أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-10-2016
355
التاريخ: 16-10-2016
385
التاريخ: 16-10-2016
290
التاريخ: 16-10-2016
350
|
وصول دارا للحكم وإخماد ثورات الأقاليم:
أن الفترة التي تضمنتها حكم دارا الكبير في أعوام حكمه الأولى ، تعد غامضة جداً في تاريخ الإمبراطورية ، وان إعادة تركيب الأحداث يحتاج إلى معرفة علاقة كل من بارديا بكَوماتا من جانب ، وعلاقة دارا الكبير بالأحداث من جانب آخر .
إن الكثير من الباحثين من أكد إن الكاهن المجوسي كَوماتا قد انتحل شخصية بارديا أو سميرديس الوارد في المصادر الكلاسيكية واعلن ثورته على قمبيز(1) . ويؤكد الأستاذ باقر هذه الفرضية إذ يذكر أن قمبيز أثناء وجوده في فلسطين قد وصلته أنباء ثورة تزعمها كَوماتا المجوسي الذي كان يشبه بارديا فادعى هذا العرش واعلن نفسه ملكا عام 522 ق.م(2). ويذكر الأستاذ برن ان ثورة قامت في اواخر عهد قمبيز تزعمها اخوه وسانده فيها كهنة المجوس وان هناك رواية أخرى وردت في تاريخ رسمي متأخر ، تقول ان الذي ثار على قمبيز هو شخص محتال أنتحل شخصية هذا الأخ الذي كان قمبيز قد قتله غيلة(3). وينفرد الأستاذ ديورانت برأي غريب مفاده ان الثورة التي اندلعت في أواخر عهد قمبيز قد تزعمها أحد الرجال الدين المتعصبين من اتباع المذهب المجوسي القديم وكان يعمل جاهداً للقضاء على الزرادشتية دين الدولة الفارسية الرسمي(4). غير ان ذلك لا يمكن الأخذ به بسبب إن الزرادشتية لم تصبح دين رسمي للدولة ألا في عهد دارا الكبير كما سنرى ، كما ان الكتابات المتوفرة عن ثورة كَوماتا لا تصرح بوجود عامل ديني للثورة .
ان المصادر الكلاسيكية لم توضع لنا بصورة جدية من الذي قتله دارا الكبير فهل هو فعلاً شخص مدعي اسمه كَوماتا او انه قتل بارديا ابن كورش الكبير وأخ الملك قمبيز، فان أخبار هذه المصادر متضاربة بهذا الخصوص . وإضافة إلى ذلك فلو راجعنا جميع المصادر الخاصة بمقتل بارديا فأننا لا نجد إن أخاه قد قتله ، ولا نستطيع أن نحدد كذلك الفترة التي قتل فيها(5) . غير ان الشيء الذي يلفت الانتباه هو ان المصادر قد أكدت ان المدعي كَوماتا المجوسي كان كثير الشبه من بارديا وبسبب هذا الشبه الموجود بين بارديا وكَوماتا المجوسي اعتقد عدد من المختصين بالتاريخ ألا خميني ، ان دارا قد ثار على بارديا الحقيقي بعد ان أنكر شخصه ووصفه بأنه المدعي كَوماتا المجوسي وبرر نكرانه لشخصية بارديا حقيقة ادعائه بان كَوماتا المجوسي يشبه بارديا شبهاً كبيراً بحيث لا يمكن التمييز بينهما وعليه فيظهر ان كَوماتا المجوسي كان شخصية وهمية لاوجود لها وقد فرضت على بارديا حتى يبرر دارا ثورته عليه ، لان بارديا واخاه قمبيز كانا يتمتعان بجماهيرية عالية لكونهما ابني كورش الثاني مؤسس الإمبراطورية الاخمينية . لذلك بسبب ما تقدم يبدو ان الشخص الذي ثار على قمبيز أثناء وجوده في مصر هو اخاه بارديا وليس المدعو كَوماتا المجوسي . ويبدو ايضا بأن استيلاء بارديا على العرش الاخميني لم يأتِ من رغبة حقيقية في الثورة على اخيه ، وانما جاء من شعور بوجود مؤامرة داخلية استغلت غياب الملك قمبيز عن البلاد واستغلت كذلك فشل حملاته العسكرية ، فاستبق بارديا هذه المؤامرة باستيلائه على مقاليد الحكم . وقد يجوز كذلك ان بارديا لم يثر على اخيه اطلاقاً وان انباء ثورته التي وصلت الى الملك قمبيز هي أخبار ملفقة وتمثل حلقة من سلسلة المؤامرات التي وضعها دارا للوصول للحكم(6). ومع هذا يمكن الاعتراض على هذه الفرضية في النقطة الخاصة بان الثورة اصلاً وأخبارها التي وصلت للملك قمبيز هي ملفقة من تدبير دارا الكبير اذ ان هناك من النصوص البابلية التي تذكر بان بارديا هو ملك بابل وملك البلدان(7) مما يؤكد ثورة بارديا وهكذا يمكن إعادة ترتيب الأحداث خلال الاعوام (524-522 ق.م) بالشكل الاتي :
1.تغطي الفترة من 524-522 ق.م فترة العمليات العسكرية لقمبيز وان فشل حملاته دفعت اخيه للثورة حفاظاً على حكم أسرة كورش الثاني .
2.ثار بارديا حاكم الأقاليم الشرقية سنة 522 ق.م على أخيه وسانده بالثورة الكهنة المجوس ، وربما كان كَوماتا شخص حقيقي واحد اتباع بارديا وهذا يعني ان الأخير لم يُقتل في بداية عهد قمبيز .
يحدد بعض الباحثين فترة حكم بارديا ما بين 11-اذار الى 29 - أيلول من عام 522 ق.م(8) . وعلى كل حال أعلن بارديا الثورة أعقبها وفاه قمبيز وكان الجيش الاخميني قد انحاز الى جانب الأمراء السبعة الذين كانوا بقيادة دارا الكبير الذي ينتمي الى فرع آخر من السلالة الاخمينية(9). اما بارديا فقد أعلن منذ البداية سياسة سلمية أثناء توليه العرش اذا صدر مرسوماً ينص على إيقاف الحرب وايقاف التجنيد للحرب لمده ثلاث سنوات(10) بيد ان دارا الكبير وأعوانه سرعان ما تمكنوا من القضاء على حكم بارديا مما سبب اندلاع ثورات الأقاليم في ماركيانا وسوسه وبابل وفارس وميديا وسورية الا ان دارا تمكن بمدة وجيزة إنهاء الاضطرابات(11).
