أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-10-2016
1555
التاريخ: 13-10-2016
1083
التاريخ: 11-10-2016
874
التاريخ: 2023-04-04
1177
|
حمل إنسان نياندرتال صفات بشرية مشابهة كثيراً لصفات الإنسان الحديث، وقد تواجد الإنسانان معاً في أوربا وغربي آسيا منذ نحو 30000 سنة خلت.
نياندرتال Neanderthal تسمية أُطلقت على نوع قديم من البشر، عُثر عليه أول مرة عام1856 في مغارة فِلدُهوفَر Feldhofer في وادي نياندر قرب دوسلدورف Dusseldorf في جنوبي ألمانيا. ثم تتالت الاكتشافات لبقايا الهياكل العظمية من مختلف المناطق ونسبها الباحثون إلى نوع بائد أُسمي إنسان نياندرتال Homo neanderthalensis الذي انتشر في مناطق أوربا ووسط آسيا والشرق الأوسط في الفترة الواقعة بين نحو200-40 ألف سنة خلت. وقد حمل هؤلاء النياندرتاليون صفات فيزيولوجية وحضارية متشابهة.
إذ كان النياندرتال قصير القامة، تراوح طوله بين 150-160 سم، ووزنه بين60-70كغ، وجهه مسطح وبارز إلى الأمام، عظام حواجبه غليظة وبارزة وجمجمته كبيرة، وهي أقل تدوراً وجبهته أكثر تراجعاً من جبهة الإنسان الحالي، كما أن ذقنه ضعيفة الظهور، وأسنانه كبيرة وقوية، وخاصة الأنياب، وفتحات أنفه واسعة، ويراوح حجم دماغه بين 1300-1500سم3، صدره عريض وعظامه غليظة وبنيته قوية تدل على إنسان تكيّف مع العيش خاصة في المناطق الباردة. وعلى صعيد آخر تمتع النياندرتال بقدرات ذهنية وحضارية واضحة، فهو قد استوطن مناطق جديدة وباردة لم تكن مسكونة من قبل، بعد أن أتقن صناعة الجلود وارتداء الملابس الدافئة، وأقام في الملاجئ والمغاور، بعد أن كيفّها بالشكل المطلوب؛ بل إنه أشاد الأكواخ البسيطة في العراء. وهو الذي طوَّر الاستفادة من النار التي دلت عليها المواقد المنتظمة التي أقامها في مواقعه.
وكان إنسان نياندرتال صياداً ماهراً، صنع حراب صيد فعالة وقتل حيوانات كبيرة وخطيرة، استفاد من لحمها وجلدها وعظمها، وهو صانع الحضارة الموستيرية Mousterian التي حققت إنجازات كثيرة ومهمة على أكثر من صعيد، بما في ذلك استخدام مختلف أنواع الأسلحة والأدوات الحجرية والعظمية والخشبية. كان النياندرتال أول من مارس المعتقدات الروحية والشعائر الدينية، التي عززت إنسانيته وأبعدت عنه صفة التوحش والبدائية التي نسبها إليه بعضهم، فهو أول من دفن موتاه بعناية كما تدل القبور النياندرتالية التي عُثر عليها في مختلف المواقع، وخاصة في فرنسا والعراق وفلسطين وسورية، حيث كُشف عن هياكل ليافعين وأطفال دُفنت في قبور منتظمة، بشكل فردي وأحياناً جماعي، مثنية أو ممددة على ظهرها أو جانبها أو مقلوبة، مطلية بالألوان ومزودة بالأسلحة والأدوات والأطعمة التي تدل على اعتقاده بالحياة بعد الموت. وقد خص رؤوس موتاه بعناية فائقة، فدفنها مستقلة. ومارس أحياناً أكل لحم ونخاع موتاه، مدفوعاً باعتبارات دينية واجتماعية، كالرغبة في اكتساب قوة الميت وذكائه، وليس إرضاءً للجوع، كما ظن بعضهم. ويسود رأي بأن النياندرتال قد عبد الدب ودفنه باهتمام مما يدل على أن هذا الحيوان المخيف قد تمتع بمكانة خاصة لدى المجتمعات النياندرتالية في أوربا وفي المشرق الأوسط حظي الغزال بهذه المكانة. يدور منذ زمن طويل نقاش حاد حول أصل إنسان النياندرتال ومصيره ومكانته بين الأنواع الإنسانية الأخرى التي سبقته أو لحقته، ويعتقد بعضهم أنه أتى من سلفه الهوموإرِكتوس Homo erectus ثم تطور نحو الإنسان العاقل Homo sapiens الجد المباشر للإنسان الحالي، في حين يرفض آخرون عدّ النياندرتال الجد المباشر للإنسان الحالي قائلين إن النياندرتال والإنسان الحالي يعودان إلى جد واحد مشترك هو الهوموإرِكتوس الذي تفرع منه خطان تطوريان: الأول، في أوربا، نحو النياندرتال الذي انقرض فيما بعد، والخط الثاني، في إفريقيا، نحو الإنسان العاقل الذي تابع تطوره حتى اليوم، على النقيض من النياندرتال المنقرض لأسباب لا زالت مجهولة. وتؤدي المكتشفات التي أتت من المشرق العربي القديم دوراً مهماً في هذا النقاش، وهناك من يقول إن النياندرتال الفلسطيني هو الذي انتقل فيزيولوجياً وحضارياً إلى نوع الإنسان العاقل صانع الحضارة الإنسانية بمعناها الشامل، وإن كان بعضهم يرفض هذه الفرضية، لأسباب ليست بعيدة عن العنصرية، إذ يصعب عليه أن يكون أصله من المشرق العربي القديم، حيث هناك دلائل تعاصر وتعايش مشترك بين النياندرتال والإنسان العاقل؛ مما أدى إلى تلاقح ثقافي وعرقي بين النوعين مسرحه هذا المشرق. ومهما يكن فإن هذا الموضوع لا زال بحاجة إلى المزيد من البحث والمعطيات الدقيقة بما في ذلك دراسات الحامض الآمينيDNA لتحديد العلاقة الوراثية بين مختلف الأنواع الإنسانية القديمة ومكانة النياندرتال بينها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|