أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016
1993
التاريخ: 7-10-2016
1774
التاريخ: 7-10-2016
1888
التاريخ: 18-6-2022
1450
|
قد ثبت أن علاج كل علة بحسم مادتها و ازالة أسبابها ، و الاسباب المهيجة للغضب هي : الزهو(1)، و العجب و الفخر، و الهزل، و الهزء(2) و الذل ، و التعيير ، و المماراة ، و المضادة و الغدر ، و شدة الحرص على فضول المال و الجاه ، و هي بأجمعها أخلاق ردّية مذمومة شرعا ، و لا خلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب فلا بد من إزالتها بأضدادها.
فينبغي أن تميت الزهو بالتواضع ، و العجب بالمعرفة بنفسك ، و الفخر بمعرفة أنه من الرذايل و إنما الفخر بالفضايل و أما الهزل فتزيله بالجد في طلب الفضايل و الاخلاق الحسنة ، و أما الهزء فتزيله بالتكرم عن ايذاء النّاس و بصيانة النفس عن أن يستهزء بك ، و أما التعيير فبالحذر من قول القبيح و صيانة النفس عن مر الجواب و أما شدة الحرص على مزايا العيش فتزال بالقناعة بقدر الضّرورة طلبا لعز الاستغناء و ترفعا عن ذل الحاجة.
و كل خلق من هذه الاخلاق و صفة من هذه الصفات يفتقر في علاجها إلى رياضة و تحمل مشقة ، و حاصل رياضتها يرجع إلى معرفة غوائلها لترغب النفس عنها و تنفر عن قبحها ، ثم المواظبة على مباشرة الأضداد مدة مديدة حتّى تصير بالعادة معروفة و هينة على النفس ، فاذا انمحت عن النفس فقد زكت و طهرت عن هذه الرذايل ، و تخلصت عن الغضب الذي يتولد منها.
و علاجه عند هيجانه الاستعاذة من الشيطان و الجلوس إن كان قائما و الاضطجاع إن كان جالسا ، و الوضوء و الغسل بالماء البارد فان الغضب من النار كذا ورد في الحديث النبوي (صلى الله عليه واله) و أن يتفكر فيما ورد في فضائل كظم الغيظ و العفو و الحلم و الاحتمال قال اللّه تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } [الأعراف : 199] , و قال : {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [آل عمران : 134] , و قال : {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت : 34، 35].
و قال النبي (صلى الله عليه واله): «ما جرع عبد جرعة أعظم قدرا من جرعة غيظ كظمها ابتغاء وجه اللّه»(3) , و قال الباقر (عليه السلام): «من كظم غيظا و هو يقدر على إمضائه حشى اللّه قلبه أمنا و ايمانا»(4) , و قال الصادق (عليه السلام): «ما من عبد كظم غيظا إلا زاده اللّه عزا في الدنيا و الآخرة»(5) , و قال (عليه السلام): «كفى بالحلم ناصرا»(6) و قال «اذا لم تكن حليما فتحلم»(7).
و أن يخوف نفسه بعقاب اللّه أحوج ما يكون إلى العفو ، و أن يحدّث نفسه عاقبة العداوة و الانتقام و تشمّر العدو لمقابلته ، و أن يتفكر في قبح صورته عند غضبه بأن يتذكر صورة غيره في حالة الغضب و أن يعلم أن غضبه من تعجبه من جريان الشيء على وفق مراد اللّه لا على وفق مراده.
و عن النبي (صلى الله عليه واله): «ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى: منهم بطيء الغضب سريع الفيء(8) فتلك بتلك ، و منهم سريع الغضب بطيء الفيء ، ألا و إن خيرهم البطيء الغضب السريع الفيء و شرهم السّريع الغضب البطيء الفيء»(9).
________________
1- الزهو؛ الكبر و الفخر و منه حديث الشيعة لو لا أن يدخل الناس زهو لسلمت عليكم الملائكة قبلا.
2- هزل في كلامه من باب ضرب؛ مزح و هو ضدّ الجد قال تعالى {وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق : 14] و الهزؤ : السخرية و الاستخفاف قال تعالى : {وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا} [البقرة : 231].
3- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 166 , و تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 124.
4- الكافي : ج 2 , ص 110 , و تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 124.
5- الكافي : ج 2 , ص 110.
6- الكافي : ج 2 , ص 112.
7- الكافي : ج 2 , ص 112.
8- في المخطوطتين هنا زيادة : و منهم سريع الغضب سريع الفيء , و لفظ الحديث مع ذلك لا يخلو من تشويش.
9- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 171.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|