لم يكن اخماد الثورات كافيا لإعادة الهدوء للإمبراطورية فكان على دارا الكبير ان يتخذ عدة خطوات هي :
1. التقرب من البيت الحاكم السابق .
2. نشر الوثائق السياسية الدعائية .
بالنسبة للجانب الأول فان المصادر تشير الى ان دارا الكبير تزوج من اتوسا (Atossa) ابنه كورش الثاني وقام بتقريب افراد عائلتها اذ بعمله هذا قد جعل من افراد البيت الحاكم السابق اتباعاً واعواناً(12).
اما الجانب الثاني فهو ربط نفسه في وثائقه بين فرعي عائلة قمبيز اذ يخبرنا في كتاباته ان الملوك الذين سبقوه هم كآلاتي : تايسبيس (جشيش)
- كورش الاول – قمبيز الأول – كورش الثاني – قمبيز الثاني من الفرع الأول ، وهو ينتمي الى اريارامنس – ارسامس – هستاسيس واخيراً هو من الفرع الثاني(13). وجاء في إحدى وثائقه :
(نحن من زمن سحيق نبلاء وان ثمان أشخاص من عائلتنا كانوا ملوكاً وان التاسع بينهم )(14).
كما عمد دارا الكبير الى تسجيل انتصاراته في منحوتة ضخمة عند جبل بهستون والمنحوتة عند سفح الجبل العظيم (بهستون) وقاعدته على حجر اسود وهي على مسيرة يوم من شرق كرمنشاه قرب طريق خرا سان(15). غير ان السؤال المطروح ما هو مقدار الاعتماد على ما ورد على لسان دارا ولاسيما في منحوتة بهستون ؟
يرى البعض انه لا يمكننا الاعتماد على ما ورد في منحوتة بهستون كليا إذ يبدو فيها واضحاً ان دارا قد وصف كل خصومه بالكذب واعتبر نفسه الصادق الوحيد في الوقت الذي نجد فيه بان الملك دارا نفسه كان عارفاً بان الناس سوف لا يصدقون بما جاء في هذه الكتابات من أخبار بحيث ضمن كتاباته لعنه الإله اهورامزدا لكل من يشك في صحة الاخبار الواردة فيها . والحقيقة ان سبب اتهام دارا لخصومه بالكذب وان لعنه اهورامزدا تحل في كل من يشك في صحة أقواله راجع الى كونه يعرف جيداً بأنه حكاية نسبه! وقصة كَوماتا كانت تلفيقاً ضد الملك
بارديا وان الثورات التي اندلعت ضده كانت بسبب اعتدائه على حرمة البيت الحاكم الذي أسس الإمبراطورية الاخمينية (16).
وهنا لابد من التساؤل من هو دارا الكبير ؟
ان كتابة بهستون الثلاثية اللغة تؤكد ان على ان دارا هو ابن هستاسبس(17).
ويرى الأستاذ كَرشمان ان دارا هو ابن هستاسبس حاكم بلاد بارثيا(18). ونحن ذكرنا ان دارا في كتاباته اكد على ثمانية ملوك سبقوه ولو دققنا الجانب الثاني من فرعي الاسرة لوجدنا نسبه كآلاتي : دارا-هستاسبس – ارسامس – اريارامنس – تايسبيس – اخمينس . ألا ان البعض يشكك بالنسب ويعتقد ان دارا لا يمت بصلة للبيت الحاكم وانه اختلق هذا النسب والاستناد في هذا الرأي يعود الى فكرة اللوح الذهبي العائد للملك اريارامنس الذي قلنا سابقاً انه مشكوك في أصالته(19)، وعليه يفترض أنصار هذه الفرضية ان الملك اريارامنس وابنة ارسامس من ابتداع دارا وان اللوح الذهبي المذكور هو من صنع دارا كذلك(20). غير انه لا يمكن تأييد هذه الفرضية خاصة وان كان دارا لا يمت بصلة للبيت الحاكم فانه لن يحصل على دعم الأمراء الستة الآخرين وبالتالي لن يحصل على دعم الجيش. وبناءً على ذلك يمكن إعادة ترتيب الأحداث خلال عامي 522-521 ق.م وبالشكل التالي:
1. اندلاع ثورة بارديا سنة 522 ق.م وانتحار قمبيز وانحياز الجيش للنبلاء السبعة نتيجة دعاية دارا التي أكدت ان الثائر هو كَوماتا المجوسي .
2. انتصار دارا وأنصاره على بارديا واعلان دارا نفسه ملكا على الإمبراطورية .
3. زواجه من ابنة كورش لإسناد موقفه اتجاه النبلاء واعدائه الثائرين ولتأكيد كون كَوماتا هو الذي اعلن الثورة .
4. اندلاع الثورات بوجه دارا لقتله بارديا صاحب الحق الشرعي في الحكم مما كان من دارا الا ان يقاتل من اجل العرش .
ملوك الاخمينين في أعقاب عهد دارا الأول ( 486-331 ق.م ):
عهد الملك احشويرش ( خشايارشا ) الاول ( 486-465 ق.م ) :
خلف دارا الاول في حكم الإمبراطورية الفارسية ابنه احشويرش الذي عينه دارا نفسه خلفاً له ، ولا نعرف الكثير عن حياة هذا الملك وانجازاته اذ انه قضى الشطر الأكبر من حكمه في حروبه مع بلاد اليونان ولهذا لا نمتلك معلومات كافية عن أوضاع الولايات الفارسية في عهده الا القليل
اما عن حياته الشخصية فمعلوماتنا عنها نزرة ايضا اذ نعرف ان له اخوة من ابيه الذي تزوج من ابنة احد المقربين أليه المدعو كوبرياس وكانوا اكبر من احشويرش وكان اثنان من اخوته يتوليان القيادة في الجيش (21). لقد كانت والدة
احشويرش هي اتوسا ابنة كورش الكبير الذي تزوجها دارا (22). ونملك معلومات ان احشويرش تزوج امرأة تدعى وشتي لا نعرف عنها اية معلومات الا ما ذكره العهد القديم(23). والمعلومات التي يوردها العهد القديم لا توضح لنا الا حادثة تطليق احشويرش لزوجته الملكة وشتي وهي قصة لا يمكن التسليم بها كحقيقة تاريخية وتبقى شخصية وشتي غامضة في الكتابات(24). وربما جاء سياق هذه القصة ليبرر الكتبة اليهود زواج احشويرش من استير اليهودية(25). واشارة العهد القديم غامضة حول كل من وشتي واستير ويكتفي بالقول ان احشويرش جعل استير محل وشتي(26). اما استير نفسها شخصية غامضة لا تقل غموضا عن وشتي فهي حسب ادعاءات العهد القديم يتيمة لم يكن لها اب اوام(27).. وقد رباها ابن عمها مردخاي بن يائير بن شمعي بن قيس الذي نعرف انه من الاسرى اليهود الذين جلبوا في السبي(28).
