أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-12-2016
![]()
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 1-3-2017
![]()
التاريخ: 10-5-2017
![]() |
قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ } [البقرة : 6]
لما بين تعالى حال المؤمنين وصله بذكر الكافرين والكفر في الشرع عبارة عن جحد ما أوجب الله تعالى معرفته من توحيده وعدله و معرفة نبيه و ما جاء به من أركان الشرع فمن جحد شيئا من ذلك كان كافرا وهذه الآية تدل على أن في المكلفين من لا لطف له لأنه لو كان لفعل و لآمنوا فلما أخبر أنهم لا يؤمنون علم أنهم لا لطف لهم وتدل على صدق النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) لأنه أخبر بأنهم (2) لا يؤمنون فكان كما أخبر و تدل أيضا على أنه يجوز أن يخاطب الله تعالى بالعام و المراد به الخاص في قول من قال الآية عامة لأنا نعلم أن في الكفار من آمن وانتفع بالإنذار.
__________________________
1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ص93-94 .
2- وفي النسخ الموجودة عندنا (ان هؤلاء) مكان (بأنهم) .
{ سَواءٌ } اسم بمعنى الاستواء ، والفعل منه استوى ، والوصف مستو ، وجملة {لا يُؤْمِنُونَ } خبر انّ ، و { سَواءٌ } مبتدأ ، و { أَنْذَرْتَهُمْ } خبره ، والجملة من المبتدأ والخبر معترضة بين « إِنَّ » وخبرها ، وعلى هذا يكون تقدير الكلام ان الذين كفروا لا يؤمنون ، حتى ولو أنذرتهم ، والهمزة هنا للتسوية لا للاستفهام .
منهج الإسلام :
سبقت الإشارة إلى أن تعاليم الإسلام ومبادئه على نوعين : عقائدية ، وعملية ، أي أصول وفروع ، عقيدة وشريعة عبّر بما شئت ، وموضوع العقيدة يتصل بنفس الإنسان ومشاعره ، وموضوع الشريعة أعمال الإنسان وأفعاله ، وقد دعا الإسلام إلى الايمان به عقيدة وشريعة .
أما المنهج الذي اتبعه الإسلام لانتشار دعوته فيما يتصل بالعقيدة فقد جاء بيانه في الآية 125 من سورة النحل : { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ والْمَوعِظَةِ الْحَسَنَةِ وجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُو أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وهُو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} [النحل : 125].
والمراد بالحكمة والموعظة الحسنة الاعتماد على العقل فيما يستقل بإدراكه ، كالألوهية التي يتوصل الإنسان إلى معرفتها بالإمعان والتأمل في خلقه ، وفي خلق السماوات والأرض ، وكنبوة محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) التي يعرفها الباحثون من سيرته ، وطبيعة رسالته . ..
أما منهج الإسلام في معرفة ما لا يستقل العقل بإدراكه من أصول العقيدة ، كبعض المغيبات فهو الاعتماد على وحي من اللَّه إلى نبيه الذي ثبت بدليل العقل نبوته وصدقه فيما أخبر به عن اللَّه جل وعز .
أما المنهج لاثبات الشريعة فهو الكتاب والسنة والعقل . . وترتكز أحكام هذه الأصول الثلاثة على المصالح والمفاسد ، الطيبات والخبائث ، العدل والبغي ، عبّر بما أردت : {ويُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ ويُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ ويَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ والْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف : 157]. . {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} [المائدة : 4]. . {وأَوحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ } [الأنبياء : 73] . . {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والْإِحْسَانِ وإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ويَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ والْمُنْكَرِ والْبَغْيِ } [النحل : 90].
واختصارا ان العقيدة منها ما يقوم على العقل ، ومنها على الوحي ، وأحكام الشريعة ترتكز على المصالح والمفاسد . . واستجاب للإسلام ودعوته الذين آمنوا بالغيب ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، وأعرض عنه الكافرون والمنافقون ، وقد ذكر اللَّه المؤمنين أولا في الآيات السابقة ، وثنّى بذكر الكافرين ، وثلَّث بالمنافقين وأوصافهم ، كما يأتي :
منهج بالحق :
الناس من حيث الالتزام بالحق وعدمه اثنان : الأول يلتزم به لوجه الحق ، سواء أوافق غرضه الخاص ، أو خالفه ، بل لا غرض له يتنافى مع الحق ، وإلا لم يكن ملتزما ، ومن أجله يضحي ، ويتحمل المشاق ، تماما كالمريض ، ينشد الصحة في شرب الدواء المر ، وفي ألم المبضع ، والثاني لا يلتزم بشيء ، ولا قيمة عنده لشيء إلا إذا اتفق مع غرضه وهواه ، ولا يبالي بالنقد ، مهما كان صائبا . . ولا يخلو هذا المستهتر من أحد اثنين : اما مستهتر بالحق باطنا وظاهرا ، في قلبه ولسانه ، واما باطنا لا ظاهرا ، ويسمى الأول كافرا ، والثاني منافقا في عرف القرآن ، ويفترق الملتزم بالحق عن المستهتر بكلا قسميه ، يفترقان من وجوه :
« منها » : ان الملتزم يشعر بالمسؤولية ، على العكس من غير الملتزم الذي لا يشعر بشيء .
