أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2014
2100
التاريخ: 14-10-2015
3086
التاريخ: 14/10/2022
1266
التاريخ: 3-04-2015
3762
|
هو من السابقين في الايمان ، واول من جهر بالقرآن بمكة ، واسمعه قـريـشـا بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) و اوذي في اللّه من اجل ذلك وكان قد اخذه رسول اللّه اليه ، فكان يـخـدمـه في اكثر شؤونه ، وهو صاحب طهوره وسواكه ونعله ، ويلبسه اياه اذا قام ، ويخلعه ويحمله في ذراعه اذا جلس ، ويمشي امامه اذا سار ، ويستره اذا اغتسل ، ويوقظه اذا نام ، ويلج داره بلا حجاب ، حتى لقد ظن انه من اهل بيت رسول اللّه (صلى الله عليه واله). هاجر الهجرتين ، وصلى الى القبلتين ، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللّه . كـان مـن احفظ الناس لكتاب اللّه ، وكان رسول اللّه يحب ان يسمع القرآن منه ، وكان (صلى الله عليه واله) يقول : (من سره ان يقرا القرآن غضا طريا كما انزل فليقرأه على قراءة ابن ام عبد). وكـان حـريصا على طلب العلم ولا سيما معاني آيات القرآن الكريم ، قال : كان الرجل منا اذا تعلم عشر آيات ، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن ، ومن ثم كان يقول : والذي لا اله غيره ، ما نـزلت آية من كتاب اللّه الا وانا اعلم فيم نزلت واين نزلت ، كما كان شديد الحرص ايضا على بث العلم ونشره بين العباد. قـال مسروق بن الاجدع : كان عبد اللّه يقرا علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويفسرها ، عامة النهار ، وقد اذعن له عامة صحابة الرسول (صلى الله عليه واله) بالفضيلة والعلم بالكتاب والسنة (1) . ومـن ثـم كانت له مكانة سامية في التفسير ، وبذلك طار صيته ، وعنه في التفسير الشي الكثير ، والطرق اليه متقنة . قـال الخليلي في الارشاد : ولا سماعيل السدي تفسير يورده بأسانيد الى ابن مسعود وابن عـباس وروى عن السدي الائمة ، مثل الثوري وشعبة ، واضاف : ان امثل التفاسير تفسير السدي . قـال جلال الدين السيوطي تعقيبا على كلام صاحب الارشاد : وتفسير السدي الذي اشار اليه ، يـورد مـنـه ابـن جرير (الطبري) كثيرا من طريق السدي عن ابي مالك ، وعن ابي صالح عن ابن عـباس ، وعن مرة عن ابن مسعود ، وناس من الصحابة هكذا قال : والحاكم يخرج منه في مستدركه اشـياء ويصححه ، لكن من طريق مرة عن ابن مسعود ، وناس فقط دون الطريق الاول (2) ، اي طريق ابي صالح عن ابن عباس . وكـان بـعـد رسـول اللّه (صلى الله عليه واله)قـد اخذ العلم من على (عليه السلام)و ليس من غيره بتاتا وقد تقدم حديث علقمة ، قال : قال ابن مسعود ذات يوم ، وكنا في حلقته : لو علمت ان احدا هو اعلم مني بكتاب اللّه عز وجـل لـضربت اليه آباط الابل قال علقمة : فقال رجل من الحلقة : القيت عليا؟ فقال : نعم ، قد لقيته ، واخـذت عنه ، واستفدت منه ، وقرات عليه وكان خير الناس واعلمهم بعد رسول اللّه (صلى الله عليه واله)و لقد رايته كان بحرا يسيل سيلا (3) . وعـده الـخـوارزمـي وشـمس الدين الجزري في (اسنى المطالب ) من رواة حديث الغدير من الصحابة (4) . واخـرج جـلال الـديـن السيوطي عنه نزول آية التبليغ (سورة المائدة / 67) بشان على (عليه السلام) يوم الـغدير ، قال : واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود ، قال : كنا نقرأ على عهد رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : (يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ان عليا مولى المؤمنين وان لم تفعل فما بلغت رسالته ، واللّه يعصمك من الناس ) (5) . نـعم كان ابن مسعود ممن شد وثاقه بولا آل بيت الرسول ، لم يشذ عن طريقتهم المثلى منذ اول يومه فإلى آخر ايام حياته . روى الصدوق ابو جعفر ابن بابويه باسناده الى زيد بن وهب الجهني ابي سليمان الكوفي (6) : ان اثـنـي عـشـر رجـلا من صحابة رسول اللّه (صلى الله عليه واله) انكروا على ابي بكر تقدمه على علي (عليه السلام) وعدّ منهم : عبد اللّه بن مسعود. وكـان هـو الـذي اشـاد بـذكـر اهـل الـبيت ، وبث حديث (الخلفاء اثنا عشر) في الكوفة وما والاها (7) . قال المرتضى علم الهدى بشأنه : لا خلاف بين الامة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه ، ومدح النبي (صلى الله عليه واله)له وثنائه عليه ، وانه مات على الحالة المحمودة (8) . وسياتي من تقي الدين ابي الصلاح الحلبي ، عده وابيا من المخصوصين بولاية آل البيت (9) . وروى رضـي الدين ابو القاسم على بن موسى بن طاووس (664) عن كتاب ابي عبداللّه محمد بن عـلـي السراج في تأويل قوله تعالى : {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال : 25] بالإسناد الى عبد اللّه بن مسعود ، انه قال : قـال النبي (صلى الله عليه واله) : (يا ابن مسعود ، انه قد انزلت علي آية (واتقوا فتنة) وانا مستودعكها ، فكن لما اقول لك واعيا وعني له مؤديا ، من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي فقال لـه الـراوي : يـا ابـا عـبـدالـرحمان ، اسمعت هذا من رسول اللّه (صلى الله عليه واله) ؟ قال : نعم قال : فكيف وليت للظالمين ؟ قال : لا جرم حلت عقوبة عملي (10) ، وذلك اني لم استأذن امامي كما استأذن جندب وعمار وسلمان ، وانا استغفر اللّه واتوب اليه ) (11). ومـمـا يـجـدر الـتنبه له ان عامة الكوفيين من مفسرين وفقها ومحدثين ، كان طابعهم الولاء لأهل البيت (عليه السلام) وقد خص اصحاب ابن مسعود بالميل لعلي (عليه السلام)الامر الذي كانت البيئة الكوفية تستدعيه بـالـذات ، على اثر وفرة العلماء من صحابة الرسول (صلى الله عليه واله)هناك ولا غرو فانهم اعرف بموضع اهل الـبـيـت ولا سيما سيدهم وكبيرهم على بن ابي طالب ، من رسول اللّه ، وكثرة وصاياه بشأنهم ، والتمسك باذيالهم والسير على هديهم ، فلا يضلوا ابدا. ومن ثم فقد امتازت الكوفة في امور جعلتها في قمة العظمة والاكبار ، على مدى الدهور:
اولا : كـانـت مـهـجر علماء الصحابة الاخيار واعلام الامة الكبار ، وبلغ اوجها عند مهاجرة الامام اميرالمؤمنين (عليه السلام) . اخرج ابن سعد عن ابراهيم ، قال : هبط الكوفة ثلاثمئة من اصحاب الشجرة ، و سبعون من اهل بدر وبـذلـك قـال ابن عمرو: ما من يوم الا ينزل في فراتكم هذا مثاقيل من بركة الجنة كناية عن مهاجرة اصحاب الرسول اليها فوجا فوجاء (12) .
وثـانـيـا : اصـبحت معهد العلم في الاسلام في دور نضارته وازدهار معارفه ، فمن الكوفة صدرت الـعـلـوم والـمـعـارف الاسلامية ، بشتى انحائها الى البلاد ، وسارت به الركبان الى الامصار في عـهد طويل اخرج ابن سعد ايضا عن عبيد اللّه بن موسى ، قال : اخبرنا عبد الجبار بن عباس عن ابـيـه ، قـال : جالست عطا ، فجعلت اساله فقال لي : ممن انت ؟ فقلت : من اهل الكوفة فقال عطا: ما يأتينا العلم الا من عندكم (13).