لقد كان احشويرش يمتلك شيئاً من الدراية السياسية والإدارية وقبل توليه العرش كان حاكما على بابل طوال (12) عاماً في عهد ابيه(29). الا انه نجده يؤكد في كتاباته على عنصره الفارسي ويقول عن نفسه انه سيد الأقطار ابن الارسين (30). وربما انعكس هذا التوجه على إدارته كما سنرى.
ابرز الأحداث في عهد احشويرش هو اندلاع الثورة المصرية التي يحدد الأستاذ عبد العزيز صالح تاريخ اندلاعها بحدود عام 488 ق.م(31)، في حين يجعل الأستاذ زايد تاريخ اندلاعها سنة 486 ق.م (32). وكان يقود الثورة رجل يدعى خباش(33). ويبدو ان الغرض من الثورة هو التخلص من نير الحكم الفارسي(34)، وربما كان عاملها المحرك هو فداحة الضرائب التي فرضها الفرس على مصر(35). لا نعرف الكثير عن سير الأحداث لهذه الثورة الا أنها استمرت عامين وتمكن الجيش الفارسي من إخمادها عام 484 ق.م وتم تعيين اخمينس اخو الملك احشويرش حاكما على مصر(36). لقد تغيرت سياسة احشويرش تجاه مصر اذ منع المساعدات المالية التي كان يمنحها دارا للمعابد المصرية واخذ الستراب اخمينس يطبق سياسة الاضطهاد ضد المصريين(37). كما أعيد استغلال محاجر وادي الحمامات وصودرت الكثير من أملاك المعابد ، ونعرف عن ازدياد استيطان الجاليات اليهودية في مصر في عهد احشويرش ونقرأ في الوثائق المصرية عن وجودهم في الفنتين(38). وكانت هذه الجالية مقسمة الى وحدات عسكرية برئاسة ضابط فارسي او بابلي(39).
في فلسطين نعرف من العهد القديم ان احشويرش قام باضطهاد اليهود هناك(40)، الا انه غير سياسته اتجاههم بناء على تأثير من استير اليهودية(41). كما نعرف ان سكان فلسطين لم يكونوا راغبين في وجود اليهود الذين أعيدوا الى فلسطين ومن بناء الهيكل فكتبوا شكوى الى الملك الاخميني بذلك(42).
لقد عرف العرب الرحل في هذه الفترة من خلال الكتابات اليونانية ونعرف انهم كانوا تابعين للفرس اذ اشار اسكيليوس(43). عن وجود ضابط عربي في جيش احشويرش كما أشار هيرودتس الى العرب في جيش احشويرش(44).
لقد كان احشويرش اخر الملوك الأقوياء في السلالة الاخمينية ومع ذلك فانه صرف حيويته في حربه مع بلاد اليونان الا انه اندحر في الموقعة الشهيرة سلاميس عام 480ق.م وحقق اليونانيون ثاني اضخم انتصار شهده القرن الخامس قبل الميلاد على الإمبراطورية العظيمة الفارسية(45)، وكانت سنوات حكمه الأخيرة قد قضاها في حياة الدعة والملذات وبدأت السلالة الحاكمة تنهار في معنوياتها فالواقع ان الإمبراطورية التي وضع اسسها كورش وأعادها دارا الأول لم تكن قد عاشت اكثر من قرنين، وبدأت إمارات الانهيار تظهر في أواخر حكم احشويرش حيث ساد الانحطاط والعنف والاغتيالات ومؤامرات نساء القصر(46). وقد انتهت حياة احشويرش بمقتله نتيجة مؤامرة دبرها مدير القصر ورئيس الحرس الملكي اردوان اتهم ابنه الاكبر بقتل أبيه فحكم عليه بالإعدام واعدم(47). ويعلل أر سطو(48)سبب اغتياله بقوله ان رئيس الحرس الملكي ويسميه ارتبانس قد قتل احشويرش عندما خشي ان يوشي به بشأن إعدامه لوزير احشويرش المدعو داريوس(49) .
عهد ارتحششتا (اردشير) الاول ( 465-424 ق.م ):
وصل ارتحششتا الاول للحكم بعد مقتل احشويرش سنة 465 ق.م ولا نعرف شيء عن الظروف التي احاطت بالامبراطورية من الناحية الداخلية ومن هو المسؤول عن مقتل احشويرش ؟ كما لانعرف ما علاقة ارتحششتا الاول بالمؤامرة وموقفه منها ؟ وربما كان لا رتحششتا الاول ضلع بالمؤامرة بدليل ثورة اخيه عليه قيثتاسب مدعيا احقيته بالعرش لكنه هزم مرتين سنة 462 ق.م وانتهى امره(50)، وعلى اثر ذلك اقدم ارتحششتا الاول . وعلى اثر ذلك اقدم ارتحششتا الاول على قتل جميع اخوته(51).