و « منها » : ان الملتزم لا يؤمن بشيء إلا مع الدليل المقنع ، أما غير الملتزم فلا يؤمن بشيء اسمه دليل وحجة ومنطق ، فالمبرر عنده عدم المبرر إلا ما يريد . .
وإذا تظاهر بتبرير إرادته فإنما يفعل ذلك استخفاء من الناس ، وحرصا على حرمته عندهم .
و « منها » : ان الملتزم يفسح المجال للنقد ، ويرحب به ، ويصغي للناقد بامعان ، ويعدل عن رأيه إذا استبان له الخطأ ، وهذا هو المعني بقوله تعالى : {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَولَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [الزمر : 18] . وغير الملتزم : عنز ولو طارت (2) . . وقد صور اللَّه الذين يصرون على ضلالتهم بأدق تعبير وأبلغه في العديد من الآيات الكريمة : { وقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ وفِي آذَانِنَا وقْرٌ ومِنْ بَيْنِنَا وبَيْنِكَ حِجَابٌ فَاعْمَلْ إِنَّنَا عَامِلُونَ} [فصلت : 5] . . { إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ ولَو سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [فاطر : 14] .
و « منها » : ان الملتزم معفو عن خطأه إذا أخطأ بعد البحث والفحص ، ولا عذر لغيره ولا جزاء إلا اللعنة والعذاب .
وأكثر الناس لا يؤمنون ، ولا يقتنعون إلا بمصالحهم الخاصة ، من حيث لا يشعرون ، أو يشعرون . . وكيف تقنع جاهليا بأن أكرم الناس عند اللَّه أتقاهم وهو يعتز ويتعالى بنسبه ؟ أو تقنع حاكما بالعدل في حين ان حكمه وسلطانه قائم على العسف والجور . . أو تقنع محتكرا بتحريم الاحتكار وتركه ، وهو المصدر الأول لثروته ؟ .
ان هؤلاء ، ومن إليهم من المستهترين والمتمردين على الحق هم المقصودون بقوله تعالى :{ سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ } .
______________________________
1- التفسير الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج1 ، ص50-53.
2- قيل : ان رجلين ابصرا سواداً من بعيد ، فقال احدهما : هذه عنز . وقال الاخر : بل غراب وأصر كل منهما على ماقا ل .. وبعد ثوان طار الغراب . فقال الذي أصاب لصاحبه : أريت ؟ فقلا زميله : عنز ولو طارت .. فذهبت مثلا .
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا } هؤلاء قوم ثبتوا على الكفر و تمكن الجحود من قلوبهم، ويدل عليه وصف حالهم بمساواة الإنذار و عدمه فيهم، و لا يبعد أن يكون المراد من هؤلاء الذين كفروا هم الكفار من صناديد قريش وكبراء مكة الذين عاندوا و لجوا في أمر الدين و لم يألوا جهدا في ذلك و لم يؤمنوا حتى أفناهم الله عن آخرهم في بدر و غيره، و يؤيده أن هذا التعبير و هو قوله : { سَواءٌ عَلَيْهِمْ } ، {أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون}، لا يمكن استطراده في حق جميع الكفار وإلا انسد باب الهداية والقرآن ينادي على خلافه، و أيضا هذا التعبير إنما وقع في سورة يس وهي مكية و في هذه السورة و هي سورة البقرة أول سورة نزلت في المدينة نزلت ولم تقع غزوة بدر بعد، فالأشبه أن يكون المراد من الذين كفروا، هاهنا وفي سائر الموارد من كلامه تعالى: كفار مكة في أول البعثة إلا أن تقوم قرينة على خلافه، نظير ما سيأتي أن المراد من قوله تعالى : {الذين آمنوا} ، فيما أطلق في القرآن من غير قرينة هم السابقون الأولون من المسلمين، خصوا بهذا الخطاب تشريفا.
_______________________________
1- الميزان ، العلامة الطباطبائي ، ج1 ، ص48-49 .
إن الإنذار لا يجدي نفعاً مع هؤلاء ، فهم متعنتون في كفرهم {إنّ الّذينَ كَفُروا سَواءٌ عَلَيهِم ءَأنذرتَهم أمْ لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنون} بعكس الطائفة الاُولى المستعدّة لقبول الحق لدى أول ومضة .
هذه المجموعة غارقة في ضلالها وترفض الإنصياع للحق حتى لو اتضح لديها . من هنا كان القرآن غير مؤثر في هؤلاء . وهكذا الوعد والوعيد ، لأنهم يفتقدون الأرضية اللازمة لقبول الحق والإستسلام له.
______________________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج1 ، ص73.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|