أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
741
التاريخ: 16-10-2016
1100
التاريخ: 2024-01-03
979
التاريخ: 16-10-2016
882
|
كان سلوقس الملقب "بنيكاتور" Nicator (المظفر) يمتاز من بين قواد الإسكندر بالشجاعة، وقوة الخيال، والكرم الذي لا حد له... . وغضب أنتجونس الثاني حين جعلت بابل من نصيب سلوقس فزحف بجيوشه ليستولي على جميع بلاد الشرق الأدنى، ولكن سلوقس وبطليموس هزماه عند غزة. وكانت الأسرة السلوقية تعد هذه الحادثة مبدأ لتاريخ الإمبراطورية السلوقية والعصر الجديد، وهي طريقة في التأريخ بقيت في غرب آسية إلى ظهور الاسلام..... .
واغتيل سلوقس الأول في عام 281، وبعد أن حكم البلاد حكماً صالحاً دام خمساً وثلاثين سنة كسب فيها قلوب شعبه. وأخذت دولته بعد موته في التفكك، تمزقها الاختلافات الجغرافية والعنصرية، والتنازع العنيف على العرش، وغارات البرابرة من كل صوب. واستبسل أنتيوخوس الأول سوتر Soter (المنقذ) في حرب الغاليين؛ وعاش أنتيوخوس الثاني ثيوس (الإله)، عيشة الإدمان المستمر، كأنه أراد أن يثبت مرة أخرى ما تتعرض له البلاد ذات الحكومات الملكية المطلقة من خطر شديد؛ وبدأت زوجته لأوديسي Laodice سلسلة الدسائس والمؤامرات التي مزقت البيت المالك شر ممزق وقضت عليه في آخر الأمر. وكان أنتيوخوس الثالث الأكبر رجلاً عظيم الكفاية، حسن الثقافة؛ ويُظهره تمثاله النصفي المحفوظ في متحف اللوفر رجلاً يونانياً-مقدونياً جمع إلى شجاعة المقدونيين ذكاء اليونان. وقد استعاد بحروبه الطويلة معظم الأقاليم التي فقدتها الإمبراطورية من أيام سلوقس الأول، وأنشأ مكتبة في أنطاكية وناصر الحركة الأدبية التي بلغت ذروتها على يدي مليجر الغزي Meleager of Gaza في أواخر القرن الثاني. وحافظ هذا العاهل على العادة اليونانية، عادة استقلال المدن بشؤونها، وكتب إليها يقول إنه "إذا أمر بشيء يخالف القوانين، فعليها ألا تعير أمره التفاتاً، بل يجب أن تفترض أنه فعل ما فعل عن جهل". ولكنه قضت عليه المطامع المفرطة، والخيال القوي، والعشق العنيف. وهزمه بطليموس الرابع عند رافيا Raphia في عام 217، وضاعت منه فينيقية، وسوريا، وفلسطين. وخفف من وقع هذه الهزيمة وأعقابها حملته المظفرة إلى بكتريا والهند ، وهي الحملة التي جددت أعمال الإسكندر. وأغراهم هنيبال بأن يساعدهم على رومة فأرسل جيشاً إلى عوبية؛ وهام وهو في سن الخمسين بحب فتاة حسناء في خلقيس، وأخذ يغازلها غزلاً شريفاً، ثم تزوجها باحتفال عظيم، ونسي الحرب وقضى فصل الشتاء يستمتع معها بالسعادة. وهزمه الرومان في ترمبيلي، وطردوه إلى آسية الصغرى، وهجموا عليه هجوماً عنيفاً في مجنيزيا. ولم تطاوعه نفسه على السكون فتورط في حرب أخرى في بلاد الشرق مات في أثنائها بعد أن حكم ستة وثلاثين عاماً.