ابرز الاحداث في عهد ارتحششتا الاول هو اندلاع الثورة المصرية الثالثة عام 460 ق.م بقيادة رجل يدعى اناروس(52). وقد اسس اناروس مملكة في الاراضي المصرية امتدت من منطقة ماريا الى فاروس وجعل مدينة مربوط مركزاً لقيادته التي كانت بعيده بعض الشيء عن الحاميات الفارسية(53) وطبقاً لنص مصري نعرف منه ان ثورة ثانية ضد الاخمينين يقودها رجل يدعى اميرتايوس وكان مركزه في سايس(54). لقد تمكن اناروس بفضل قواته التي قادها من دحر الجيش الفارسي وقتل قائده واجبر القوات الفارسية على التراجع نحو منف (55). واقدم على عقد تحالف مع اثينا ضد الاخمينين(56). وقد نجح الثوار من استعادة اغلب الحصون التي كانت بيد الفرس(57). كما اقدم اناروس من احكام الحصار على منف التي سقطت بيده بعد معركة قتل اثناءها اخمينس الحاكم الاخميني(58). لم تكن الادارة الفارسية غافلة عن تطور الاحداث في مصر، فسارع الاسطول الفينقي المساند للقوات الاخمينية بقطع الطريق على السفن اليونانية في النيل وفرض الحصار عليها عام 457 ق.م، وبعد حصار طويل اقتحم الفرس مواقع السفن اليونانية سنة 455 ق.م(59).وسرعان ما تم سحق قوات اناروس والقاء القبض عليه واعدامه(60). بيد ان اميرتايوس استمر في ثورته في منطقة البو في مستنقعات الدلتا(61).
واعاد تحالفه مع اثينا، الا ان الاخيرة كانت تعاني من العديد من المشاكل وفي 449 ق.م عقدت مع الفرس معاهدة كإلياس(62).
اما في فلسطين فنعرف من خلال العهد القديم ان اهالي فلسطين كانوا رافضين للوجود اليهودي هناك والدعم الفارسي له ، وارسلوا شكوى بذلك للملك ارتحششتا(63). ونتيجة لذلك امر الملك الفارسي بإيقاف العمل في اورشليم حتى تصل اوامر من عنده، ويذكر العهد القديم ان العمل توقف حتى العام الثاني من عهد داريوس (الثاني)(64). ومع ذلك فيعود العهد القديم ويذكر ان ارتحششتا الاول تبنى مشروعا باعادة اليهود المسبيين بقيادة عزرا سنة 458 ق.م وارسل اوامر بدعم الحالية اليهودية(65). ومما تجدر الاشارة اليه ان اخبار العهد القديم متضاربة فبينما نجد في الاصحاح الرابع من سفر عزرا ان ارتحششتا امر بإيقاف العمل في اورشليم نجده في الاصحاح السادس يقول ان العمل استمر طيلة عهد كورش وداريوس الاول وارتحششتا وكمل العمل في 3-اذار-418 ق.م أي في السنة السادسة من عهد داريوس الثاني(66). ويعتقد الاستاذ باقر ان بناء الهيكل تم عام 515 ق.م أي في عهد داريوس الاول(67). الا ان ذلك لا يمكن اقراره اذ يذكر عزرا ان العمل انجز حسب اوامر كورش وداريوس وارتحششتا. ومن الطبيعي ان يكون المقصود بهم كورش الكبير وداريوس الاول وارتحششتا الاول . ثم يقول ان البناء انجز في 3-اذار من السنة السادسة من حكم داريوس، فمن غير المعقول ان يتم انجاز الهيكل في عام 515 ق.م والعهد القديم يذكر ان ايقاف العمل في الهيكل تم في عهد ارتحششتا الاول . فالمنطقي ان العمل توقف في عهد ارتحششتا الاول ثم استؤنف في عهد دارا الثاني ويعود العهد القديم ويذكر ان اورشليم حتى العام العشرين من حكم ارتحششتا أي عام 445 ق.م كانت ماتزال مهدمة(68).ونعرف ان ارتحششتا امر نحميا بالذهاب الى اورشليم لإعادة بنائها(69). ويذكر مكاريوس ان عزرا كان والياً على فلسطين حتى عام 445 ق.م(70)، وهذا يعني ان خروج نحميا هو نتيجة لاختفاء عزرا من مسرح الاحداث التاريخية ولكن اذا كان سفر عزرا يذكر ان بناء اورشليم تم في السنة السادسة من حكم داريوس اذاً كيف يمكن ان نفسر تحركات عزرا ثم نحميا ؟
يمكن القول بهذا الصدد ان عزرا قد خرج الى اورشيليم سنة 458 ق.م ادى الى سخط اهالي فلسطين فكتبوا الى ارتحششتا يدعون الى ايقاف العمل في الهيكل وان الاحداث التي تخص هذه الفترة تغطي السنوات من (458-445) ويمكن الاستنتاج ايضاً ان نحميا حاول اقناع ارتحششتا الاول بمشروعه سنة 445 ق.م ومن الاشارة التي تذكر ان العمل في اورشليم توقف في عهد ارتحششتا الاول ولم يعد البناء في المدينة الا في السنة الثانية من عهد داريوس الثاني يمكن التوصل الى حقيقة ان نحميا لم ينجح كل النجاح وان العمل في اورشليم لم يستؤنف الا في سنة
422 وأكمل سنة 418 ق.م . وقبل ختام الموضوع لابد من التحدث عن تحركات نحميا ابتداءً من عام 445 ق.م اذ نعرف ان الملك ارتحششتا الاول زوده بكتاب الى ولاة عبر النهر ليسهل مهمة نحميا(71). كما اعطى امراً باستخدام الاخشاب التابعة للمخازن الملكية من اجل استكمال العمل في الهيكل وسور المدنية(72) غير ان وصول نحميا اثار سكان المدنية(73). ويبدو ان اليهود لم يعبهوا بتهديدات القبائل هناك فتألفت قوة بقيادة سنبلط الحوراني وطوبيا العموني ومعهم القبائل العربية والعمونيون والاشدوديون من اجل ايقاف العمل في اسوار المدينة بالقوة(74)، ومع ذلك فيخبرنا نحميا ان العمل استمر في الاسوار وانجز خلال (52) يوماً(75). لا يمكن الاخذ بأخبار عزرا او نحميا بشيء من الثقة، فالأخبار المتضاربة يجعل من الصعب التأكد من الحقائق بشكل مضبوط، وبشكل عام ان تحركات اليهود لم يكن مرغوب بها لدى القبائل العربية هناك . لم يكن اليهود في فلسطين على وفاق تام في عهد ارتحششتا فجماعة عزرا ونحميا نتيجة اصرارهم على بقاء العنصر اليهودي نقياً لم ترق اجراءاتهم ليهود السامرة الامر الذي ادى الى انفصال الفئتين وقام يهود السامرة ببناء هيكلهم الخاص في جبل جرزيم عوضاً عن هيكل المعبد اليهودي عام 432 ق.م(76)
عهد دارا الثاني ( 424-404 ق.م ):
بعد وفاه ارتحششتا الاول سنة 424 ق.م وصل للحكم احشويرش الثاني ، الا اننا لا نمتلك معلومات كافيه عن هذا الملك نظراً لقصر المدة التي حكم بها ، اذ تولى العرش لمدة (45) يوماً ، وسرعان ما اغتاله اخوه سغديانس ، ثم قام داريوس بن ارتحششتا بقتل سغديانس وتولى العرش باسم داريوس الثاني(77) .
