أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-3-2021
1546
التاريخ: 3-2-2021
2306
التاريخ: 12-1-2021
1882
التاريخ: 26-3-2021
3059
|
يلاحظ ان القران يقدم عن الدين الجاهلي صورة تختلف تماما عما تقدمه كتب التاريخ والادب؛ والمعلومات التي فيه قلما يقدم الشراح والمفسرون عنها معلومات اضافية مكملة. كما ان القران الكريم لا يتردد الدين الجاهلي فيه، بل لا يشير أحيانا الى ما يتردد في كتب التاريخ والادب. وجدير بالملاحظة ان المؤرخين القدماء والمحدثين لم يحاولوا دراسة دين الجاهلية كما وصفه القران، اللهم الا ما قام به، حديثا، محمد عزة دروزة في كتابه عصر الرسول.
وسنحاول هنا ايراد الصورة التي تتجلى في القران الكريم عن عبادة الجاهليين من اهل مكة، ثم نذكر ما تورده المصادر التاريخية والادبية.
الله:
وفي القران، آيات كثيرة تذكر بصراحة ان المشركين كانوا يعبدون الله :{ قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) } [المؤمنون: 84 - 89]؛ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } [العنكبوت: 61]؛ {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } [العنكبوت: 63]؛{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } [الزخرف: 87].
(هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ)(يونس 22)؛ (واقسموا بالله جهد ايمانكم لئن جاءهم نذير ليكونن اهدى من احدى الامم)(فاطر 42)؛ (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ (53) ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ)(النحل 53-54(؛ (أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَءلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)(النمل 60-64).
الشركاء:
غير أنهم (وجعلوا لله اندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فان مصيركم الى النار)(ابراهيم 30)؛ (قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين ويجعلون له اندادا ذلك رب العالمين)(فصلت 9)؛ (وقال الذي استضعفوا للذين استكبروا بل مكر اليل والنهار اذ تأمروننا ان تكفر بالله ونجعل له اندادا) (سبأ 33)؛ (ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله)(البقرة 165).
(وجعلوا لله شركاء قل سموهم)(الرعد 33) (وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون)(يوسف 106)؛ (ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم)(الرعد 16)؛ (ذالكم بانه اذا دعى الله وحده كفرتم وان يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير)(غافر 12).
بنات الله:
وهؤلاء الشركاء هم، او معظمهم بنات الله : (وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18) وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ)(الزخرف 15-19)؛ (فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (149) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (150) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (151) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ)(الصافات 149-153)؛ () وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُونَ (57) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(النحل 57-59)؛ () ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا (39) أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا)(الاسراء 39-40)؛ (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون)(الانعام 100)؛ (وقالوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ) (26) لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27) يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ (28) وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ)(الانبياء 26-29).
(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)(مريم 88-93).
وهذه الالهة التي عبدوها ليست في سويته تعالى، بل هي من دون الله، أي اقل منه مركزا ورتبة، وهم شفعاء لعابديهم عند الله : (وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)(يونس 18)؛ (ام اتخذوا من دون الله شفعاء قل اولوا كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون)(الزمر 43)؛ (أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ)(الزمر 3)؛ (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ)(الزمر 8).
الجبت والطاغوت
وفي القران ذكر للجبت والطاغوت : (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)(البقرة 256 – 257)؛ (الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) (النساء 51)؛ (الم تر الى الذين يزعمون انهم ءامنوا بما انزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به)(النساء 60)؛ (الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)(النساء 76)؛ (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ)(المائدة 60)؛ (ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا واجتنبوا الطاغوت)(النحل 36)؛ (والذين اجتنبوا الطاغوت ان يعبدوها وانابوا الى الله لهم البشرى)(الزمر 17).
ويلاحظ ان الجبت ذكر مرة واحدة مع الطاغوت الذي ورد ذكره في ثمان آيات، سبع منها مدنية. وقد ورد بصيغة المفرد المذكر مرة، والمؤمن الجمع مرتين. وهو ولي الذين كفروا، يضلهم، ويتجنبه من يعبد الله، ويؤمن به الذين اوتوا نصيبا من الكتاب، ويريدون ان يتحاكموا اليه، وهم يعبدونه ويقاتلون في سبيله.
وقد اورد المفسرون في معنى الطاغوت روايات متعددة، منها انه البيوت المقدسة، او كعب بن الاشرف، احد رؤساء اليهود في المدينة، او صنما قريش، او صنمها الذي يحتكمون اليه. ولا ريب في ان تفسيرهم الطاغوت بالبيوت المقدسة، او كعب الاشراف، لا ينطبق على منطوق الآية. والراجح انه احد الهة قريش؛ ولما كان هبل هو الذي كانوا يستقسمون عنده، ويحتكمون اليه، فالراجح انه هو المقصود بالطاغوت. اما الرد على ذلك بعدم ذكر اسم هبل صراحة في القران، فهو غير كاف، لان القران الكريم لم يرد فيه ذكر لكل صنم او اله كان في مكة، او ما يجاورها، مما ذكره المؤرخون، كهبل واساف ونائلة ونهيك ومطعم الطير.
الجن:
ذكر القران الكريم ان العرب عبدوا الجن : (قالوا سبحانك انت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمنون)(سبا 41)؛ (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم)(الانعام 100)؛ (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة انهم لمحضرون)(الصافات 158).
اشارت الكتب الى بعض القبائل التي كانت تعبد الجن، فيقول ابن الكلبي ان بني مليح الخزاعين كانوا يعبدون الجن (1). ويقول الطبري ان بني مالك بن اقيش كانوا من الجن (2)، ويقول ياقوت ان آل عسر هم قبيلة من الجن (3). ويقول الازرقي ان بني سهم سموا الغياطلة لانهم قتلوا الجن (4). كما يروي ابن سعد ان عمار بن ياسر قاتل الجن.
تصور العرب الجن كائنات غيبية ومخلوقات غريبة تملأ الارض؛ وتصوروها تشبه البهائم، ذات شعور طويلة، واحيانا تشبه بعض الحيوانات كالنعام او الحية، ولها قوة غريبة على الظهور والاختفاء، بل على تغيير اشكالها وظهورها أحيانا باشكال انسانية. واذا اعتدى عليها احد، فأنها تنتقم بمسه، فيصبح به جنة أي مجنونا ، وقد يصاب بالأمراض.
والجن في الغالب لا تعيش في المجتمعات الانسانية، بل تعيش في البراري والقفار، ولها مناطق خاصة بها كوادي عبقر. ولكن هذه المناطق ليست حرما مقدسة؛ وكان الناس يقدمون لها أحيانا الهدايا. ومن الجدير بالملاحظة ان كلمة الجن هي اسم جنس لا اسم علم(5).
لا تبحث كتب التاريخ والادب فيما بيناه، بل تذكر وجود الأصنام في مكة. ومن الجدير بالذكر ان القران الكريم لم يرد فيه ذكر الأصنام التي في دخل مكة؛ كما ان الكتب لم تذكر لنا عن الفهم والتصور لله تعالى او الملائكة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن الكلبي : الأصنام ص34 (وسنرمز اليه دائما الأصنام).
(2) الطبري : ج2 ص233.
(3) ياقوت : ج3 ص672.
(4) الازرقي : ج2 ص12.
(5) انظر عن الجن ما كتبه المسعودي في مروج الذهب ج2 ص155 – 160؛ البكري : ص405، 411، 476، 917، 931؛ وما كتبه سميث ص119 فما بعد، و538 فما بعد.
212
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|