أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
634
التاريخ: 16-10-2016
815
التاريخ: 16-10-2016
685
التاريخ: 16-10-2016
719
|
تقع مقدونيا في شمال شبه جزيرة اليونان(1)، وسكانها خليطً من شعوب متنوعة منها الشعوب الاغريقية والالبانية (التراقيون والاليريون) المحدثون(2). وكان هؤلاء يتكلمون لغة تنتمي الى أسرة اللغات الهندو- أوربية، ولكنها تختلف عن الفرع اليوناني(3).
وترجع أهمية مقدونيا الى سيطرتها على المداخل الشمالية لبلاد اليونان مما جعلها منبع الممالك القوية التي قدرتها ان تخضع بلاد اليونان وتقضي على استقلال المدن اليونانية، ومن أهم أنهارها هو نهر اكسيوس (Axcyes) ويجري من شمال مقدونيا الى جنوبها ويشطرها إلى شطرين(4)، اما مناخ مقدونيا فكان بارداً شتاءً معتدلاً صيفاً، تغرقه المياه في الربيع وان هذه الظروف المناخية ساعدت على تنشئة رجالٍ أشداء، وقدر لهذه المملكة الصغيرة ان تدمر الإمبراطورية الاخمينية الواسعة المترامية الأطراف(5).
ومن اشهر ملوكها فيليب الثاني (II-Philipus) (359-336 ق.م) الذي قام بتوسيع رقعة مقدونيا فأصبحت أقوى مملكة في شبه جزيرة اليونان وذلك بعد ان حقق انتصارا على الإغريق في موقعة كرونيا(6) (Careeruna) نحو (338 ق.م) واصبح فيليب سيد بلاد اليونان(7) وساعده في ذلك قيامه بإعادة تنظيم الجيش المقدوني واستيلاءه على مناجم الذهب في تراقيا وشبه جزيرة كارديا (Cardia) وهي مناجم تابعة للسلطة الاثينة(8). وبعد ان استتب له الأمر على بلاد الإغريق تم اختياره في مجلس الدول الإغريقية قائداً عاماً لبلاد اليونان، ومعنى ذلك الاعتراف بمقدونيا في عداد مجتمع الدول الإغريقية وعندها حاول توحيد بلاد الإغريق بزعامة مقدونيا وبعدها كون فيليب حلفا وجعل مقره في كورنثوس، وقرر هذا الحلف بإيعاز من الملك فيليب محاربة الأخمينيين(9).
وقام فيليب بأعداد المقدونيين إعداداً عسكرياً جيداً وكون منهم مملكة واستطاع في مدى خمسة عشر عاماً ان يخضع بلاد اليونان وفي النهاية اختاروه اليونانيين قائداً عاماً لكل بلادهم ليقود حملة عسكرية على آسيا وبلاد فارس(10)، لكن مشروع فيليب بغزو بلاد فارس حال بينه وبين تحقيقه بعد ان تلقى طعنة خنجر من (6) كرونيا (Careeruna): هي المعركة التي دارت بين فريقين الفريق المقدوني وحلفائهم والفريق الاثيني وحلفائهم من الطيبين في سهل كورنية حيث انقسم الفريق المقدوني الى ميمنة وميسرة وتولى فيليب قيادة الميمنة ليصدم الاثنين بقيادة ستراتو كليس (Strtoclus) وتولى ابنه الاسكندر وكان لا يزال في الثامنة عشر من عمره قيادة الميسرة ليقاتل الطيبين وفرقهم المقدسة بقيادة ثياجينس (Thiajins) وانتصر الفريق المقدوني بقيادة فيليب وصار ناظر الالعاب المقدسة وامين هيكل ابوللو في دلفي ورئيس مجلس الامفقطيون والقائد الاعلى لجميع الجيوش اليونانية.( اسد رستم تاريخ اليونان، من فيليب الى الفتح الروماني، (بيروت: منشورات الجامعة اللبنانية، 1969م)، ص16).
أحد خصومه الطامحين او الحاسدين أودى به(11)، ويقال ان مقتله كان من تدبير زوجته اولمبياس(12) (Olmpiace) وذلك عند حضوره حفلة زفاف ابنته كليوباترا على أمير ابيريوس الاسكندر وكان فيليب آنذاك في السابعة والأربعين من عمره وانتهى حكم الملك فيليب نحو (336 ق.م)( 13).
بعد ذلك تولى ابنه الاسكندر الحكم من بعده الذي ولد سنة (356ق.م)، يعد الاسكندر من اعظم عباقرة الحرب في التاريخ القديم(14).
ورث الاسكندر عن والده فيليب الثاني الحنكة العسكرية والسياسية، وكان أول واعظم فاتح عرفه التاريخ يغزو بلاد الإغريق واسيا الصغرى ومصر وبلاد بابل وبلاد فارس ووصل الى غرب الهند (15) ،وتذكر المصادر التاريخية عن حياة الاسكندر بانه ابن فيليب الثاني من الأميرة اولمبياس(16) ،هذا من الجانب الواقعي اما الجانب الأسطوري من حياته فيعد الاسكندر في مصاف الإله فهو ابن الإله زيوس (Zeys) من اولمبياس(17)، واولمبياس هي ابنة الملك بنويتوليموس(Pnoutleemus) ملك ابيروس وكانت تتعبد ضمن طائفة الاله ديونيسيوس واورفيوس( 18).
