أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-3-2021
3710
التاريخ: 10-3-2021
3196
التاريخ: 17-3-2021
2393
التاريخ: 24-3-2021
1798
|
[قصة الأصنام بمكة]
قال: وكان عمرو بن ربيعة وهو خزاعة كاهنا له رئي [1] من الجن وكان عمرو يكنى أبا ثمامة فأتاه رئيه فقال: أجب أبا ثمامة، فقال: لبيك من تهامة، فقال له: ارحل بلا ملالة، قال له، جير ولا إقامة، قال: ائت صف جدة [2] ، فيها أصناما معدة، فأورد بها تهامة، ولا تهب ثم ادع العرب إلى عبادتها تجب.
فأتى عمرو ساحل جدة فوجد بها ودا [3] وسواعا [4] ويغوث ويعوق ونسرا وهي الأصنام التي عبدت على عهد إدريس ونوح عليهما السلام، ثم إن الطوفان طرحها هناك فسفى [5] عليها الرمل فواراها، واستثارها عمرو وحملها إلى تهامة وحضر الموسم فدعا العرب إلى عبادتها فأجابوه، فأخذ عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة [6] بن كلب ودا فنصبه بدومة الجندل وكان لقضاعة، وأخذ الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة سواعا فكان برهاط [7] تعبده مضر، وأخذ أنعم [8] بن عمرو [9] المرادي يغوث فكان بأكمة [10] من اليمن يقال لها مذحج [11] تعبده مذحج ومن والاها، وأخذ مالك [12] بن مرثد بن جشم [13] بن حاشد بن جشم بن خيران [14] بن نوف [15] بن همدان [16] يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان [17] تعبده همدان ومن والاها، وأخذ معد يكرب أحد حمير وأحد ذي رعين [18] نسرا فكان بموضع من أرض سبأ يقال له بلخع [19] تعبده حمير ومن والاها. وذكر عن رسول/ الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «رفعت لي النار فرأيت عمرو بن لحي [20] ولحي هو ربيعة رجلا قصيرا أحمر أزرق يجر قصبه [21] في النار، فقلت: من هذا؟ فقيل عمرو بن لحي أول من بحر البحيرة ووصل الوصيلة وسيب السائبة [22] وحمى الحامي [23] وغيّر دين إسماعيل عليه السلام ودعا العرب إلى عبادة الأصنام والأوثان» فالبحيرة إذا نتجت الناقة خمسة أبطن عمدوا [24] إلى الخامس إذا لم تكن سقبا [25] فتشق أذنها [26] فتلك البحيرة [27] ، ولا يجزّ [28] لها وبر ولا يذكر اسم الله عليها، وأما السائبة [29] فما سيبوا من أموالهم لآلهتهم، وأما الوصيلة فهي الشاة إذا وضعت سبعة أبطن عمدوا [30] إلى السابع، فان كان ذكرا ذبح [31] وإن كانت أنثى تركت في الشاء [32] وإن كان ذكرا وأنثى قيل قد وصلت أخاها فتركا جميعا محرّمين منفعتهما للرجال دون النساء، وأما الحامي [33] فالفحل من الإبل إذا صار جد أب قالوا: حمى هذا ظهره، فتركوه لا يركب ولا يحمل عليه، ولا تمنع البحيرة ولا السائبة ولا الوصيلة ولا الحامي ماء [34] ولا مرعى وإن كان لغير أهلها، وألبانها للرجال دون النساء، فإذا مات شيء منها كان الرجال والنساء في لحومها سواء [35] ، ذكر ابن الكلبي قال: بينما الناس سائرون حول الكعبة إذا هم بخلق يطوف ما قد تراءى [36] رأسه [37] فأجفل الناس هاربين فناداهم: لا تروعوا [38] / فأقبلوا إليه وهو يقول: (الرجز)
لاهم رب البيت ذي المناكب [39] ... أنت وهبت الفتية السلاهب [40]
وهجمة [41] يحار فيها الحالب ... وثلة [42] مثل الجراد السارب
متاع أيام وكل ذاهب
ونظروا فإذا هي امرأة فقالوا لها: ما أنت إنسية أم جنية؟ قالت: بل إنسانة من جرهم: (الرجز)
أهلكنا الذر زمان يقدم [43] ... بمجحفات [44] وبموت لهذم [45]
حتى تركنا برقاق [46] أهيم [47] ... للغي منا وركوب المأثم
ثم قالت: من ينحر لي كل يوم جزورا ويعد لي زادا وبعيرا ويبلغني بلادا فوزا أعطه مالا كثيرا، فانتدب لها رجلان من جهينة بن زيد فسارا بها ليالي وأياما حتى انتهت إلى جبل جهينة فأتت على قرية نمل وذر فقالت: يا هذان! ههنا هلك قومي فاحتفروا هذا المكان، فاحتفروا عن مال كثير من ذهب وفضة فأوقرا بعيريهما، وقالت لهما: إياكما أن تلتفتا فيختلس ما معكما، وأقبل الذر حتى غشيها فمضيا غير بعيد والتفتا فاختلس ما كانا احتملا، فنادياها: هل من ماء؟ فقالت: نعم، في موضع هذه [48] الهضاب [49] ، وقالت وقد غشيها الذر: (الرجز)
يا ويلتي يا ويلتا من أجلي ... أرى صغار الذر تبغي هبلى [50]
سلطن يفرين على محملي ... لما رأيت أنه لا بد لي
من منعة أحرز فيها معقلي
ودخل الذر منخريها ومسمعيها [51] فخرت لشقها فهلكت، ووجد الجهنيان الماء حيث قالت، والماء يقال له مسيحة [52] وهو بناحية فرش ملل [53] الى جانب مشعل [54] فهو اليوم لجهينة.
