أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-11-2016
1145
التاريخ: 13-11-2016
1039
التاريخ: 13-11-2016
1006
التاريخ: 13-11-2016
848
|
جاء ذكر السبئيين في النصوص الاشورية من ايام تجلات بلاسر الثالث وسرجون الثاني وسنحاريب وتشير الى ان هؤلاء الملوك قد فرضوا الجزية على ملكي سبأ (يثعمر) و( كرب ايلو) وهما في الواقع ضمن حكم سبأ المقيمين في واحات ديدن ومعان وتيماء على طريق التجارة الى الشام ويمثلون ملوك سبأ.
كما ورد اسم سبأ في التوراة بانها (بلاد تنتج الطيوب واللبان والاحجار الكريمة ومعدن الذهب). وذكر ايضا ان ملكة سبأ بلقيس زارت النبي سليمان في اورشليم وحملت اليه الكثير من الطيوب والذهب والاحجار الكريمة.
كذلك جاء في القرآن الكريم في سورة النمل ذكر ملكة سبأ وعلاقتها بسليمان[عليه السلام] وتوجد سورة في القرآن باسم سبا.
اصل السبئيين وموطنهم الاصلي وتأسيس دولتهم في اليمن:
اختلف المؤرخون في اصل السبئيين ونسبهم فتذكر الروايات العربية ان (سبأ من ولد يشجب من يعرب بن قحطان وتسميه بعبد شمس وتفسر تسميته بسبأ بأنه كان يسبي الذراري والاطفال فسمي لذلك بسبأ).
وفي التوراة ذكر اسم باعتباره من نسل كوش بن حام (1) وفي المرة اخرى ذكر انه ولد يقطان.
واغلب الظن ان السبئيين في الاصل شعب بدوي كانوا يتنقلون بين شمال الجزيرة العربية وجنوبها ثم استقروا في بلاد اليمن في حوالي عام 800ق.م، تحت ضغط الاشوريين عليهم من جهة الشمال.
وقد استغل السبئيون ضعف المعينيين واخذوا يوسعون نفوذهم على حساب الدولة المعينية ثم قضوا على هذه الدولة لما اشتدت قوتهم واقاموا دولتهم على انقاضها وورثوا لغتها وتاريخها وحضارتها واشتغلوا محلهم في نقل التجارة بين الهند والحبشة ومصر والشام والعراق واصبحوا في القرون التالية قبل الميلاد اعظم الوسطاء التجاريين بين هذه الاقطار .
ويذكر(هومل) ان السبئيين كانوا يستوطنون في الجوف في بلاد العرب الشمالية ثم ارتحلوا الى جنوب الجزيرة العربية في القرن الثامن قبل الميلاد واتخذوا عاصمتهم في صراوح قم في مأرب التي سميت بهذا الاسم نسبة الى موطنهم الاصلي اربيي او يارب(2).
المرحلتان التاريخيتان لعصر الدولة السبئية:
تبعا لما جاء في النقوش السبئية يمكن تقسيم عصر الدولة السبئية الى مرحلتين تاريخيتين هما:
المرحلة الاولى: وهي مرحلة(المكارب) وتمتد من عام 800الى عام 650ق.م، وفي هذه المرحلة كان حاكم دولة سبأ يلقب(بالمكرب) اي المقرب من الالهة والناس ، او الوسيط الذي يقرب بين الالهة والناس . وكانت صرواح اول عاصمة لمكارب سبأ ثم نقلوا عاصمتهم الى مأرب .
المرحلة الثانية: وهي مرحلة ملوك سبأ وتمتد الى عام 115ق.م، وفي هذه المرحلة كان حكام سبأ يلقبون بالملوك .
مكارب سبأ واهم اعمالهم:
يذكر ان (سمه علي) هو اول المكارب ومؤسس دولة سبأ وتبين من نقش من عهده انه كان يقدم البخور باسمه ونيابة عن شعبه الى الاله (المقة)اله القمر. وفي حوالي عام 780ق.م، خلفه ابنه (يدع ايل دريح) الذي شيد معبدا للاله المقة في صرواح واقام معبدا اخر لهذا الاله في مأرب وقدم القرابين الى الاله عشتار .
وخلف يدع ايل دريح ابنه (يثع امر) الذي ينسب اليه تشييد معبد للاله المقة في بلدة دابز بين مأرب ومعين في الجوف ويستدل من ذلك على وقوع صدام بين السبئيين والمعينيين في هذا الموضع ثم قام ابنه وخليفته (يدع ايل بين) بتحصين ابراج مدينة نشن المعينية.
