أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-04-2015
1334
التاريخ: 5-10-2014
1496
التاريخ: 13-02-2015
1315
التاريخ: 5-10-2014
1740
|
قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ} [المائدة : 66] سورة المائدة .
إقامة التوراة والإنجيل العمل بهما ، والمراد بما أنزل إليهم التعاليم التي كانوا يسمعونها من الأنبياء ، وهي المعروفة عند المسلمين بالأحاديث النبوية ، ومن فوقهم ومن تحت أرجلهم كناية عن السعة في الرزق ، تماما كما تقول : فلان غارق في النعم من قرنه إلى قدمه .
وفي معنى هذه الآية آيات كثيرة ، منها الآية 95 من الأعراف : { ولَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا واتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ والأَرْضِ } . والآية 12 الرعد : « إِنَّ اللَّهً لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ » . والآية 41 الروم :
{ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ } . والآية 30 الشورى :
« وما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ » . وترشدنا هذه الآيات إلى أمرين :
1 - ان ظهور الفساد ، ومنه الفقر والمرض والجهل ، إنما هو من حكم الأرض ، لا من حكم السماء ، ومن أيدي الناس الذين أماتوا الحق ، وأحيوا الباطل ، لا من قضاء اللَّه وقدره ، وان أية جماعة عرفوا الحق ، وعملوا به عاشوا في سعادة وهناء .
2 - ان التعبير في الآيات الكريمة بقوم وبالناس يدل على ان الشقاء يستند إلى فساد الأوضاع ، وان مجرد صلاح فرد من الأفراد لا يجدي شيئا ما دام بين قوم فاسدين ، بل يجر صلاحه عليه البلاء والشقاء ، قال تعالى : { واتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً - 25 الأنفال } ، أي ان الآثار السيئة لمجتمع سئ تعم جميع أفراده الصالح والطالح . . وليس من شك ان الشعب الكسول الخانع الخاضع للعسف والجور لا بد أن يعيش أفراده في الذل والهوان .
وعلى هذا يكون المراد بالإيمان الموجب للرزق هو الإيمان باللَّه مع العمل بجميع أحكامه ومبادئه ، لا إقامة الصلاة فقط ، بل وأداء الزكاة ، وجهاد المستقلين والمحتكرين ، وإقامة العدل في كل شيء ، وليس من شك ان العدل متى عم وساد صلحت الأوضاع ، وذهب الفقر والشقاء ، وهذا ما يهدف إليه القرآن .
لقد كشف الإسلام عن الصلة الوثيقة بين فساد الأوضاع ، وبين التخلف وآلام الانسانية بشتى أنواعها ، وسبق إلى معرفة هذه الحقيقة كل عالم من علماء الاجتماع ، وكل قائد من قادة الاشتراكية والديمقراطية وغيرها . . وإذا كان لدى هؤلاء شيء يذكر فعن الإسلام أخذوا ، ومنه اقتبسوا . . ولكن ما الحيلة فيمن ينفر من كل ما يمت إلى الدين بسبب ، لا لشيء إلا لأن اسمه دين .
{مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [المائدة : 66]. الضمير في منهم يعود إلى أهل الكتاب المذكورين في الآية صراحة ، وهم اليهود والنصارى ، والمراد بالأمة الجماعة ، ومعنى مقتصدة معتدلة ، والذين أطلق اللَّه عليهم وصف الاعتدال هم من اعتنق الإسلام من اليهود والنصارى بعد أن ظهرت لهم دلائل الحق ، وبينات الصدق . وقد ذكر أهل التاريخ والسير أسماء كثيرة لمن أسلم من أهل الكتاب ، أما الذين أصروا على الكفر بعد أن استبان لهم الحق فهم المقصودون بقوله تعالى : { وكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ } .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|