المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



بإزاء كل فضيلة رذيلة  
  
2101   05:31 مساءاً   التاريخ: 7-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1 , ص94-99.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2019 1891
التاريخ: 17-7-2022 1839
التاريخ: 3-10-2020 5895
التاريخ: 17-8-2020 2011

بإزاء كل فضيلة رذيلة هي ضدها ، و لما عرفت أن أجناس الفضائل أربعة فأجناس الرذائل أيضا في بادئ النظر أربعة :

الجهل ، و هو ضد الحكمة ، و الجبن ، و هو ضد الشجاعة ، و الشره و هو ضد العفة ، و الجور، و هو ضد العدالة.

وعند التحقيق يظهر أن لكل فضيلة حدا معينا ، و التجاوز عنه بالإفراط أو التفريط يؤدى إلى الرذيلة ، فالفضائل بمنزلة الأوساط ، و الرذائل بمثابة الأطراف ، و الوسط واحد معين لا يقبل‏ التعدد ، و الأطراف غير متناهية عددا.

فالفضيلة بمثابة مركز الدائرة ، و الرذائل بمثابة سائر النقاط المفروضة من المركز إلى المحيط  فإن المركز نقطة معينة ، مع كونه أبعد النقاط من المحيط ، و سائر النقاط المفروضة من جوانبه غير متناهية ، مع أن كلا منها أقرب منه من طرف إليه.

فعلى هذا يكون بإزاء كل فضيلة رذائل غير متناهية ، لأن الوسط محدود معين ، و الأطراف غير محدودة ، و تكون الفضيلة في غاية البعد عن الرذيلة التي هي نهاية الرذائل ، و يكون كل منها أقرب منها إلى النهاية ، و مجرد الانحراف عن الفضيلة من أي طرف اتفق يوجب الوقوع في رذيلة.

والثبات على الفضيلة و الاستقامة في سلوك طريقها بمنزلة الحركة على الخط المستقيم ، و ارتكاب الرذيلة كالانحراف عنه ، و لا ريب في أن الخط المستقيم هو أقصر الخطوط الواصلة بين النقطتين ، و هو لا يكون إلا واحدا ، و أما الخطوط المنحنية بينهما فغير متناهية فالاستقامة في طريق الفضيلة و ملازمتها على نهج واحد ، و الانحراف عنه تكون له مناهج غير متناهية  و لذلك غلبت دواعي الشر على بواعث الخير.

ويظهر مما ذكر أن وجدان الوسط الحقيقي صعب ، و الثبات عليه بعد الوجدان أصعب ، لأن الاستقامة على جادة الاعتدال في غاية الإشكال ، و هذا معنى قول الحكماء «إصابة نقطة الهدف أعسر من العدول عنها ، و لزوم الصوب‏  بعد ذلك حتى لا يخطيها أسر» و لذلك لما أمر فخر الرسل بالاستقامة في قوله تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [هود : 112] ‏.

قال‏ شيبتني سورة هود (عليه السلام).

إذ وجد أن الوسط الحقيقي فيما بين الأطراف الغير المتناهية المتقابلة مشكل ، و الثبات عليه بعد الوجدان أشكل.

وقال (المحقق الطوسي) و جماعة : «إن ما ورد في إشارات النواميس من أن الصراط المستقيم أدق من الشعر، و أحد من السيف إشارة إلى هذا المعنى» و غير خفي بأن هذا التأويل جرأة على الشريعة القويمة ، و هتك لأستار السنة الكريمة ، و الواجب الإذعان بظاهر ما ورد من أمور الآخرة نعم يمكن أن يقال كما مر: إن الأمور الأخروية التي حصل بها الوعد و الوعيد كلها أمور محققة ثابتة على ما أخبر به ، إلا أنها صور للأخلاق ، و الصفات المكتسبة في هذه النشأة قد ظهرت بتلك الصور في دار العقبى بحسب المرتبة ، إذ ظهورات الأشياء مختلفة بحسب اختلاف المراتب و النشآت فمواد ما يؤذى و يريح من الصور في موطن المعاد انما هو الأخلاق و النيات المكتسبة في هذه النشأة.

وهذا المذهب بما استقر عليه آراء أساطين الحكمة و العرفان ، و ذكرنا الظواهر الدالة عليه من الآيات و الأخبار، و أشرنا إلى حقيقة الحال فيه.

وعلى هذا فالصراط المستقيم الممدود كالجسر على الجحيم صورة لتوسط الأخلاق ، و الجحيم صورة لأطرافها ، فمن ثبت قدمه على الوسط هنا لم يزل عن الصراط هناك و وصل إلى الجنة التي وعدها اللّه المتقين ، و من مال إلى الأطراف هنا سقط هناك في جهنم التي أحاطت بالكافرين.