ومنذ القرن السابع قبل الميلاد اولى مكارب سبأ اهتمامهم بالإصلاحات الزراعية فقد وزع(كرب ايل بين) وابنه من بعده (دمر علي ذريح) الاراضي الواقعة حول نشن على الفلاحين لاستصلاحهم واستغلالها في الزراعة.
اما(سمة علي بنف) ابن (زمر علي) فقد شيد حوالي عام 600ق.م، سدا على مدخل وادي (زنه) بمأرب لحجز مياه الامطار والسيول يعرف بسد (رحب) مما ساعد على تنظيم ري المناطق المجاورة طوال العام ولكنه لم يكن يفي باحتياجات جميع الاراضي الزراعية فعمد ابنه وخليفته (يثعمر امربين) الى زيادة حجم هذا السد طولا وعرضا وارتفاعا، كما اقام سدا اخر اعظم من يعرف باسم (سد حبابض) بلغ طوله بنحو800ذراع وبهذين السدين اتسعت رقعة الارضي الزراعية في مأرب وازدادت ثروة البلاد.
وقد اشار القرآن الكريم الى مأرب ذلك البلد الطيب الذي كان يشتمل على جنتين عن يمين وشمال.
وقد رمم سد وادي زنة واصلح في العصور التالية ولكن اضطراب احوال الدولة السبئية فيما بعد واهمالها له عجل بتصدعه ثم انهياره تحت وطأة سيل العرم وترتب على ذلك تحول الاراضي الزراعية الى ارض مقفرة مما ادى الى هجرة بعض القبائل الى مشارف الشام والعراق والبحرين.
وآخر مكارب اليمن يدعى (كرب ايل وتر) الذي تخلى عن سياسة التعمير واتجه نحو التوسع العسكري فهاجم الدولة المعينية وقضى عليها كما انتصر على القتبانيين وسجل انتصاراته على جدران معبد صرواح قربانا للاله المقة والاله عشتر.
وبعد ذلك اتخذ (كرب ايل وتر) لقب(ملك سبأ) واصبح بذلك اول حاكم في سبأ يلقب بهذا اللقب .
ملوك سبأ وتطور احوال الدولة:
في الفترة الاولى من العصر الملكي في سبأ وخاصة منذ عام 500ق.م، اعتلى العرش اسرات قوية قامت بدور خطير في سياسة بلاد العرب الجنوبية ومن بينها اسر همدانية .
وفي ذلك الوقت اصبح لسبأ اسطول تجاري كبير كان ينقل تجارة الشرق ومنها الحرير والتوابل والبخور والعطور وغيرها من الهند واليمن الى مصر والبلاد الاخرى المجاورة. واثناء ذلك حدثت تغيرات كثيرة في النظم السياسية والاجتماعية وفي الدين بظهور آلهة جديدة مثل (ذو السماء) او (ذو سماوي) او(رب سماري).
ومنذ عام 350ق.م، بدأ ملوك سبأ يتعرضون لمتاعب كثيرة عندما عملوا على القضاء على الاستقلال الامارات ودمجها في المملكة فأثار ذلك اصحاب المصالح الاقطاعية وخاصة في القبائل القوية ولم تلبث لن قامت اضطرابات وثورات داخلية عنيفة، فاضر ذلك بالأوضاع الاقتصادية والسياسية لمملكة سبأ مما جعل الدول الاجنبية تتدخل في شؤنها وخاصة بعد ان فقد السبئيون السيطرة على البحر الاحمر وسواحل افريقيا نتيجة لانتقال التجارة البحرية من ايديهم الى البطالة والرومان.
وفي الفترة الاخيرة من العصر الملكي حدث نزاع خطير حول العرش في سبأ اصاب البلاد بالخراب والدمار وحول مساحات واسعة من الاراضي المزروعة الى صحاري مقفرة. وقد استفاد الريدانيون والحميريون من هذا النزاع وتمكنوا في النهاية من انتزاع العرش في سبأ في عام 115ق.م، اسرة حاكمة جديدة اتخذ ملوكها لقب (ملوك سبأ وريدان) وبدا قيام الدولة الحميرية.
_______
(1) وهب بن منب: كتاب التيجان في ملوك حمير، حيدر آباد الداكن .ص48.
(2) د. جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام .ج2،ص106.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|