العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه, ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص(1).

يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب(2).

 يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.  غير ان العلامة لبن خلدون استعمل لفظي العرب والاعراب بمعنى واحد فاستخدم لفظ العرب في وصفه طبائع الاعراب ومعايشهم , فهم الذين يعيشون خارج المدن ويشتغلون برعي الابل وتخذون من الخيام مساكن لهم ويظعنون من مكان لأخر حسب مقتضيات حياتهم وحياة انعامهم التي يتوقف معايشهم عليها وهم المقابلون لأهل الحضر وسكان الامصار(3).

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في التعريف بالعرب (يا ايها الناس ,ان الرب واحد , والاب واحد, وان الدين واحد وليست العربية بأحدكم من اب ولا ام, وانما هي اللسان , فمن تكلم العربية فهو عربي). العرب شعب قديم , قدم الاجناس البشرية , فقد وجد اسم العرب على اقدم النقوش المصرية القديمة. وذكر اسمهم على النقوش الفارسية ايضا بمعنى الامارات العربية التي كانت تنزل غربي الفارات , كما نجد عنهم اشارات كثيرة في النقوش الاشورية.

فمن اقدم النقوش المصرية الباقية المصرية القديمة الباقية عرفت كلمة (عامو) ومعناها البدو او الاسيويون, وهي تشير الى اعراب البدو الذين كانوا ينزلون حول مصر كما كانت بلاد العرب الجنوبية على اتصال وثيق مع بلاد النوبة(4).

لما كانت بلاد العرب الشرقية تقع على حدود العراق , فقد عرف سكانها القدماء- وهم السومريون والبابليون جيرانهم العرب-خاصة ان بلاد عمان كانت مورد النحاس الرئيسي للسومريين , وقد وجدت اشارات كثيرة عن بلاد العرب والشعب العربي على تمثال من حجر الديوريت للملك نارام-سين (حوالي 2400ق.م)وهو حفيد سرجون –اول ملوك السومريين(5).

اما على النقوش الاشورية فقد ذكر اسم العرب في نص كلمات الماك الاشوري شلما نصر-الثالث الذي قاد حملة ضد ملك دمشق الآرامي وحلفائه من العرب سنة 854ق.م, قال فيه: "قرقر مدينته  الملكية, انا دمرتها انا ابدتها, انا حرقتها بالنار مع 1200عربة حربية , 1200فارس, 20000 جندي لآرام دمشق,1000لجند بو العربي" (6), والى جانب ذلك وردت فقرات غير قليلة في التواريخ الاشورية القديمة تشير الى العلاقات العربية الآشورية.

يذكر مؤرخي الفرس ان قمبيز بن دارا مؤسس الامبراطورية الفارسية مر بشمال بلاد العرب سنة 525ق.م فعقد محالفه مع اهلها وهو في طريقه لغزو مصر(7).

كان اسم العرب الذي ذكر في مواضع كثيرة من التوراة , يقصد به شيوخ شمال بلاد العرب وصحراء بلاد الشام , يتضح ذلك من عبارة (ملوك بلاد العرب) التي وردة في سفر ارمياء(8).

اما مؤريخي اليونان والرومان القدامى, فقد اطلقوا اسم العرب على سكان الجزيرة العربية كلها, بينما يضيف هيرودوت(ت 425ق.م) اليها فلسطين وشبه جزيرة سيناء(9).كذلك وجدت القاب الملوك القدماء على نقوش العربية القديمة , وقد اضيفت اليها لفظ(عربي) فوجد في اثار العصر السبئي في جنوب الجزيرة العربية , نقش يقول (انا ملك حضر موت العربي ) الى جانب ان ابرهة-حاكم اليمن قبل النجاشي – اطلق اسم العرب في نقشه على اهل اليمن وسائر الجزيرة العربية(10).

كما اكتشف اسم العرب منقوشا على اثار العربية الشمالية للدلالة على اتساع السلطان والنفوذ , ففقد عثر على اقدم الكتابات المدونة في موضع (النمارة) وهو الحرة الشرقية من جبل الدوز , على شاهد قبر ملك عربي يدعى امرئ القيس ويرجع تاريخ النقش الى سنة 328م, ويتألف من خمسة اسطر يقول بها:

   1 - هذا قبر امرئ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم الذي نال التاج .

   2 - وملك الاسدين ونزار وملوكهم, وهزم مذحج بقوته.

   3 - وقاد الظفر الى اسوار نجران مدينة شمر وملك معدا.

   4 - واستعمل ابنائه على القبائل , وكلهم فرسان للروم في القوة.

   5 - هلك سنة 223يوم 7 من كــلول ليسعد ولده.

والتاريخ المدون على النص السابق بتقويم بصري, يقابل 7ديسمبر سنة 328م(11) وللنص اهمية تاريخية كبيرة, فهو اول نص عربي شمالي يرد فيه اسم ملك عربي, يجمع الجمع ويؤلف بين القبائل ويعيين نفسه ملك عليهم, وصاحب القبر هو امرئ القيس بن عمرو احد ملوك الحيرة.

ومما تجدر الاشارة اليه ان المؤرخين اليونانيين استعملوا لفظ سراقينوس  Sarakinos للدلالة على اسم شعب كان يسكن بلاد الشام او شبه جزيرة سيناء , ثم ثم توسعوا في استعماله حتى شمل كل الشرقيين وصار اسم ( Saracens ) وهو تحريف للفظ اليوناني السابق , يطلق على جميع العرب والشرقيين بلا استثناء, وفي العصور الوسطى اطلق على العالم الاسلامي(12).

_____________________

(1) مجمع اللغة العربية: المعجم الوجيز, القاهرة1400, ص 411-412.

(2) الالوسي: بلوغ الارب في معرفة احوال العرب , القاهرة 1924,ج1,ص77.

(3) ابن خلدون: المقدمة, المكتبة التجارية الكبرى بالقاهرة,ص149-152.

(4) محمد مبروك نافع :تاريخ العرب, عصرما قبل الاسلام و القاهرة 1949, ص40.

(5) محمد مبروك نافع: عصر ما قبل الاسلام, ص 42.

(6) محمد مبروك نافع: المرجع السابق و ص43.

(7) جواد علي, تاريخ العرب قبل الاسلام و المجمع العلمي العراقي, ج1, ص17-18.

(8) الكتاب المقدس: سفر ارمياء 25,:24.

(9) جواد علي: تاريخ العرب قبا الاسلام,ج1,ص 27.

(10) جواد علي: المرجع السابق, ج2, ص142.

(11) جواد علي: تاريخ العرب قبل الاسلام, ج3,ص191-192.

(12) حسن ابراهيم: تاريخ الاسلام السياسي, مكتبة النهضة المصرية,1969,ج1,ص3.