاء القوط الغربيون ( Visigoths) هم الذين طردوا الوندال ( Vandals) إحدى القبائل الجرمانية المتبربرة من الأندلس، فاستبدّ القوط بالحكم (6).
والقوط الغربيون، قسم من القوط ( Goths) ، وجماعة رئيسة من الجرمان، انفصلوا من القوط الشرقيين في أوائل القرن الرابع الميلادي، وقد توغلوا في شمالي إسبانيا، ثمّ وسّعوا ممتلكاتهم الإسبانية على حساب الوندال، وأخيراً أصبح تاريخ القوط الغربيين هو تاريخ إسبانيا، واعتنقوا الكاثوليكيّة واندمجوا بالإسبان، وكان آخر ملوكهم لُذَريق الذي هزمه طارق بن زياد (7).
وكان البَشْكُنْس ( Basques) وهم أمّة عظيمة (8)، سكّان بلاد نافار ( Navarra) التي كانت بَنْبُلُوْنَة ( Pamplona) عاصمة لها. وتقع نافار شرقي مملكة ليون محاذية لجبال البُرْت التي تفصل بين إسبانيا وفرنسة. وهم أمّة مستقلّة بنفسها، وأصل اسم هذه الأمة هو الباسقو نغادوس (Vascongados) ، ومنه اشتق اسمها الحالي: الباسك ( Les Basques) ، ومنهم من يتكلم الإسبانية أو الفرنسية، ولكن أكثرهم لا يتكلّمون بغير لغة البَشْكُنْس، وهم من أشدّ أمم الأرض استمساكاً بقوميتهم واحتفاظاً بخصوصيّتهم، يزعمون أنّهم أقدم أمّة في أوروبة، ولا نزاع في أنّهم بقايا الشعب الإيبيري القديم، والثمالة الخالصة المحضة التي لم تدخل عليها شائبة من ذلك الشعب الإيبيري القديم. وهم أشداء جبليون، موثقو الخَلْق، تغلب عليهم السُّمرة، إلاّ مَن كان منهم في أعالي الجبال، فَيَغلب عليهم الّلون الأشقر، شمُّ الأنوف، محدّدو الأذقان، شعورهم مائلة إلى السّواد، لهم زي خاص بهم لا يعرفون سواه، بقيت منه حتى اليوم طاقية من الصوف يقال لها البوانا ( Laboina) لا يزالون يلبسونها على رءوسهم. وأما عاداتهم القديمة، فمنهم مَن تركها، ومنهم مَن لا يزال يعضّ عليها بالنواجذ حتى اليوم، فتجدهم يستعملون محاريثهم القديمة، وعجلات تجرّها البقر، وعليها نير مزخرف مغطى بجلد ضان، وعندهم نوع من الرقص في أعيادهم ومواسمهم يسمّونه أوريسكو (9)، يجرونه على صوت مزمار صغير يسمى: دولسينية (10)، انفصلوا من القوط الشرقيين في أوائل القرن الرابع الميلادي، وقد توغلوا في شمالي إسبانيا، ثمّ وسّعوا ممتلكاتهم الإسبانية على حساب الوندال، وأخيراً أصبح تاريخ القوط الغربيين هو تاريخ إسبانيا، واعتنقوا الكاثوليكيّة واندمجوا بالإسبان، وكان آخر ملوكهم لُذَريق الذي هزمه طارق بن زياد (11).
وكان البَشْكُنْس ( Basques) وهم أمّة عظيمة (12)، سكّان بلاد نافار ( Navarra) التي كانت بَنْبُلُوْنَة ( Pamplona) عاصمة لها. وتقع نافار شرقي مملكة ليون محاذية لجبال البُرْت التي تفصل بين إسبانيا وفرنسة. وهم أمّة مستقلّة بنفسها، وأصل اسم هذه الأمة هو الباسقو نغادوس ( Vascongados) ، ومنه اشتق اسمها الحالي: الباسك ( Les Basques) ، ومنهم من يتكلم الإسبانية أو الفرنسية، ولكن أكثرهم لا يتكلّمون بغير لغة البَشْكُنْس، وهم من أشدّ أمم الأرض استمساكاً بقوميتهم واحتفاظاً بخصوصيّتهم، يزعمون أنّهم أقدم أمّة في أوروبة، ولا نزاع في أنّهم بقايا الشعب الإيبيري القديم، والثمالة الخالصة المحضة التي لم تدخل عليها شائبة من ذلك الشعب الإيبيري القديم. وهم أشداء جبليون، موثقو الخَلْق، تغلب عليهم السُّمرة، إلاّ مَن كان منهم في أعالي الجبال، فَيَغلب عليهم الّلون الأشقر، شمُّ الأنوف، محدّدو الأذقان، شعورهم مائلة إلى السّواد، لهم زي خاص بهم لا يعرفون سواه، بقيت منه حتى اليوم طاقية من الصوف يقال لها البوانا ( Laboina) لا يزالون يلبسونها على رءوسهم. وأما عاداتهم القديمة، فمنهم مَن تركها، ومنهم مَن لا يزال يعضّ عليها بالنواجذ حتى اليوم، فتجدهم يستعملون محاريثهم القديمة، وعجلات تجرّها البقر، وعليها نير مزخرف مغطى بجلد ضان، وعندهم نوع من الرقص في أعيادهم ومواسمهم يسمّونه أوريسكو (13)، يجرونه على صوت مزمار صغير يسمى: دولسينية (14).
________________
(1) نفح الطيب (1/ 133).
(2) نفح الطيب (1/ 145 - 146) و (1/ 135).
(3) الحلل السندسية (1/ 25).
(4) الحلل السندسية (1/ 26).
(5) التاريخ الأندلسي (37).
(6) فجر الإسلام (2) ودولة الإسلام في الأندلس (1/ 27 - 29) وأوروبا والعصور الوسطى - عاشور- (1/ 88).
(7) الموسوعة العربية الميسرة (1407 - 1408) وأنظر نفح الطيب (1/ 137 - 140).
(8) جغرافية الأندلس وأوروبا (79).
(9) أوريسكو: Aurrescu.
(10) دولسينية: Dulsinya.
(11) الموسوعة العربية الميسرة (1407 - 1408) وأنظر نفح الطيب (1/ 137 - 140).
(12) جغرافية الأندلس وأوروبا (79).
(13) أوريسكو: Aurrescu.
(14) دولسينية: Dulsinya.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|