أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
306
التاريخ: 16-10-2016
213
التاريخ: 16-10-2016
339
التاريخ: 17-10-2016
266
|
عصر بداية استخدام المعادن(1)
حضارة حلف:
يختلف المؤرخون في أصل هذه الحضارة التي تعد أول عهود ما قبل الأسرات في العراق، وقد وجدت آثارها في جهات مختلفة تمتد غربًا إلى منطقة العمق في سورية, كما وجدت شمالًا في الأريجية قرب الموصل.
وتتميز هذه الحضارة بأوانٍ فخارية مصقولة رقيقة الجدران، كان الواحد منها يلون بعدة ألوان زاهية جميلة ، وتعد الزخارف التي زينت بها هذه الأواني من أحسن ما خلفه الإنسان القديم على الفخار، كما تتميز هذه الحضارة أيضًا ببدء استخدام النحاس وزيادة القرى عنها في العصر السابق. وتدل الآثار التي اكتشفت في الأريجية على أن القرية كانت شوارعها مبلطة بالحجارة, وأنها كانت محاطة بسور, ووجدت بها بعض المباني العامة والمعابد كانت بين آثارها تماثيل صغيرة تمثل آلهة الأمومة؛ مما يدل على تقدم الحياة الاجتماعية والدينية.
وليس من الغريب أن تنسب هذه الحضارة إلى حلف التي تقع في الإقليم السوري وتخرج عن نطاق العراق؛ فقد وجدت آثارها في أماكن متفرقة من سورية مثل رأس شمرة "أوجاريت القديمة" إلى جانب وجودها في بعض الجهات في العراق.
هذا ويلاحظ أن كل الحضارات من أقدم العصور إلى عصر حضارة حلف ليست ممثلة في جنوب العراق؛ مما يرجح أن هذا الإقليم لم يكن صالحًا للسكنى حتى قيام هذه الحضارة.
حضارة العبيد:
يبدو أن الإقليم الجنوبي من العراق أخذ يصلح للسكنى ابتداء من عصر هذه الحضارة، وكان اختلاف ظروف البيئة في الجنوب والشمال خلال هذا العصر سببًا في وجود بعض الاختلافات في مظاهر الحضارة التي سادت في هذين القسمين، ويذكرنا ذلك بما حدث من تخصص إقليمي أثناء العصر الحجري الحديث في مصر, وهو يدعونا إلى التمييز بين حضارة العبيد الشمالية وحضارة العبيد الجنوبية.
فحضارة العبيد الشمالية تتميز بالفخار الملون والتماثيل الطينية الصغيرة والأواني الحجرية والأدوات العظمية، كما عثر في إحدى المناطق التي تنتمي لهذه الحضارة "وهي تبة جورا" على مجموعة من المباني المهمة "معابد ومنازل" استخدم الآجر في بعض أبنيتها ولم يستعمل الحجر في ذلك إلا نادرًا، وقد عثر على مقابر للأطفال في طبقات المنطقة؛ بينما كان البالغون يدفنون في جبانات أخرى على السفح عند أسفل التل, وكانت المقابر أحيانًا تغطى بالحصير.
أما حضارة العبيد الجنوبية فتعتبر أقدم حضارة ظهرت في هذا الجزء من العراق؛ حيث إن مخلفاتها تستقر على الأرض البكر، ومن أهم مواقعها تل أبو شهرين "أريدو" وأور وقلعة الحاج محمد "قرب الوركاء". ومن أهم ما يميزها الفخار الملون بلون يميل إلى الخضرة والحمرة أو اللون البني والرسوم التي تزينه ملونة بألوان مائية سوداء وهي تمثل أشكالًا هندسية ؛ مما يذكرنا بحضارة نقادة الأولى في مصر، وقد عثر كذلك على تماثيل طينية وأدوات وأوانٍ حجرية وبعض المناجل التي على شكل الهلال.
هذا وقد عثر على آثار مجموعة من المعابد يتضح منها أن عمارة المباني ذات المداخل والمخارج التي على أبعاد منتظمة تأخذ في الظهور منذ هذا العصر، وهذا الطراز يبدو بصورة واضحة في مقابر عهد الأسرتين الأولى والثانية في مصر. ويبدو أن حضارة العبيد على العموم جاءت عن طريق إيران إلى جنوب العراق ومنه انتشرت في الشمال، ومنذ ذلك الحين أحرز جنوب العراق قصب السبق في ميدان الحضارة؛ فبينما توصل أهل الجنوب في حضارة الوركاء التالية إلى بداية الكتابة ظل أهل الشمال يجهلونها, وعندما بدأ هؤلاء يستخدمونها كان أهل الجنوب "سومر" قد دخلوا عصرهم التاريخي(2).
