أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-11-2016
593
التاريخ: 12-11-2016
416
التاريخ: 12-11-2016
767
التاريخ: 12-11-2016
1341
|
اللخميون :
على الطريق التجاري الشمالي كانت ثمة ثلاث دول اخرى تسمى اللخمية والغساسنة وكندة، وكانت عبارة عن قبائل من المهاجرين الجنوبيين ممن نزحوا من الجنوب الى الشمال بغرض التجارة او ربما على اثر انهيار سد مأرب وهو ما يرجحه كتاب الأخبار من العرب، ثم قامت هذه القبائل بتأسيس دول ظلت قائمة حتى ظهور الاسلام، وعلى خلاف تدمر والبطراء اللتين كانتا اقرب الى الآراميين والنبط كانت هذه الدويلات ذات سمات عربية واضحة، ويتضح من النقوش التي تم الكشف عنها في اراضي لخم (1) ان اللغة التي كانت متداولة في تلك المنطقة كانت أقرب الى العربية الشمالية (لغة الحجاز) وربما كانت نفس هذه اللغة في أوان ظهور الاسلام، وكانت تربط بين هذه الدويلات وبين العرب البدو الشماليين صلات وثيقة وعلاقات متعددة، وكان شعراء البادية يحضرون الى بلاطات الملوك اللخميين والغساسنة وينظمون في مديحهم القصائد، ولذا فان الاخبار والحكايات التي تتعلق بهذه الدويلات تعد أكثر من غيرها لدى كتاب الاخبار العرب، وكانت هذه الدويلات شبه متحضرة وشبه مستقلة وكانت كل منها تتبع واحدة من الدول الكبرى المجاورة وكانت كل منها اداة في يد كل من هذه الدول؛ فكان اللخميون تابعين للفرس، وكان الغساسنة يمدون أولياءهم بالعون في الحروب التي كانت تنشب بين الفرس والروم وكانوا يسيرون في ركبهم الى ساحات الحرب فكانوا ينعمون بصلاتهم وبحمايتهم، أما في أوقات السلام والانعزال عن الدول الكبرى فكانت هذه الدويلات تقوم بفتوحات في البادية او بالاقتتال فيما بينها.
كانت عاصمة الدولة اللخمية الحيرة، وهي مدينة في جنوب الكوفة الحالية على ساحل بحيرة النجف التي جفت اليوم ، و (حيرة) في اللغة السريانية تعني (قلعة) او (حصن)، وكانت هذه المنطقة بمثابة برزخ بين اراضي العراق وبادية الجزيرة العربية ونقطة التقاء بين اسلوبي الحياة الحضري والبدوي، وكان سكانها من مختلف قبائل العرب من شمالية وجنوبية (عدنانية وقحطانية) على السواء. وبناء على احدى الروايات، كانت امارة هذه المنطقة في اواسط القرن الثالث الميلادي في يد رجل من قبيلة ازد أو قضاعة (من عرب الجنوب) يسمى جذيمة ويلقب بالأبرش اي الأبرص، وقد دخل في حروب مع الزباء (زنوبيا) ملكة تدمر، وفي النهاية سقط في يدها اسيرا فقتلته في عام 270 ميلادية، وخلفه في الامارة ابن اخته عمرو بن عدي بن نصر من قبيلة لخم وبه بدأت سلسلة ملوك اللحميين الذين يطلق عليهم أيضاً اسم المناذرة وآل نصر، واستمروا في الامارة حتى عام 602 ميلادية، وقد حكم الحيرة ما يقرب من عشرين ملكا من هذه الاسرة في غضون ثلاثمئة ونيف من السنين بلا انقطاع سوى في فترتين قصيرتين.
كانت دولة الحيرة حاجزا يحول بين بلاد الفرس التي كانت تسيطر على اراضي العراق في ذلك الوقت وبين عرب البادية، فكانت بمثابة نقطة حراسة في مواجهة الروم، ومن ثم فقد كانت حمايتها والابقاء عليها موضع اهتما دولة الفرس، وكان الملوك الساسانيين يستمدون من الحيرة عونا كبيرا في حروبهم مع الروم، ويرتبط تاريخ اللخميين بصورة كلية بتاريخ الساسانيين، لذا فتاريخهم معروف الى حد كبير نسبياً، بالإضافة الى ان المؤرخين البيزنطيين الذين عاصروهم يقدمون معلومات هامة عنهم. كان من كبار ملوك هذه الاسرة امرؤ القيس الأول الذي تم العثور على قبره في نمارة بحوران الشرقية، وعلى قبره نقش، يعد من الناحية التاريخية ومن ناحيتي الخط واللغة، وثيقة هامة، ومن كبار ملوكهم كذلك النعمان الأول ابن امرئ القيس، وهو صاحب القصر المعروف باسم الخورنق ، وأسطورة سنمار الشهيرة تتعلق به، ويروى ان يزدجرد الأول الساساني كان قد اسلم ابنه بهرام (بهرام حمار الوحش) منذ طفولته للنعمان ليقوم بتربيته، فأقام النعمان هذا القصر – حسبما تجري الرواية – ونشأ نشأة عربية، ولا يستبعد ان يكون بهرام قد عاش في صباه بالحيرة، اما ارتباط القصر باسمه ونشأته العربية بهذا القدر الذي تشير إليه الرواية فيعد مسألة غير مؤكدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر نقش غارة ونقش حران في (تاريخ اللغات السامية) لولفنسون، ص190-194.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|