وكان ابنه سلوقس الرابع ميالاً للسلم، صرف شؤون الدولة بالاقتصاد والحكمة، واغتيل في عام 175 ق.م. وكان أصغر ابنيه في ذلك الوقت أركونا في أثينة، حيث ذهب ليدرس الفلسفة. فلما سمع بموت سلوقس، جمع جيشاً زحف به على أنطاكية، وخلع قاتل أبيه، واعتلى العرش. وكان أنتيوخوس الرابع أجدر أفراد هذه الأسرة بالاهتمام وأكثرهم أخطاء؛ ذلك أنه كان مزيجاً نادراً من الذكاء والجنون، والجاذبية، وقد حكم مملكته حكماً حازماً رغم ما ارتكبه من مئات المظالم والسخافات. فقد أجاز لعماله أن يسيئوا استخدام سلطتهم، وأطلق يد عشيقته في ثلاث مدن؛ وكان كريماً وقاسياً لا يعتمد في أحكامه على عقل ، يحكم ويصفح عن هوى، ويفاجئ البسطاء من أفراد الشعب؛ بالهدايا القيمة، ويلقي بالنقود على رؤوس الجماهير في الشوارع كما يفعل الأطفال المنتشون. وكان يحب الخمر والنساء والفنون؛ يفرط في الشراب، ويقوم من مجلسه في الولائم ليرقص عارياً مع أضيافه، أو يتعاطى نفايات الطعام والشراب. وكان رجلاً إباحياً شاءت الأقدار أن تحقق له ما كان يحلم به من سلطان. كان يحتقر وقار البلاط وزخرفه، ويمزح مزاحاً عملياً مع كبار رجال الدولة، ويتخفى ليستمتع بما يهيئه التخفي من الترف. وكان يسره أن يختلط بأفراد الشعب ليتعرف ما يقولونه عن الملك، وأن يتجول في أماكن الفنانين ليدرس أعمال الحفارين والصيّاغ ويناقشهم في التفاصيل الفنية لصناعتهم. وكان يشعر بحماسة صادقة للآداب والفنون والأفكار اليونانية، وبفضله ظلت أنطاكية مائة عام كاملة مركز الفنون في العالم اليوناني؛ وكان يجود بالمال بسخاء على الفنانين لينحتوا التماثيل ويشيدوا المعابد في
غير أنطاكية من مدن هلاس، فأعاد تزيين ضريح أبلو في ديلوس، وشاد دار تمثيل لتيجيا، وتبرع بالأموال اللازمة لإتمام الأولمبيوم في أثينة. وإذ كان قد قضى في رومة أربعة عشر عاماً وهو في سن يكون فيها المرء سريع التأثر بما حوله، فقد تشرب فيها بحب الأنظمة الجمهورية؛ وكأنما أراد أن يستبق عهد أغسطس، فكان يسره ويوائم مزاجه وسياسته أن يخلع على سلطته الملكية المطلقة ستاراً من الحرية الجمهورية. وكان أهم آثار هيامه بكل ما هو روماني أن أدخل ألعاب المجالدين في أنطاكية عاصمة ملكه. واستاء الشعب من هذه الألعاب الوحشية، ولكن أنتيوخوس استرضاه بما أقام له من الاستعراضات الفخمة الرائعة وما أنفق عليها من أموال طائلة؛ فلما أن ألف الشعب مظاهر التقتيل عد انحطاطه هذا نصراً له. وكان من مميزاته أنه بدأ حياته رواقياً شديد التحمس للرواقية، ثم اختتمها بعد أن تحول في غير عناء إلى الأبيقورية. وكان يستمتع بصفاته هذه استمتاعاً بلغ من قدره أن نقش على النقود التي ضربت في أيامه "أنتيوخوس الإله البَيِّن Antiochus Iheos Epiphanes ". ولما أن عدا طوره كما يفعل أمثاله من ذوي الخيال، حاول في عام 169 أن يفتح مصر. وكاد يتم له مما أراد لولا أن أمرته رومة، وكانت هي الأخرى تتطلع إلى الاستيلاء على مصر، أن ينسحب من أرض إفريقية بأجمعها. وطلب أنتيوخوس أن يتاح له بعض الوقت ليفكر في أمره، ولكن بوبليوس رسول رومة رسم في الرمل دائرة حول أنتيوخوس وأمره أن يقطع برأي قبل أن يجتاز محيطها. فاستسلم وهو غاضب ثائر، ونهب هيكل أورشليم ليسترد ما أنفق في حملته من الأموال، وطلب المجد كما طلبه أبوه من قبل في شن الحرب على القبائل الشرقية، ومات في فارس وهو في طريقه إلى هذه القبائل من الصرع والجنون والمرض.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|