المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



علاج الحسد  
  
1887   04:25 مساءاً   التاريخ: 7-10-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص 212-215.
القسم : الاخلاق و الادعية / الرذائل وعلاجاتها / علاج الرذائل / علاج الغضب والحسد والشره /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-10-2016 1569
التاريخ: 18-6-2022 1449
التاريخ: 23-2-2022 1510
التاريخ: 7-10-2016 1664

الحسد من الأمراض المهلكة للنفوس ، فاعلم أن أمراض النفوس لا تداوى إلا بالعلم و العمل , و العلم النافع لمرض الحسد أن تعرف أنه يضرك في الدين و الدنيا، و لا يضر محسودك فيهما، بل ينتفع به فيهما.

ومهما عرفت ذلك عن بصيرة و تحقيق ، ولم تكن عدو نفسك لا صديق عدوك ، فارقت الحسد.

وأما أنه يضر بدينك و يؤدى بك إلى عذاب الأبد وعقاب السرمد فلما علمت من الآيات و الأخبار الواردة في ذمه و عقوبة صاحبه ، و لما عرفت من كون الحاسد ساخطا لقضاء اللّه تعالى ، و كارها لنعمه التي قسمها لعباده ، و منكرا لعدله الذي أجراه في ملكه.

ومثل هذا السخط و الإنكار لإيجابه الضدية و العناد لخالق العباد ، كاد أن يزيل أصل التوحيد و الإيمان فضلا عن الإضرار بهما , على أن الحسد يوجب الغش و العداوة بالمؤمن ، و ترك نصيحته و موالاته و تعظيمه و مراعاته و مفارقة أنبياء اللّه و أوليائه في حبهم الخير و النعمة له ، و مشاركة الشيطان و أحزابه في فرحهم بوقوع المصائب و البلايا عليه ، و زوال النعم عنه , و هذه خبائث في النفس ، تأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب.

وأما أنه يضرك في الدنيا ، لأنك تتألم و تتعذب به ، ولا تزال في تعب و غم و كد و هم ، إذ نعم اللّه لا تنقطع عن عباده و لا عن أعدائك ، فأنت تتعذب بكل نعمة تراها لهم ، وتتألم بكل بلية تنصرف عنهم ، فتبقى دائما مغموما محزونا ، ضيق النفس منشعب القلب ، فأنت باختيارك‏ تجر إلى نفسك ما تريد لأعدائك و يريد أعداؤك لك.

وما أعجب من العاقل أن يتعرض لسخط اللّه و مقته في الآجل ، و دوام الضرر و الألم في العاجل فيهلك دينه و دنياه من غير جدوى و فائدة.

وأما أنه لا يضر المحسود في دينه و دنياه فظاهر، لأن النعمة لا تزول عنه بحسدك.

إذ ما قدره اللّه من النعم على عباده لا بد أن يستمر إلى وقته و لا ينفع التدبير و الحيلة في دفعه لا مانع لما أعطاه ولا راد لما قضاه : {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ} [الرعد : 38] ‏. {وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد : 8].

ولو كانت النعم تزول بالحسد ، لم تبق عليك و على كافة الخلق نعمة ، لعدم خلوك و خلوهم عن الحسد ، بل لم تبق نعمة الإيمان على المؤمنين ، إذ الكفار يحسدونهم ، كما قال اللّه سبحانه : {وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } [آل عمران : 69].

ولو تصورت زوال النعمة عن محسودك بحسدك ، وعدم زوالها عنك بحسد حاسدك ، لكنت أجهل الناس و أشدهم غباوة , نعم ، ربما صار حسدك منشأ لانتشار فضل المحسود ، كما قيل :

و إذا أراد اللّه نشر فضيلة                  طويت ، أتاح لها لسان حسود  

فإذا لم تزل نعمته بحسدك ، لم يضره في الدنيا ، و لا يكون عليه إثم في الآخرة.

وأما أنه ينفعه في الدين ، فلذلك ظاهر من حيث كونه مظلوما من جهتك ، (لا) سيما إذا أخرجك الحسد إلى ما لا ينبغي من القول و الفعل كالغيبة ، و البهتان ، و هتك ستره ، و إفشاء سره ، و القدح فيه ، و ذكر مساويه , فتحتمل بهذه الهدايا التي تهديها إليه بعضا من أوزاره و عصيانه و تنقل شطرا من حسناتك إلى ديوانه ، فيلقاك يوم القيامة مفلسا محروما عن الرحمة ، كما كنت تلقاه في الدنيا محروما عن النعمة , فأضفت له نعمة إلى نعمة ، و لنفسك نقمة إلى نقمة.

وأما أنه ينفعه في الدنيا ، فهو أن أهم أغراض الناس مساءة الأعداء و سوء حالهم ، وكونهم متألمين معذبين , ولا عذاب أشد مما أنت فيه من ألم الحسد , فقد فعلت بنفسك ما هو غاية مراد حسادك في الدنيا , و إذا تأملت هذا ، عرفت أن كل حاسد عدو نفسه ، و صديق عدوه , فمن تأمل في ذلك ، و تذكر ما يأتي من فوائد النصيحة و حب الخير و النعمة للمسلمين ، ولم يكن عدو نفسه ، فارق الحسد البتة.

وأما العمل النافع فيه ، فهو أن يواظب على آثار النصيحة التي هي ضده ، بأن يصمم على أن يكلف نفسه بنقيض ما يقتضيه الحسد من قول و فعل ، فإن بعثه الحسد على التكبر عليه ، ألزم نفسه التواضع له ، و إن بعثه على غيبته و القدح فيه ، كلف لسانه المدح و الثناء عليه ، و إن بعثه على الغش و الخرق بالنسبة إليه ، كلف نفسه بحسن البشر و اللين معه ، وإن بعثه على كف الإنعام عنه ، ألزم نفسه زيادته , و مهما فعل ذلك عن تكلف و كرره و داوم عليه انقطعت عنه مادة الحسد على التدريج , على أن المحسود إذا عرف منه ذلك طاب قلبه و أحبه ، و إذا ظهر حبه للحاسد زال حسده و أحبه أيضا ، فتتولد بينهما الموافقة ، و ترتفع عنهما مادة المحاسدة و هذا هو المعالجة الكلية لمطلق مرض الحسد , والعلاج النافع لكل نوع منه ، أن يقمع سببه ، من خبث النفس و حب الرئاسة و الكبر و عزة النفس‏ و شدة الحرص.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.