حضارة الوركاء:
تتمثل هذه الحضارة في بضعة مواقع لم يعثر فيها على مقابر إلا في موقعي أور وخفاجة شرق بغداد؛ حيث عثر على بضع مقابر صغيرة، وقد عثر في الوركاء على برج مدرج من اللبن عرف باسم الزقورات(3) على جانبي درجه معبد أو معبدان يعرفان باسم المعبد الأرضي أو السفلي, ويحيط بالزقورة والمعبد الأرضي ساحة كبيرة بها حجر متعددة ويحيط بالجميع سور ضخم, كما وجدت بالمدينة معابد أخرى منها معبد إي - أنا "إلهة السماء التي عرفت فيما بعد باسم الإلهة عشتار" وهو يتوسط القسم الشرقي من المدينة, ومعبد جميل شيد لعبادة الإله آنو "إله السماء" في القسم الغربي من المدينة, وقد عرف باسم المعبد الأبيض لوجود طلاء في الجص على جدرانه.
وتتميز هذه الحضارة بوجود أقدم أمثلة النحت في السطوح المستوية ونحت كتل الأجسام "نحت التماثيل أو النحت المستدير". هذا فضلًا عما عثر عليه من آثار تدل على تطور في الصناعة مثل: الأواني الحجرية والأختام الأسطوانية وأدوات الزينة, وتتمثل في هذه الحضارة كذلك أقدم محاولات الكتابة، وهي كتابة بدائية استعملت فيها الصورة لتدل على معانٍ وكانت تكتب بقلم معدني ذي طرف مدبب على لوحة من الطمي قبل أن تجف، وامتازت هذه الحضارة أيضًا بنوع من الفخار الأملس المصبوغ بالأحمر والبرتقالي, كما أن المباني كانت تزخرف بقطع صغيرة من الفخار أو الحجر الملون, وهذه القطع كانت مخروطية الشكل وتثبت في الجدران المبنية باللبن في صفوف بحيث تبدو كأنها فسيفساء.
حضارة جمدة نصر:
آخر مرحلة سابقة للعصر التاريخي, وقد استطاع الإنسان فيها أن يصل إلى مرحلة متقدمة في الفن والكتابة؛ حيث نجد أمثلة متفوقة في العمارة ذات الفجوات التي على أبعاد منتظمة, وتطورت فيها صناعة الأواني الحجرية والفخارية وزخرفتها, كما أن الرموز التي استعملت للتعبير بالكتابة تعددت وبسطت حتى أصبح من الميسور أن يعبر بها عن أغراض أكثر من ذي قبل؛ على أن أهم موضوعات الكتابة التي عثر عليها في هذه المرحلة كانت تتصل بحسابات مختلفة منها ما يتعلق بالمعابد، وهذا يدل على مدى ارتباط النواحي الاقتصادية بتطور الكتابة, كما أنه يعتبر تمهيدًا للعصر التاريخي, ويمكن القول بأن التوصل للكتابة قد ساعد على تنظيم النواحي الاقتصادية بل والسياسية والاجتماعية كذلك، على أنه يجب ألا يغيب عن الذهن ما نلاحظه من اختلاف في ظروف البيئة بين مصر وبلاد النهرين؛ حيث إنها في الأولى قد ساعدت على توحيد كل من مصر السفلى والعليا قبل ظهور الكتابة بزمن طويل, أي إن سهولة الاتصال بين الجماعات التي عاشت فيها قد مكنت من تعاونهم واتحادهم فانضموا تحت لواء هاتين الوحدتين الكبيرتين، أما في الحالة الثانية "بيئة بلاد النهرين"؛ فقد كانت صعوبة الاتصال نسبيًّا سببًا في تكوين عدد من المدن تحكم كلًّا منها حكومة معينة، ويرى البعض أن بلاد النهرين توصلت منذ نهاية عصر التمهيد للكتابة إلى إيجاد نوع من الحكم الديمقراطي؛ إذ فرضت ظروف البيئة "التي كانت عرضة للكثير من الفيضانات والأعاصير وغارات الشعوب المجاورة" نوعًا من التنظيم الاجتماعي؛ وذلك لمواجهة خطر مشترك أو للرغبة في نفع مشترك؛ كالتحكم في مياه الأنهار واستغلالها وتحالف بعض المدن ضد القوى المعادية التي تهدد كيانها.
وكان التوصل إلى بعض مظاهر الحضارة في كل من مصر والعراق: إحداهما قبل الأخرى؛ مما جعل الأثريين والمؤرخين يختلفون فيما بينهم على أي الدولتين كانت أسبق من الأخرى في ميدان الحضارة؛ ولكن لم يمكن حتى الآن إثبات أسبقية حضارة إحداهما بصفة مؤكدة، كما أنه لا يوجد من الأدلة القاطعة ما يكفي لإثبات أن الحضارة قد انتقلت من إحداهما إلى الأخرى, وخاصة في تلك المرحلة السحيقة في القدم.
__________
(1) أطلق على هذا العصر في العراق أيضًا اسم ما قبل الأسرات, شأنه في ذلك شأن مصر, انظر أعلاه ص71.
(2) Georges Roux, Ancient Iraq. "Pelican a 828", p.81
(3) عن الزقورات انظر:
Andre', Parrot, "Ziggurats et Tour de Babel" Pars 1949
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|