________________
[1] الربيء من ربأ يربؤ: الراقب العين- مصحح [لعله كما أثبتنا الرئي من الروية ويكسر وهو من يرى وقيل به رئي من الجن أي مس- مدير] .
[2] المرفأ المشهور تجاه مكة على ساحل بحر القلزم.
[3] ود بفتح الواو وتضم.
[4] سواع بضم السين.
[5] في الأصل: فسفا، وسفي من باب سمع: تذري وتبدد.
[6] رفيدة كجهينة.
[7] رهاط بضم الراء المهملة: موضع على ثلاث ليال من مكة، وقال ابن الكلبي اتخذت هذيل سواعا ربا برهاط من أرض ينبع، وينبع في غرب المدينة على سبع مراحل منها فيها عيون عذاب غزيرة- معجم البلدان 4/ 341 و 8/ 526.
[8] أنعم كأكرم.
[9] في الأصل: عمرو والمرادي.
[10] الأكمة بالتحريك: التل، وفي سيرة ابن هشام ص 52: واتخذ أهل جرش يغوث بجرش.
[11] في الأصل: مدحج- بالدال المهملة، ومذحج كمسجد.
[12] في الأصل: ملك.
[13] جشم كزفر.
[14] خيران بفتح الخاء وسكون الياء وفي تاج العروس 3/ 195: وقال شيخ الشرف النسابة هو خيوان بالواو، فصحف، وفي سيرة ابن هشام ص 52: وخيوان بطن من همدان اتخذوا يعوق.
[15] نوف كعوف.
[16] همدان بفتح الهاء وسكون الميم.
[17] خيوان بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء: قرية على ليلتين من صنعاء مما يلي مكة- معجم البلدان 3/ 503.
[18] رعين كزبير.
[19] بلخع بفتح الباء وسكون اللام وفتح الخاء المعجمة والعين المهملة في الآخر- معجم البلدان 2/ 264.
[20] لحي كقضيّ.
[21] القصب بضم القاف وسكون الصاد: المعي.
[22] في الأصل: السايبة- بالياء المثناة.
[23] في الأصل: الحام، والحامي: الفحل من الإبل يضرب الضراب المعدود أو عشرة أبطن ثم هو حام أي حمى ظهره فلا ينتفع منه بشيء ولا يمنع من ماء ولا مرعى.
[24] في الأصل: عمدو.
[25] السقب بفتح السين وسكون القاف: ولد الناقة إذا كان ذكرا، جمعه أسقب وسقاب.
[26] في الأصل: ادنها- بالدال المهملة.
[27] انظر ص 289.
[28] في الأصل: تجر- بالتاء والراء المهملة.
[29] في الأصل: السايبة- بالياء المثناة- انظر الحاشية رقم 3 ص 289.
[30] في الأصل: عمدو.
[31] في الأصل: اذبح
[32] في الأصل: لشاء.
[33] في الأصل: الحام.
[34] في الأصل: ما ا.
[35] في الأصل: سوا.
[36] في الأصل: آزى.
[37] زاد في الأصل: بها، بعد رأسه ولا محل لها.
[38] في الأصل: تداعوا.
[39] المناكب: الجوانب.
[40] السلاهب جمع السلهب وهو الطويل.
[41] الهجمة بفتح الهاء وسكون الجيم من الإبل ما بين الأربعين أو السبعين إلى المائة.
[42] الثلة بفتح المثلثة وتشديد اللام المفتوحة: جماعة الغنم الكثيرة.
[43] في الأصل: يعلم، ولعل الصواب ما أثبتنا، ويقدم أبو قبيلة وهو ابن غزة بن أسد بن ربيعة بن نزار.
[44] في الأصل: بمحجفات- بتقدم الحاء على الجيم، والمجحفات جمع المجحفة وهي المصيبة.
[45] اللهذم كجعفر: القاطع وهو من صفة السنان والسيف والناب.
[46] الرقاق بضم الراء: الأرض المنبسطة اللينة التراب أو التي نضب عنها الماء.
[47] الأهيم: العطشان، ويقال رمل أهيم للذي لا يروي.
[48] في الأصل: هذا.
[49] الهضاب جمع الهضبة بفتح الهاء وهي الجبل المنفرد وما ارتفع من الأرض.
[50] هبلي بالتحريك أي هلاكي.
[51] في الأصل: مسامعها.
[52] في الأصل: مسي، ومسيحة كقبيلة اسم ماء، إن فصلت من عسفان وهي منهلة على مرحلتين من مكة لقيت البحر وتذهب عنك الجبال والقرى إلا أودية يقال لواحد منها مسيحة، ومن عسفان إلى ملل يقال له الساحل- من معجم البلدان باختصار 6/ 174 و 8/ 58.
[53] فرش ملل، ملل بالتحريك: واد على ليلة من المدينة- انظر معجم البلدان 6/ 360.
[54] في الأصل: مشعر- بالراء، ولعل الصواب ما أثبتنا، ومشعل كمنبر موضع بين مكة والمدينة من الرويثة (تصغير الروثة) وهي منهلة على ليلة من المدينة- معجم البلدان 4/ 238 و 8/ 64.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|