لقد كان داريوس قبل اعتلائه العرش منفياً في بابل هو وزوجته (بريزاد) بريستس ، التي كانت اخته في نفس الوقت(78).
اهم الاحداث في عهد دارا الثاني هي ثورة المصرية الرابعة ففي عام 420 ق.م عين دارا الثاني هيدارنس رئيساً للجيش في اسوان وقد رقي الى وظيفة محافظ للأقليم . ولما عاد الستراب ارسامس الى العاصمة الفارسية عام .41ق.م وجد هيدارنس الفرصة السانحة للثورة وقد عاونه الكهنة والمعبد والجنود المصريون معه قام المصريون بهدم معبد اليهود هدماً تاماً وكسروا حجارته وحرقوا البوابة وسقفه واخذوا اثاثه الذهبي والفضي غنيمة لهم(79). في نفس الوقت كانت الثورة المصرية التي اندلعت في عهد ارتحششتا الاول مازالت قائمة ، وفي عام 410ق.م تمكن امون حور الثاني(80). من اشعال نار الثورة في مصر وامتد لهيب الثورة الى الصعيد سنة 405ق.م وقد تمكن امون حور بعد عام واحد من طرد الحاميات الفارسية واعلان استقلال مصر مكونا الاسرة الثامنة والعشرين من الاسر الحاكمة في مصر(81)
ولكن هل توقيت ثورة امون حور الثاني مع تمرد هيدارنس على السلسة الفارسية هو محض الصدفة المجردة ام ان هناك علاقة بين الاثنين ؟ ومهما يكن من امر فأن علاقة كل من هيدارنس بآمون حور الثاني مازالت مجهولة .
في فلسطين استؤنف العمل في الهيكل بأمر من دارا الثاني سنة 422ق.م(82).وانجز بناءه في 3-أذار -418ق.م(83).
اما في اسيا الصغرى فقد ثار والي ليديا المسمى بيسوتنس وكادت ثورته تحقق اهدافها لولا المرتزقة اليونانيين في جيشه الذين خذلوه نتيجة تقديم دارا الاموال لهم ، فاضطر بيسونتس الى التسليم فعين دارا في مكان تيسافرنيس (84). وان ولاية ليديا كانت جزء من المنطقة التي يحكمها كورش ابن دارا الثاني الاصغر وكانت ادارته تشمل ليديا وفيريجيا الكبرى وكبدوكيا ومركز ادارته هو سهل كاستولس(85). ونعرف انه خلال الحروب البيلوبونيزيه(86). عقدت فارس معاهده مع اسبارطة سنة 412 ق.م اعترفت بها الاخيرة لحق فارس في استرجاع الاراضي التي تسيطر عليها اثينا في اسيا الصغرى والجزر الايونيه وتعهدت فارس بتزويد اسطول اسبارطة بما يحتاجه خلال عملياته العسكرية في البحار ضد اثينا . وبعد هزيمة اثينا استرجعت فارس ممتلكاتها المفقودة عدا ابيدوس التي احتفظت بها اسبارطة لموقعها الاستراتيجي(87).
لقد عم الفساد الاداري في عهد دارا الثاني والمؤامرات وبذرت الاموال الفارسية من اجل التدخل في الحروب الاثينية – الاسبارطية وعمت الفوضى الولايات الفارسية ولاسيما بلاد ليديا ومصر ونتيجة للتدخل الفارسي هزمت اثينا امام اسبارطة(88). كما اخذت هيبة الحكم تتلاشى وانتهى عهد دارا الثاني بوفاته في بابل سنة 404 ق.م والاضطرابات مازالت مشتعلة في انحاء الامبراطورية(89) .
عهد ارتحششتا الثاني ((404 – 359 ق.م)):
خلف دارا الثاني ابنه ارتحششتا الثاني وقد حكم فترة طويلة امتدت زهاء نصف قرن واجه خلالها العديد من المشاكل وكانت الامبراطورية في طريقها للانحلال (90).
اولى المشاكل التي واجهها ارتحششتا الثاني هو خطر تمرد اخيه كورش الصغير الذي ذكرنا انه كان حاكما لأسيا الصغرى في عهد ابيه ويرى الاستاذ باقر ان كورش حاول اغتيال اخيه ارتحششتا الثاني في يوم تتويجه في معبد بزركادة(91). الا ان زينفون يذكران ارتحششتا اعتقل كورش بعد ان اتهمه بمحاولة اغتيال وكان تيسافرنيس هو المحرض على اعتقال كورش(92). وقد اعتقل ارتحششتا اخيه بتهمة التآمر عليه لولا تدخل امه برسيتس التي تمكنت من اقناع الملك بالعفو عن اخيه واعادته الى سترابيه اسيا الصغرى . لقد كان كورش يسعى للاستحواذ على السلطة وكانت بريستس تقوم باسناده رغبه منها في ايصاله للحكم(93). ما ان عاد كورش الى ولاية اسيا الصغرى حتى اخذ يعد العده لإعلان العصيان مدعيا بأحقيته في الملك واستخدام عشرة الاف مرتزق يوناني سار بهم من سارديس واتجه نحو الجنوب الشرقي الى اعالي نهر مياندر ( يوك مندرس في اسيا الصغرى) حيث التحقت به في فيريجيا جيوش قائده اليوناني مينون من تساليا . وفي سيلانياي التحقت به جيش قائد يوناني اخر (كيلرخوس) .وسار الجميع الى بيسديا ثم شمالاً الى بلقاي وكيرامون اكودا ثم شرقاً الى مدينة سهل كايستر . وسلمته خلال رحلته الملكه ايبياكسا زوجة سينيسيس الرابع ملك كليكيا اموالا طائلة سلم جزء منها الى جنوده ثم عرج الى قونيه وليكاونيا وتيانا . اما منيون فقد سار مع قواته بطريق اخر واصطدم بقوات سنييسيس الذي كان مخلصا لارتحششتا وربما خطط معه لضرب جيش كورش الصغير ومنعه من عبور جبال طوروس وتمكن مينون من دحرها . وعبرت جيوش كورش منطقة طوروس بسهولة والتفت بعدها بوحدات مينون واطبق الجميع على مدينة وقصر ملك كيليكيه ونهبوها وعقد سينيسيس اتفاقية مع كورش تعهد الاول بمده بالمال والرجال ثم ساركورش بجيوشه خلال سورية فالعراق على طول الفرات سنة 401 ق.م ، ووصل الى موضع كوناكسا التي جرت بها معركة اسفرت عن مقتل كورش وتراجع القوات اليونانية عن طريق دجلة وشمال العراق ووصلوا الى البحر الاسود(94). اثناء الحرب الاهلية التي اندلعت بين الاخوين ارتحششتا وكورش اعلنت المدن الايونية في اسيا الصغرى الثورة ضد الحاكم الفارسي تيسافرنيس غير ان الاخير هاجم كايم التي طلبت العون من إسبارطة ، وفعلاً أرسلت إسبارطة جيشا الى الطرواد الذي عين عليه الحاكم الفارسي فارنابازوس قائداً محليا اسمه زينس من اهالي داردانوس وعندما وفاته خلفته زوجته مانيا التي أقنعت الحاكم الفارسي بقدرتها على إدارة المقاطعة بكل حزم وكفاءة وراحت هذه ضحية حيث قتلها وابنها وزوج ابنتها ميدياس الذي رفض قارنا بازوس الاعتراف به وارجع له ما أرسله اليه من هدايا . وبسط الجيش الأسبارطي المتقدم سيطرته على طروادة وايده ميدياس ثم على اتارينوس وتقدم الى كاريا وهنا عقدت الهدنة بين إسبارطة وفارس(95) .