تولى الاسكندر الحكم وهو في عمر السادسة عشر وعند غياب والده استطاع اخماد تمرد في (تراقيا) وفي الثامنة عشر من عمره اشترك في مسيرة الجيش في كيرونيا(19).
عند اغتيال الملك فيليب نادى القائدان انتيباترو(20 ) (Antipatro) برمينون(21 ) (Parmenion) بالاسكندر بن فيليب ملكاً، ومن آثار اغتيال فيليب هو تمرد الأقوام الجبلية في الشمال وفي الغرب وبعض الدويلات الإغريقية عند ذلك بدأ الاسكندر بحملة عسكرية لتأديب الأقاليم المتمردة ثم زحف نحو تراقيا في ربيع عام (335ق.م) ووصل الى اليونان وتمكن من إخضاع القبائل الجبلية وتحالف مع الليريين الذين سبق لهم غزو مقدونيا(22).
وسار الاسكندر المقدوني على خطى والده بإكمال مشروعه في غزو الإمبراطورية الاخمينية فجمع الجيوش وأرسل بعض القوات لاحتلال الساحل المقابل للهيلسبونت(23) (Helespont)، كان الاسكندر بحاجة لثروات بلاد فارس من اجل المحافظة على الجيش المقدوني وتحسين أحواله(24).
_________________________
(1) محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، ص 1731.
(2)الموسوعة الثقافية، ص 742.
(3) عبد اللطيف احمد، التاريخ اليوناني العصر الهللادي، ص 121.
(4) المصدر نفسه، ص 122.
(5) اريسطندروس، الاسكندر الكبير اكبر فاتح عرفه التاريخ، ترجمة، عبد اللطيف شرارة، (بيروت، دار الروائع، بلا ت)، ص 10.
(7 ) محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، ص 1731.
( 8) اريسطندروس، الاسكندر الكبير، ص18.
( 9) محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، ص 1354،( بتري، المدخل) ،ص 54.
(10 ) مقال على شبكة الانترنيت، بلاد الرافدين تحت الحكم الفارسي، www.T-watan-com، ص2.
(11) السير جون. ا. هامرتن، تاريخ العالم، ترجمة : وزارة التربية والتعليم، ، (القاهرة: مكتبة النهضة المصرية، بلا ت )،مج3 ص32. ؛ جون جنتر، الاسكندر الاكبر، ترجمة: فاروق حافظ القاضي، (القاهرة: مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، 1963م)،ص36.
(12) الموسوعة الثقافية، ص 742.
( 13) H.G wells , The outline of history , ( London , 1951 ) , Vol, IV , P345
J. John popovic, Alexnder the creat of Macedon, (London, 2000), P.2.; )14 )
دون بفن، ارض النهرين، ترجمة : الاب ماري الكرملي ، ( بغداد ، بلا م ، 1956م) ص71-72.
( 15) السير جون أ- هامرتن، تاريخ العالم، مج 3، ص 272.
( 16) محمد شفيق غربال، الموسوعة العربية الميسرة، ص 272.
(17 ) اريسطندروس، الاسكندر الكبير، ص 35
( 18) السير جون- أ- هامرتن، تاريخ العالم، مج 3، ص 35.
( 19) أسد رستم، تاريخ اليونان من فيليبس الى الفتح الروماني، ص 17.
( 20) انتيباترو (Antipatro): هو القائد القدير الذي تولى امر مقدونيا منذ خروج الاسكندر حيث بقى يدير دفة الحكم في مقدونيا ويقر الامن والنظام في عاماً بعد عام.( بسام العسلي، الاسكندر الكبير المقدوني، (بلا م 1980م)، ص56.
( 21) بارمينيون (Parmenion): هو امهر قواد فيليب الثاني والساعد الايمن للإسكندر الاكبر في حملته ضد الاخمينيين واشترك في كل المعارك الرئيسة في السنين الثلاثة الاولى وفي موقعتي اسوس واربيلا نحو (332-331ق.م)، وتولى قيادة الجناح الايسر بينما تولى الاسكندر قيادة الجناح الايمن بقي في العاصمة اكبتانا ليحرس الكنوز الاخمينية وخطوط المواصلات الطويلة وبعدما اعدم ابنه فيلوتوس (Velutas) بتهمة الخيانة لم يعد الاسكندر يؤمن من جانبه وامر بقتله. (جون جنتر، الاسكندر الاكبر ، ص43.)
(22)H.G wells , The outline of history ,, P349
للهيلسبونت(23 ) (Hellespont)، كان الاسكندر بحاجة لثروات بلاد فارس من اجل المحافظة على الجيش المقدوني وتحسين أحواله( 24).
(23) هيلسبونت (Helespont): هو الاسم الاغريقي للبوغاز المضيق الذي يفصل أوربا عن آسيا ويعرف حديثاً بالدردنيل ( محمد شفيق غربال الموسوعة العربية، ص1990).
(24) ملاك محارب، ظهور مملكة اليونان، (بيروت: مكتبة العذراء، 2002م)، ص2. (بسام العسلي، الاسكندر الكبير المقدوني، ص61. ؛ صابر طعيمة، التراث الإسرائيلي في العهد القديم وموقف القران الكريم منه، (بيروت: بلا مط 1979م )، ص 285- 286.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|