أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2018
2232
التاريخ: 17-11-2016
978
التاريخ: 16-11-2016
1189
التاريخ: 17-11-2016
1693
|
(مبايعة يزيد):
انصرف يزيد فدخل الجامع، ودعا الناس إلى البيعة، فبايعوه، ثم انصرف إلى منزله.
ومات معاوية وعلى المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وعلى مكة يحيى بن حكيم بن صفوان بن أمية، وعلى الكوفة النعمان بن بشير الأنصاري، وعلى البصرة عبيد الله بن زياد.
فلم تكن ليزيد همة إلا بيعة هؤلاء الأربعة نفر، فكتب إلى الوليد بن عتبة يأمره أن يأخذهم بالبيعة أخذا شديدا لا رخصة فيه، فلما ورد ذلك على الوليد قطع به وخاف الفتنة، فبعث إلى مروان، وكان الذي بينهما متباعدا، فأتاه، فأقرأه الوليد الكتاب واستشاره.
فقال له مروان: (أما عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر فلا تخافن ناحيتهما، فليسا بطالبين شيئا من هذا الأمر، ولكن عليك بالحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فابعث إليهما الساعة، فإن بايعا وإلا فاضرب أعناقهما قبل أن يعلن الخبر، فيثب كل واحد منهما ناحية، ويظهر الخلاف).
فقال الوليد لعبد الله بن عمرو بن عثمان، وكان حاضرا - وهو حينئذ غلام حين راهق -: (انطلق يا بني إلى الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، فادعهما).
فانطلق الغلام حتى أتى المسجد، فإذا هو بهما جالسين، فقال: (أجيبا الأمير).
فقالا للغلام: (انطلق، فإنا صائران إليه على أثرك).
فانطلق الغلام.
فقال ابن الزبير للحسين رضي الله عنه: (فيم تراه بعث إلينا في هذه الساعة ؟).
فقال الحسين: (أحسب معاوية قد مات، فبعث إلينا للبيعة).
قال ابن الزبير: (ما أظن غيره).
وانصرفا إلى منازلهما.
* * * فأما الحسين فجمع نفرا من مواليه وغلمانه، ثم مشى نحو دار الإمارة، وأمر
فتيانه أن يجلسوا بالباب، فإن سمعوا صوته اقتحموا الدار.
ودخل الحسين[عليه السلام] على الوليد، وعنده مروان، فجلس إلى جانب الوليد، فأقرأه الوليد الكتاب، فقال الحسين[عليه السلام]: (إن مثلي لا يعطي بيعته سرا، وأنا طوع يديك، فإذا جمعت الناس لذلك حضرت، وكنت واحدا منهم).
وكان الوليد رجلا يحب العافية، فقال للحسين[عليه السلام]: (فانصرف إذن حتى تأتينا مع الناس)، فانصرف.
فقال مروان للوليد: (عصيتني، ووالله لا يمكنك من مثله أبدا).
قال الوليد: (ويحك، أتشير علي بقتل الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه و[آله و]سلم ؟ والله إن الذي يحاسب بدم الحسين يوم القيامة لخفيف الميزان عند الله).
وتحرز ابن الزبير في منزله، وراوغ الوليد حتى إذا جن عليه الليل سار نحو مكة، وتنكب الطريق الأعظم فأخذ على طريق الفرع.
ولما أصبح الوليد بلغه خبره، فوجه في أثره حبيب بن كوين في ثلاثين فارسا، فلم يقعوا له على أثر، وشغلوا يومهم ذلك كله بطلب ابن الزبير.
فلما أمسوا، وأظلم الليل مضى الحسين رضي الله عنه أيضا نحو مكة، ومعه أختاه: أم كلثوم، وزينب وولد أخيه، وإخوته أبو بكر، وجعفر، والعباس، وعامة من كان بالمدينة من أهل بيته إلا أخاه محمد بن الحنفية، فإنه أقام.
وأما عبد الله بن عباس فقد كان خرج قبل ذلك بأيام إلى مكة.
وجعل الحسين رضي الله عنه يطوي المنازل، فاستقبله عبد الله بن مطيع، وهو منصرف من مكة يريد المدينة، فقال له: (أين تريد ؟).
قال الحسين: (أما الآن فمكة).
قال (خار (1) الله لك، غير أني أحب أن أشير عليك برأي).
قال الحسين (وما هو ؟).
قال: إذا أتيت مكة فأردت الخروج منها إلى بلد من البلدان، فإياك والكوفة، فإنها بلدة مشؤومة، بها قتل أبوك، وبها خذل أخوك، واغتيل بطعنة كادت تأتي على نفسه، بل الزم الحرم، فإن أهل الحجاز لا يعدلون بك أحدا، ثم ادع إليك شيعتك من كل أرض، فسيأتونك جميعا.
قال له الحسين[عليه السلام]:: (يقضي الله ما أحب).
ثم أطلق عنانه، ومضى حتى وافى مكة، فنزل شعب علي، واختلف الناس إليه، فكانوا يجتمعون عنده حلقا حلقا، وتركوا عبد الله بن الزبير، وكانوا قبل ذلك يتحفلون إليه، فساء ذلك ابن الزبير، وعلم أن الناس لا يحفلون به والحسين[عليه السلام] مقيم بالبلد، فكان يختلف إلى الحسين رضي الله عنه صباحا ومساء.
__________
(1) جعل لك الخير.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|