وفي سنة 395ق.م شنت إسبارطة بقيادة ملكها اغيسيلوس الحرب على آسيا الصغرى ضد الحاكم للفارسي تسيافرنيس ودحر قواته في باكتولوس قرب سارديس وعين الملك ارتحششتا ثيثروستيس كحاكم جديد الذي قدم الى اسبارطة شروطاً للصالح تنص على اعتراف فارس بالحاكم الذاتي للمدن اليونانية في آسيا الصغرى وان يدفعوا الجزية التي كانوا يقدمونها بالأصل فقط .وطلب اغسيلوس هدنة أمدها ستة أشهر لاستشارة حكومته حول الشروط ويظهر ان حكومة اسبارطة لم توافق بالشروط لان القنال استمر وتقدم اغيسيلوس في فيريجيا وايده اوتيس امير بلافوغونيا ونبيل فارس يدعى سبيثريداتس أقنعه الزعماء الاسبارطيون على الثورة ضد فارس ، ويبدو ان انشقاقاً تم بين الحلفاء أدى الى انفصال اغسيلوس عن اوتيس وسبيثريداتيس بسبب الغنائم وكانت القوات الاسبارطية قد وصلت مدينة داسكيليوان الا ان صلحاً دفع بين حاكمها فارنابازوس وملك إسبارطة ،بيد ان تعاون فارنابازوس لاحقا مع كونون الاثيني أدى الى طرد الحاميات الإسبارطية في آسيا الصغرى وعادت الأخيرة تحت السيادة الفارسية ولكن في سنة 392 ق.م هاجمت إسبارطة بقيادة شيبرون ، آسيا الصغرى وحصل على تأييد مدينة افسوس ومغنيسيا وبراييني لها وخسرت بذلك اثينا ممتلكاتها في آسيا الصغرى حتى عام 389 ق.م عندما قامت اثينا يقودها ثراسيبولس باعادة سيطرتها على البسفور وبيزنطة وخالقيدون وكلا زوميناي ، غير ان اتفاق السلام الذي عقد عام 387ق.م بين الأطراف المتصارعة صارت بموجبه جميع مدن آسيا الصغرى الايونية وجزرها تابعة الى فارس وتتمتع بالحكم الذاتي(96).
اما في مصر فقد كان ارتحششتا الثاني يسعي لأعادتها الى حظيرة الإمبراطورية لان انفصال الولاية اضر كثيراً بواردات الدولة الاخمينية من الحبوب(97). لقد استغل الاخمينيون اضطراب الوضع في مصر نتيجة لتغير نظام الحكم بقيادة السلالة التاسعة والعشرين وقاموا بناءً على اشارة زنيفون بتحشيد قوات كبيره في ولاية فينقيا التي من دون شك هدفها مصر(98). في نفس الوقت كانت سوبد في شرق الدلتا .
ما تزال بيد الاخمينين وقد تقدم الفرعون الجديد اخوريس(99). نحوها وتمكن من دحر القوات الفارسية بعد سنوات حرب استمرت من (385-382 ق.م) اعقبها انسحاب القوات الفارسة(100). وتشير الدلائل على امتداد النفوذ المصري في عهد هذا الفرعون الى فلسطين وجنوبي فينيقية(101). الا ان ذلك لم يستمر طويلاً نتيجة اضطراب الأوضاع في داخل مصر(102).
عهد ارتحششتا الثالث ( 359-338ق.م ):
خلف ارتحششتا الثاني في الحكم ابنه ارتحششتا الثالث الذي اشتهر بالقسوة والشدة اتجاه رعاياه واول عمل قام به هو قتل جميع اخوته (103) .
لقد كانت الأوضاع داخل الدولة الاخمينية في عهد ارتحششتا الثالث في حاله يرثى لها اذ ان الفساد الإداري الذي بدأ يدب في أوصال الدولة منذ عهد احشويرش الأول ، أدى الى تدهور الإدارة وكذلك فان كثرة الثورات في الولايات لاسيما مصر قد أنهك الدولة ، ولكن يبدو ان عهد ارتحششتا الذي كان يمثل بداية الطريق نحو استعادة الدولة الاخمينية زمام الأمور غير ان الوجه الآخر للوضع كان يمثل صحوة الموت بالنسبة للإمبراطورية .
