المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

علي يعسوب الدين و الولي
9-4-2016
في مقتل الحسين (عليه السلام)
18-4-2019
Nonspecific Defense
26-10-2015
التفتيش
15-3-2016
دولة كندة
14-11-2016
التخريج الفقهي لتداول الشيك عن طريق التسليم
8-1-2019


مرحلة الصبا والفتوة  
  
11479   01:05 مساءاً   التاريخ: 14-11-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الإسلام
الجزء والصفحة : ص93–95
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2543
التاريخ: 14/12/2022 1166
التاريخ: 18-7-2017 2116
التاريخ: 22-12-2020 2233

تبدأ هذه المرحلة من نهاية العام السابع إلى نهاية العام الرابع عشر من عمر الطفل ، وهي مرحلة إعداد الشخصية ليصبح الطفل راشداً ناضجاً وعضواً في المجتمع الكبير، وفي بداية هذه المرحلة أو قبلها بعامٍ ينتهي بالتدريج تقليد الطفل للكبار ويبدأ بالاهتمام بما حوله، وتكون امكانياته العقلية قادرة علىٰ التخيّل المجرد، وقادرة علىٰ استيعاب المفاهيم المعنوية.

وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل بالتفكير في ذاته وينظر إلىٰ نفسه انها كائن موجود مستقل، له إرادة غير إرادة الكبار، فيحاول أن (يتحدىٰ وان يفعل ما يغيظ الاهل ليعلن انه كائن موجود مستقل) (١).

ويحاول التأكيد علىٰ استقلاليته بشتىٰ الوسائل والمواقف والتي تكون غالباً مخالفة لما ألفه في المرحلة السابقة ، فيختار كل ما يخصّه أو يتعلّق به باسلوبه الخاص وبالطريقة التي يفهمها، فيكون له ذوق خاص في اختيار ملابسه ، والرغبة في اكتساب المهارات العقلية والعلمية بمفرده ، ويحاول إقامة علاقات اجتماعية مع بقية الأطفال بالطريقة التي يختارها.

وهذه المرحلة هي من أهم المراحل التي ينبغي للوالدين ابداء عناية تربوية إضافية بالطفل لانّها أول المراحل التي يدخل فيها الطفل في علاقات اجتماعية أوسع من قبل، وهي مرحلة الدخول في المدرسة.

ومن العوامل المؤثرة في اعداد وبناء شخصية الطفل، علاقاته مع والديه وباقي أفراد أُسرته، هذه العلاقة بجميع تفاصيلها تؤدي إلىٰ اتّصافه بصفات خاصة تصحبه حتىٰ الكبر، وللمدرسة ايضاً أثر عميق في شخصيته حيثُ يجد فيها اطفالاً من مختلف المستويات العلمية أكثر أو أقل منه ذكاءً أو أكثر أو أقل نشاطاً منه (فيباريهم أو يتغلب عليهم أو يخضع لهم فيؤثر ذلك في تكوين شخصيته) (2).

وهنالك عوامل أخرى مؤثرة في بناء الشخصية وهي مواصفات الجسم من حيثُ الطول والقصر ومن ناحية الضخامة والضعف، ومن ناحية الصحة والمرض.

ومن أهم العوامل الأخرى هو تأثير الأفكار التي تعلمها الطفل في بناء شخصيته وفي هذه المرحلة تزداد حاجاته، فيجب علىٰ الوالدين إشباعها ومنها (3).

الدوافع الحيوية كالحاجة إلىٰ المأكل والمشرب والملبس وغير ذلك.

والحاجة إلىٰ السلامة النفسية والعاطفية والتحرر من القلق.

والحاجة إلىٰ القبول من قبل المجتمع أثناء علاقته به.

والحاجة إلىٰ الاهتمام به وتقدير مكانته.

والحاجة إلىٰ تعلم المهارات اللازمة للنجاح في الحياة الجديدة.

ونضيف إلىٰ ذلك الحاجة إلىٰ فلسفة وأفكار ومفاهيم ملائمة لمستواه العقلي ، وهذه المرحلة هي مرحلة الحاجة إلىٰ التربية المكثّفة والمتابعة المكثّفة ، مع ملاحظة الحاجة إلىٰ الاستقلال المتولدة عند الطفل.

قال رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) : ( الولد سيّد سبع سنين وعبد سبع سنين ووزير سبع سنين)(4).

وقال أمير المؤمنين علي (عليه ‌السلام): (يرخى الصبي سبعاً ويؤدب سبعاً ويستخدم سبعاً)(5).

وقال الإمام جعفر الصادق (عليه‌ السلام) : (دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدّب سبعاً والزمه نفسك سبع سنين) (6).

فهذه المرحلة مرحلة تربوية شاقّة لرغبة الطفل في الاستقلال، ولتوسع علاقاته خارج الأسرة، فتحتاج إلى جهد متواصل في التربية والمراقبة في جميع ما يخصُّ الطفل، في أفكاره وعواطفه وفي علاقاته، وفي دراسته وتعلّمه، وفي إشباع حاجاته المختلفة فهو بحاجة إلى التوجيه المستمر والارشاد والتعليم، والمساعدة في رسم طريق الحياة وتحمّل ما يصدر منه برحابة صدر وانفتاح مصحوباً بالحسم في كثير من الأحوال.

_______________

١ـ حديث إلىٰ الامهات : ٢٠٧.

2ـ علم النفس ، لجميل صليبا : ٣٨٥.

3ـ علم النفس التربوي ، لفاخر عاقل : ٤٧٨ ـ ٤٨٦.

4ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٢.

5ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٣.

6ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٢.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.