ثم الوسط إما حقيقي و هو ما تكون نسبته إلى الطرفين على السواء كالأربعة بالنسبة إلى الاثنين والستة ، و هذا كالمعتدل الحقيقي الذي أنكر الأطباء وجوده ، أو إضافي و هو أقرب ما يمكن تحققه للنوع أو الشخص إلى الحقيقي و يتحقق به كمالهما «اللائق بحالهما»  وإن لم يصل إليه فالتسمية بالوسط إنما هو بالنسبة إلى الأطراف التي هي أبعد من الحقيقي بالإضافة إليه ، و هذا كالاعتدالات النوعية و الشخصية التي أثبتها الأطباء ، فإن المراد منها الاعتدالات التي يمكن تحققها للأنواع و الأشخاص ، و هو القدر الذي يليق بكل نوع أو شخص أن يكون عليه ، و إن لم يكن اعتدالا حقيقيا بمعنى تساوى الأجزاء البسيطة العنصرية و تكافؤها في القوة و الأقربية إلى الحقيقي بالنسبة إلى سائر الأطراف سمى إضافيا.

ثم الوسط المعتبر هنا هو الإضافي لتعذر وجدان الحقيقي و الثبات عليه ، و لذا تختلف الفضيلة بالاختلاف الأشخاص و الأحوال و الأزمان ، فربما كانت مرتبة من الوسط الإضافي فضيلة بالنظر إلى شخص او حال أو وقت ، و رذيلة بالنسبة إلى غيره.

وتوضيح الكلام أنه لا ريب في أن الوسط الحقيقي في الأخلاق لكونه في حكم نقطة غير منقسمة لا يمكن وجدانه و لا الثبات عليه ، و لذا ترى من هو متصف بفضيلة من الفضائل لا يمكن الحكم بكون تلك الفضيلة «هي الوسط الحقيقي ، إلا أنه لما كانت تلك الفضيلة»  قريبة إليه و لا يمكن‏ وجود الأقرب منها إليه له ، يحكم بكونها وسطا إضافيا لأقربيتها إليه بالنسبة إلى سائر المراتب فالاعتدال الإضافي له عرض ، وسطه الاعتدال الحقيقي ، و طرفاه طرفا الإفراط و التفريط ، إلا أنه ما لم يخرج عن هذين الطرفين يكون اعتدالا إضافيا ، و كلما كان أقرب إلى الحقيقي كان أكمل و أقوى ، و إذا خرج عنهما دخل في الرذيلة.

لا يقال : على هذا ينبغي أن يكون الاعتدال الطبي في المزاج أيضا كذلك أي له عرض وسطه الاعتدال الحقيقي و طرفاه خارجان عن الاعتدال الطبي حتى أنه كلما قرب إلى الحقيقي صار الطبي أقوى و أكمل مع أنه ليس الأمر كذلك ، إذ القياس يقتضي الخروج عن الاعتدال الطبي أو ضعفه لقربه إلى الحقيقي.

«بيان ذلك» أن الاعتدال الحقيقي في المزاج أن تكون أجزاء العناصر متكافئة القوة ، و الاعتدال الطبي في نوع الإنسان أو شخص من أشخاصه أن تكون الأجزاء الحارة مثلا من عشرة إلى اثنى عشرة ، و الباردة من ثمانية إلى تسعة ، و اليابسة من سبعة إلى ثمانية ، و الرطبة من ستة إلى سبعة ، فإذا كانت الأجزاء الحارة ستة ، و الباردة خمسة ، و اليابسة أربعة والرطبة ثلاثة كانت خارجة عن الاعتدال الطبي ، مع صيرورته أقرب إلى الحقيقي ، بل إذا فرضت تكافؤ أجزاء العناصر الأربعة حتى حصل نفس الاعتدال الحقيقي خرجت أيضا عنه فلا يكون الحقيقي وسط الطبي حتى أنه كلما يصير إليه أقرب يكون أقوى و أكمل.

لأنا نقول نحن لا ندعى : أن الحقيقي وسط الطبي بل هو أمر مغاير له ، و الحقيقي في طرفه الخارج ، فإن له طرفين : «أحدهما» أن تصير الأجزاء أقرب في التساوي مما كان للطبي إلى أن يبلغ إلى الحقيقي ، «و الثاني» أن يصير أبعد فيه مما كان له إلى غير النهاية ، إلا أن بعض مراتب الطرفين التي منها الاعتدال الحقيقي غير ممكن الوقوع فتأمل.

فإن قيل : إن الوسط المعتبر هنا إن كان إضافيا ، لكان له عرض كعرض المزاج ، فلا يناسب وصفه بالحدة و الدقة ، قلنا.

كما في عرض المزاج مرتبة هي أفضل المراتب و أقربها إلى الاعتدال الحقيقي ، كذلك في عرض الوسط للملكات مرتبة هي أفضل المراتب و أقربها إلى الحقيقي ، و هي المطلوبة بالذات ولا ريب في أن خصوص هذه ليس لها عرض واسعة ، فلا بأس بوصفها بالدقة و الحدة ، و أما سائر المراتب المعدودة من الوسط و إن لم تكن خالية عن شوائب الإفراط و التفريط ، إلا أنه لما كان لها قرب محدود إلى المرتبة المطلوبة بحيث يصدق معه كون النوع أو الشخص باقيا على كماله اللائق به عدت من الأوساط و الفضائل : كما أن غير الأقرب إلى الاعتدال الحقيقي من مراتب عرض المزاج يعد من الاعتدال : لكون النوع أو الشخص معه باقيا محفوظا بحيث لا يظهر خلل بين في أفعاله و إن لم يخل عن الانحراف ، و لو وصف هذه المراتب أيضا بالحدة و الدقة مع سعتها فوجهه أن وجدانها و الثبات عليها لا يخلو أيضا من صعوبة.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.