اخذ ارتحششتا الثالث يستعد من اجل اعادة السيطرة على مصر(104) . وجهز حمله عام 350 ق.م الا انها فشلت(105) . فما كان من ارتحششتا الثالث الا ان جهز حمله ثانيه معظمها من قوات المرتزقة اليونان وتولى قيادتها بنفسه . وصلت القوات الاخمينية مصر وبعد معركة عنيفة تم اختراق دفاعات مدنيه بلوزيوم وهرب الملك المصري نحو اثيوبيا وتم استعادة مصر عام 343 ق.م (106). وباحتلال الملك ألا خميني لولاية مصر استطاع ارتحششتا ان يعيد للإمبراطورية الاخمينية هيبتها ومكانتها بين دول المنطقة واثبت بذلك مقدرته العالية في الحكم(107). ومن ابرز نتائج انتصاره في مصر وجود صدى عميق في الولايات الاخمينية فقد أخذت تلك الولايات تعود للطاعة ماعدا ولاية البنجاب وولايات بحر قزوين التي أفلحت في المحافظة على استقلالها(108) .
اما سوريا فقد شهدت ازدهاراً خلال هذه الفترة اذ ازدهرت مدينة دمشق وكانت من اهم المدن السورية . كما ازدهرت اربع مدن فينيقية وهي ارواد وجبيل وصيدا وصور وقد سمح لكل منها بالاستقلال ، الذاتي في دولتها الصغيرة . وقد اتحدت هذه الدويلات في القرن الرابع قبل الميلاد وكونت اتحاداً جعل مركزها في مدينة جديده هي طرابلس التي يعني اسمها المدن الثلاث . منشأ هذه التسمية ان كلا من المدن الثلاث صور وصيدا وارواد كان لها مستوطن يمثلها في طرابلس قبل ان يتكون هذا الاتحاد الجديد ، حيث اتحدت أجزاء المدينة في السنة الأولى من حكم ارتحششتا الثالث فأصبحت عاصمة لمملكة فينيقية موحدة حيث يجتمع فيها المجلس المشترك في كل عام ويشترك فيه نحو 300 ممثل(109) . الا ان ذلك الازدهار لم يمنع المدن الفينيقية من الثورة بسبب تعسف الموظفين الفرس في المدن الفينيقية الا ان ارتحششتا اعد حمله كبرى من بابل عام 351 ق.م نحو صيدا التي دمرت تدميراً كاملاً فأعلنت المدن الفينيقية الاستسلام (110).
لم يستمر عهد ارتحششتا طويلاً اذ سرعان ما اغتيل على يد القائد باكوس عام 338ق.م فكان ذلك إيذاناً بانهيار الإمبراطورية الاخمينية(111) .
_________________________
(1) انظر: على سبيل المثال:
Ghirshman, Op. Cit, P.138; Bausani, Op. Cit, P.19; Wilber, Op. Cit, P.21.
(2) باقر، المصدر السابق، جـ1، ص576، جـ2، ص406، انظر ايضاً : باقر واخرون، تاريخ العراق القديم ، جـ1، ص259.
(3) برن، المصدر السابق، ص165.
(4) ديورانت، المصدر السابق ،جـ2 ، ص406.
(5) انظر : ص من الرسالة .
(6) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص52-53.
(7) المصدر نفسه ، ص53.
(8) المصدر نفسه ، ص53.
(9) الاحمد واحمد ، المصدر السابق ،ص373.
(10) برن، المصدر السابق، ص165.
(11) للمزيد من التفاصيل عن ثورات الأقاليم واخمادها . انظر : HPE, pp.107FF.
(12) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص54.
(13) Ghirshm an, Op. Cit, P.140.
(14) سامي سعيد الاحمد، العراق القديم، (بغداد: مطبعة جامعة بغداد ، 1978) ، جـ1، ص35.
(15) لسترنج، المصدر السابق ، ص222.
(16) باقر واخرون، تاريخ ايران القديم ، ص55.
(17) مارغريت روتن ، علوم البابليين ، ترجمة: يوسف حبي ، ( بغداد: دار الرشيد للنشر ، 1980) ، ص32.
(18) Ghirshman, Op. Cit, P.139.
(19) انظر ، ص من الرسالة .
(20) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص54-55.
(21) برن، المصدر السابق، ص191.
(22) Huart, Op.Cit, P.60; Phyllis. Ackersnan, xerxes I, In, EI, Vol, 19, p527,
(23) م . ك . م، ص9-10.
(24) استير: 1: 10-22.
(25) استير ، 2 : 5-17.
(26) استير ، 2 :17.
(27) استير، 2 :7.
(28) استير، 2 :5-7.
(29)Ghirshman, Op.Cit, P.190;
(30) Oppenheim, xerxes,P.316.
(31) صالح، المصدر السابق، جـ1، ص287.
(32) زايد، المصدر السابق، ص948.
(33) عصفور، معالم الشرق الادنى القديم، ص232.
(34) حسن، المصدر السابق، جـ13، ص100.
(35) زايد، المصدر السابق، ص948.
(36) المصدر نفسه، ص949، صالح، المصدر السابق، جـ1، ص287.
(37) حسن، المصدر السابق، جـ13، ص108.
(38) لقد تركت الجالية اليهودية في الفنتين كتابات مهمة، حول ترجمتها انظر:
H.L.Ginsberg, "Aramic Letters", In, ANET, PP.491-492..
(39) زايد، المصدر السابق، ص949-950.
(40) استبر، 3 :12-13.
(41) استير، 7 : 1-10، 8: 1-17.
(42) عزرا، 4 : 6.
(43) اسكيليوس (525-455 ق.م) : كاتب مسرحي يوناني ادخل تطويرات في فن المسرح امتازت مسرحياته القديمة بقلة التمثيل وكثرة غناء المغنين، ولكنه حقق في مسرحياته الاخرى التالية التناسب بين التمثيل. انظر: باقر، المصدر السابق،جـ2، ص575-576.
(44) فيليب حتي، تاريخ العرب، (بيروت: دار غندور للطباعة والنشر، 1974) ،ص75-76، سوسه، المصدر السابق، ص58، منذر عبد الكريم البكر، دراسات في تاريخ العرب قبل الاسلام، (البصرة: دار الكتب للطباعة والنشر، 1993)، ص50.
(45) حول معركة سلاميس وتفاصيلها انظر:
Oman, Op. Cit, P.217; Bengtson, Op.Cit, P.56ff; Kitto, Op.Cit, PP.114-116; Sykes, Op.Cit, vol,1,PP.202-205;Huart, Op.Cit, P.62; Steele, Op.Cit, PP.132-133.