وثـالثا : كانت ارضا خصبة لتربية ولأ آل الرسول (صلى الله عليه واله) في نفوس مؤمنة صادقة في ايمانها ، مؤدية اجـر رسـالة نبيها ، حافظة لكرامة رسول اللّه في ذريته الانجاب ، عارفة بانهم سفن النجاة ، واحد الـثقلين ، والعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، ومن ثم روى ابن سعد : (ان اسعد الناس بالمهدى اهل الكوفة ) (14) . امـا اصـحاب ابن مسعود (الصحابي الجليل الموالي لآل بيت الرسول ) فكانوا اصدق عند الناس على عـلـي (عليه السلام) عـلـى مـا اخرجه ابن سعد باسناده عن ابي بكر ابن عياش عن مغيرة (15) ، كانوا لا يـغـالون ولا ينتقصون ومن ثم روي عن على (عليه السلام)ما يدل على رضائه عن موقفهم هذا المشرف ، قال : (اصحاب عبد اللّه سرج هذه القرية ) (16) . ملحوظة . انـمـا يـعـرف صـلاح الرجل واستقامته في الدين ، بتقواه عن محارم اللّه واستسلامه لأوامره ونـواهـيه ، وفي اطاعة الرسول واتباع سنته والعمل بوصاياه ، من غير ان يكون له الخيرة من امره بعد ما قضى اللّه ورسوله ، اذ مقتضى الايمان الصادق ان يسلم امره الى اللّه ورسوله تسليما.
ومـن اهـم وصاياه (صلى الله عليه واله)و الذي جعله اجر رسالته ، هو الانضمام تحت لوا اهل البيت والاستمساك بعرى وثائقهم مدى الحياة وقد كان علي (عليه السلام)شاخص هذا البيت الرفيع ، فمن كان معه كان مع الحق ، ومـن دار مـعـه دار مع الحق ، ومن حاد عنه حاد عن الاسلام ونبذ وصية الرسول ورا ظهره ، واعـرض عـن الـحق الصريح فكيف الثقة به وهو حائد عن الجادة ، ضال عن الطريق ، فلا يصلح ان يكون هاديا ، وهو لم يهتد السبيل . الامـر الذي يحفز بنا ان نجعل من الامام امير المؤمنين (عليه السلام)محورا اساسيا في هذا الحقل ، وميزانا يـفصل بين الصالح والطالح من الصحابة والتابعين الفقها والمفسرين والمحدثين وليس ذلك منا بـدعـا ، بـعـد ما جعله الرسول (صلى الله عليه واله) بابه الذي منه يؤتى ، وسفينة النجاة ، وثاني الثقلين اللذين ما ان تمسكت الامة بهما معا (ولن يفترقا حتى يردا عليه الحوض ) لن يضلوا ابدا. ولسنا نأخذ العلم الا ممن عرفنا صلاحه ووثقنا بأيمانه الصادق تلك وصية امامنا ابي جعفر محمد بن عـلـي الـباقر(عليه السلام) قال في قوله تعالى : { فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} [عبس : 24] : (الى العلم الذي يأخذه عمن يأخذه ) (17) .
___________________________
1- حلية الاولياء ، ج1 ، ص 124 139 واسد الغابة ، ج3 ، ص 256 260 والاستيعاب بهامش الاصابة ، ج2 ، ص 316 324 والاصابة ، ج2 ، ص 368 370.
2- الاتقان ، ج4 ، ص 207 208.
3- سعد السعود ، ص 285 البحار ، ج89 ، ص 105.
4- راجع : الغدير ، ج1 ، ص 53 ، رقم79 .
5- الدر المنثور ، ج2 ، ص 298 والالوسي في روح المعاني ، ج6 ، ص 172.
6- وثـقه اصحاب التراجم قال الاعمش : اذا حدثك زيد بن وهب عن احد فكأنك سمعته من الذي حـدثـك عـنه اسلم في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) وهاجر اليه ، فبلغته وفاته في الطريق فهو معدود من كبار الـتـابـعين ، سكن الكوفة وكان في الجيش الذي مع علي (عليه السلام) في حربه الخوارج وهو اول من جمع خـطـب علي (عليه السلام) في الجمع والاعياد وغيرهما توفي سنة 96 ، وقد عمر طويلا (الخصال ، ج2 ، ص 461 ، باب 12).
7- راجع : بحار الانوار ، ج36 (بيروت) صفحات 229 و230 و233 و234.
8- قاموس الرجال للتستري ، ج6 ، ص 136 ، ط1 ، نقلا عن الشافي .
9- تقريب المعارف ، ص 168.
10- وفي نسخة : جلبت .
11- الـطـرائف في معرفة مذاهب الطوائف ، ص 36 ، برقم 25 وقاموس الرجال ، ج6 ، ص 141 ـ142.
12- الطبقات ، ج6 ، (ط ليدن) ، ص 40 ، س 15 و20.
13- الطبقات ، ج6 ، ص 5 ، س 20.
14- الطبقات ، ج6 ، ص 4 ، س 19.
15- المصدر نفسه ، ص 5 ، س 4.
16- المصدر نفسه ، ص 4 ، س 24.
17- وسائل الشيعة ، ج18 ، ص 109 ، رقم44 .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|