أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-5-2022
1777
التاريخ: 9-7-2022
1360
التاريخ: 3-10-2014
5100
التاريخ: 3-12-2015
4926
|
قال تعالى : {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ} [الأعراف : 8].
كثر الكلام حول حقيقة الميزان الذي يزن اللَّه فيه أعمال الناس ، حتى ان بعضهم قال : ان لهذا الميزان لسانا وكفتين . . والذي نفهمه من هذا الميزان - واللَّه أعلم بمراده - انه المقياس الذي يميز الطائع من العاصي ، والخبيث من الطيب ، وهذا المقياس هو أمر اللَّه ونهيه ، فإذا جاء أوان الحساب ينظر إلى ما فعل الإنسان وما ترك ، ويقارن بينهما وبين أمره ونهيه تعالى ، فإذا انطبق فعله وتركه على أمر اللَّه ونهيه فهو من الذين ثقلت موازينهم ، وكان عند اللَّه من المفلحين والراجحين ، وإلا فهو من الذين ثقلت موازينهم ، وكان من الظالمين الخاسرين أنفسهم بعذاب الحريق .
وبتعبير ثان : ان لكل شيء في هذه الحياة أصولا ، وضوابط علما كان أو أدبا أو فنا أو غير ذلك ، وبها يتميز الشيء عن غيره ، بل ويعرف جيده من رديئه ، وتسمى تلك الأصول والضوابط ميزانا ومقياسا ومنهاجا وحكما ، وكذلك الحساب في الآخرة له أصول وضوابط ، أو أطلق القرآن عليها كلمة الميزان ، وكلمة الصراط ، وهذه الأصول والضوابط ، أو الميزان لأعمال الناس وأهدافهم هو أمر اللَّه ونهيه ، فشأنهما في محاكمة الإنسان غدا كشأن الفقه والقانون في محاكمة المدعى عليه في هذه الحياة .
{ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ }وهم الذين محصت أعمالهم على أساس أوامر القرآن ونواهيه فجاءت كاملة وافية { فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } لأنهم لم يعثروا في الامتحان {ومَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ} وهم الذين ظهر البعد والتباين بين أعمالهم ، وبين أحكام اللَّه وتعاليمه {فَأُولئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِما كانُوا بِآياتِنا يَظْلِمُونَ } . قال كثير من المفسرين : ان المراد بالظلم هنا الكفر ، والصحيح انه التكذيب بآيات اللَّه مطلقا ، كما هو ظاهر الآية ، سواء أدلت تلك الآيات على وحدانية اللَّه ، أم على رسالة رسله ، أم البعث ، أم على حلاله وحرامه .
{ ولَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ } . بعد أن أمر سبحانه المشركين بقوله : اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وخوفهم من عذاب الدنيا بقوله : « وكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها » ومن عذاب الآخرة بقوله :
{ فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ }بعد هذا كله ذكرهم سبحانه بنعمه عليهم ، وانه هو الذي مكنهم في هذه الأرض ، وأعطاهم القدرة على تطويعها واستخدامها في مصالحهم ، قال أحد المفسرين الجدد :
لو لا تمكين اللَّه للإنسان في هذه الأرض ما استطاع هذا المخلوق الضعيف أن يقهر الطبيعة . . وإلا كيف يمضي ، والقوى الكونية الهائلة تعاكس اتجاهه ، وهي بزعم الملحدين والماديين التي تصرف نفسها بنفسها ، ولا سلطان وراء سلطانها .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثاني والعشرين من سلسلة كتاب العميد
|
|
|