(46) باقر، المصدر السابق، جـ2، ص410.
(47) ابومغلي، المصدر السابق، ص104.
(48) ارسطو :(384-322 ق.م) من اشهر فلاسفة الاغريق قاطبة كتب في مناحي عده منها المنطق وعلم الحياة والاخلاق والجمال . انظر: باقر، المصدر السابق، جـ2، ص593-599.
(49) ارسطو، السياسات، ترجمة: اوغسطينس بربارة البولسي، (بيروت: بلا. مط، 1957) ،ص292.
(50) ابو مغلي، المصدر السابق، ص104.
(51) باقر، المصدر السابق، جـ2، ص410، باقر واخرون، تاريخ ايران القديم، ص70.
(52) Huart, Op.Cit, P.64.
زايد، المصدر السابق، ص950، صالح، المصدر السابق، جـ1، ص488،عصفور، معالم الشرق الأدنى القديم،ص232.
(53) زايد، المصدر نفسه، ص950، صالح، المصدر نفسه، جـ1، ص288.
(54) المصدر نفسه، ص950، عصفور، معالم الشرق الادنى القديم، ص232.
(55) صالح، المصدر السابق، جـ1، ص288.
(56) Ghirshman, Op.Cit, P.194
زايد، المصدر السابق، ص951، صالح، المصدر نفسه، جـ1، ص288، باقر واخرون، تاريخ ايران القديم، ص70.
(57) صالح، المصدر نفسه، جـ1، ص288
(58) حسن، المصدر السابق، جـ13،ص112.
(59) Oman, Op.Cit, P.263.
صالح، المصدر السابق، جـ1، ص288، برن، المصدر السابق، ص261.
(60) حسن، المصدر السابق، جـ13، ص113.
(61) زايد، المصدر السابق، ص951.
(62) بتري، المصدر السابق، ص32، صالح المصدر السابق، جـ1، ص288، عصفور، معالم الشرق الادنى القديم، ص232.
(63) عزرا، 4 :7-13.
(64) عزرا، 4 :17-24.
(65) عزرا، 7: 1-28.
(66) عزرا، 6 :14-15.
(67) باقر، المصدر السابق، جـ2، ص300.
(68) تحميا، 1:3.
(69) نحميا، 2 :1-8.
(70) مكاريوس، المصدر السابق، ص32.
(71) نحميا، 2 :7.
(72) نحميا، 2 :8، انظر ايضاً:
John pairman, The Lebanon and Phoenicia, (Beirut, 1969) Vol, I, P.203.
(73) نحميا، 2 :1.
(74) نحميا، 4 : 7.
(75) نحميا، 6 :15.
(76) سامي سعيد الاحمد، تاريخ فلسطين القديم، (بغداد : مطبعة علاء، 1979) ص240.
(77) ابو مغلي ، المصدر السابق .ص105 .
(78) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ،ص71 ، ابو مغلي والمصدر نفسه ، ص105 .
(79) زايد ، المصدر السابق ، ص951 .
(80) امون حور الاول هو الاسم المصري لقائد الثورة المصرية اميرتيوس .
(81) صالح ، المصدر السابق ، جـ1 ،ص289 ، يذكر الاستاذ زايد ان الثورة المصرية اندلعت عام 405 ق.م ، انظر : زايد ، المصدر السابق ، ص953 .
(82) عزرا ، 4: 24 .
(83) عزرا ، 6 : 15 .
(84) ابو مغلي ، المصدر السابق ، ص105 .
(85) xenophon,op.Cit, p.17; p.53.
(86) الحروب البيلوبونيزية :- وهي الحروب التي نشبت بين اثينا وحلفائها واسبارطة وحلفائها ، وقد مرت في مرحلتين الاولى من عام ( 431-421) والمرحلة الثانية ( 413-404ق.م) وابتدأت الحرب عندما هاجمت كورنث لمدينة كير كيرا فتدخلت اثينا لصالح الأخيرة ، مما دفع اسبارطة للوقوف الى جانب كورنث . للمزيد من التفاصيل انظر: برن ، المصدر السابق ص315ومابعدها
(87) الاحمد والهاشمي ، المصدر السابق ،ص378 .
(88) باقر ، المصدر السابق ، جـ2، ص411 .
(89) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص71 .
(90) باقر، المصدر السابق، جـ1، ص581.
(91) المصدر نفسه ، جـ2 ،ص412 .
(92) xenophon, opcit, p.17.
(93) lbid, p.17.
(94) للمزيد من التفاصيل انظر :
(95) xenophon, op.Cit, pp.17-15.
(96) المصدر نفسه، ص379-380.
(97) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص73 .
(98) زايد، المصدر السابق، ص955.
(99) اخوريس :- تولى عرش مصر عام 393ق.م وهو ثالث ملوك الاسرة التاسعة والعشرين تحالف مع ملك سلاميس ايفا كوراس ضد الفرس وقد عزل عن العرش وعللت بردية سبب عزله لانه هجرة قوانين البلاد وتولى العرش من بعده ابنه نفريتس الثاني . انظر: زايد ، المصدر السابق ، ص956-958 .
(100) المصدر نفسه، ص965.
(101) المصدر نفسه ، ص956 .
(102) للمزيد من التفاصيل عن هذه الاوضاع انظر : عصفور ، معالم الشرق الادنى القديم ، ص234-235 .
(103) باقر المصدر السابق ، ص581 ، جـ2 ، ص415 ، الاحمد واحمد ، المصدر السابق ، ص376 .
(104) صالح ، المصدر السابق ، جـ1 ص294 .
(105) زايد ، المصدر السابق ، ص963 .
(106) المصدر نفسه، ص965-966.
(107) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص75 .
(108) ابو مغلي ، المصدر السابق ، ص108 .
(109) باقر ، المصدر السابق ، جـ2 ص309
(110) المصدر نفسه ، جـ2 ، ص310 ، زايد ، المصدر السابق ، ص963 ، فيفر ، المصدر السابق ، جـ1 ص75 ، عفيف بطرس مرهج ، موسوعة المدن والقرى اللبنانية ، ( بيروت : مؤسسة الارز ، 1972 )، جـ1 ، ص29-30 .
(111) باقر واخرون ، تاريخ ايران القديم ، ص75 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|