المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

تفسير الآية (65-70) من سورة يونس
17-3-2020
الحق المعلوم و حق الحصاد و الجذاذ
28-9-2016
Weierstrass Form
12-7-2020
تجميع الجينوم Genome Assembly
11-6-2018
{اني لاجد ريح يوسف}
2024-07-20
Alfred Tauber
31-3-2017


كتاب إعجاز القرآن الباقلاني (1)  
  
13980   02:31 صباحاً   التاريخ: 7-11-2014
المؤلف : فضل حسن عباس ، سناء فضل عباس
الكتاب أو المصدر : اعجاز القران الكريم
الجزء والصفحة : ص49-56.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / مواضيع إعجازية عامة /

الباقلاني إمام من أئمة المتكلمين ، وشيخ من شيوخ الأشاعرة ، ولقد جمع الى هذا كثيرا من جوانب المعرفة ، وكتابه يدل بحق على علو كعب الرجل ، ورسوخ قدمه ، وطول باعه ، وسعة اطلاعه ، ففضلا عن أنه إمام من أئمة علم الكلام ، فهو كذلك إمام من أئمة اللغة أدبا وشعرا وبلاغة ونقدا .

كتب الباقلاني إعجاز القرآن ، وغيره من الكتب الكثيرة ، مدافعا عن حرمة الدين ، ذابا عن الكتاب والسنة ، رادا كل ما يجده مما يلقيه خصوم الإسلام من شبهات ومما يوحون به من شكوك ، وما ينفثونه من ترهات وأباطيل ، ومن كتبه ذات الشأن والقيمة غير كتاب إعجاز القرآن التمهيد ، والانتصار ، ولقد كان الرجل مع سعة علمه لسنا ، قوي العارضة في الحجاج ، يدل على ذلك سيرته من خصومه .

ولن نعدو الحقيقة إذا قلنا إنه لم يشتهر كتبا في الإعجاز القرآن الباقلاني ، فلقد ظل هذا الكتاب على مدى القرون السالفة المرجع الوحيد لهذه المادة ، بل إن كثيرا من المختصين بالدراسات القرآنية لم يعرفوا غير هذا الكتاب .

اشتمل كتاب الباقلاني على موضوعات متعددة ، بعضها جوهري في قضية الإعجاز وذلك كوجوه إعجاز القرآن ، وكونه معجزة النبي (صلى الله عليه واله) والتحدي معه ، وبعضها بعيد عن قضية الإعجاز لا يتصل بها إلا من سبب بعيد كحديثه عن نقد الشعر وتحليله لكثيرة من القصائد الشعرية (2) ، وموازنته بين أسلوب القرآن الكريم ، وبعض خطب للنبي – صلى الله عليه واله – وللصحابة ولغيرهم رضوان الله عليهم .

وبعضها وسط بين هذا وذاك يتصل بموضوع الإعجاز ، وذلك كحديثه عن السجع ونفيه من كتبا الله تبارك وتعالى ، كما أن حديثه عن الإعجاز نجده تارة ذا طابع ادبي بياني ، وتارة أخرى ذا صبغة كلامية تتصل بنظريات المتكلمين وأساليبهم  .

وجوه إعجاز القرآن عند الباقلاني :

يذكر الباقلاني بأن وجوه الإعجاز كما قال به أصحابه – يعني الأشاعرة – تظهر من جهات ثلاث :

1. أخبار الغيب التي أخبر عنها القرآن أن تحدث .

2. الأخبار عن الأمم الماضية مع أمية الرسول (صلى الله عليه واله).

3. نظمه البديع (3).

ويفصل الباقلاني فيما بعد هذه الوجوه ، فالإخبار بالغيب جاء في آيات كثيرة ومواضع متعددة  .

وأما أنباء الامم السابقة ، مع أمية النبي (صلى الله عليه واله) فإنه يدل على الإعجاز ، لان هذه الأخبار الصادقة لا تكون إلا ممن عرف التاريخ واستوعب أنباء الامم ، والنبي (صلى الله عليه واله) باتفاق لم يكن شأنه كذلك .

والباقلاني كان أكثر تفصيلا في الوجه الثالث ، بل إن كتابه يكاد يكون مبنيا على هذا الوجه ، وهو كون القرآن بديع النظم عجيب التأليف ، متناه في البلاغة ، ولقد ذكر معاني عشرة يشرح بها هذا الوجه .

فأولها : ما يرجع الى جملة القرآن ببيان ذلك أن كلام العرب يدور بين الشعر والرجز والسجع والنثر المرسل ، وبين كلام (موزون مقفى) وكلام موزون غير مقفى  (وكلام غير موزون ، وحينما ننظر في القرآن الكريم ، نجده جاء على طريقة مغايرة لكل ما عرفه القوم ، والباقلاني يعني بهذا الشكل والقالب ، فالقالب الذي صبت فيه معاني القرآن ، والشكل الذي ركبت فيه كلماته ، وجه من وجوه الإعجاز ، وهذا ما عبر عنه الرماني من قبل :

ينقض العادة   ، ولذا كانت النتائج التي توصل إليها الرجلان نتائج واحدة . فكل منهما ينكر السجع في كتاب الله ، لأن السجع مما عرفته العرب ، ولذا عقد الباقلاني فصلا لنفي السجع ، وآخر لنفي الشعر عن كتاب الله تعالى .

ثانيا : إنه ليس للعرب كلام مشتمل على مثل هذه الفصاحة والبراعة و وهذا المعنى يرجع الى القضية البلاغية في القرآن من حيث أسلوبه وألفاظه وكونه نسقا واحدا ، فالباقلاني يرى أن القرآن نسقا واحدا في البلاغة ، ليس بين آياته تفاوت واختلاف ، وهذا هو ما ذهب إليه أكثر العلماء ، فالقرآن على طوله متساو في الفصاحة والبلاغة ، وهذا ما لا نجده في كلام الفصحاء والبلغاء ، فإذا أخذنا ديوان شعر لأكثر الشعراء اتفاقا ، فسوف نجد قصائده متفاوتة من حيث بلاغتها ، فقد يجود الشاعر في قصيدتين أو ثلاث ، وكذلك إذا أخذنا القصيدة الواحدة فلن نجد أبياتها سواء ، وإنما نجد بيتا أو اثنين هي في القصيدة واسطة عقدها ودرة حلقتها ، وقل ذلك في النثر ، لكن القرآن أوله وآخره سواء في بديع النظم وعلوم الأسلوب .

ثالثا : عجيب نظمه لا يتفاوت ولا يتباين موضوعات القرآن جميعها على ما بينها من اختلاف لا نستطيع القول إن بعضها أفصح من بعض ، فكما أن آيات القرآن لا تتفاوت فكذلك موضوعاته ، وهذا أمر لم يعرفه العرب ، فالشاعر لا يستطيع أن يجود في موضوعات متعددة ، قد يجود أحدهم في المدح وآخر في الهجاء وثالث في ا لفخر كما رأينا ذلك عند الفرزدق وجرير ، وقد يجود شاعر في الهجاء وآخر في الغزل والنسيب ، وثالث في الحكمة وقد يجود أحدهم إذا خاف ورهب ، وآخر إذا انتشى وطرب ، وثالث إذا أعطي ورغب ، ومن هنا قالوا أشعر الناس أمرؤ القيس إذا ركب ، والنابغة إذا رهب ، وزهير إذا رغب .

والقرآن الكريم ليس كذلك فعلى الرغم من كثرة موضوعاته فهي في رفعة شأنها سواء من جهة ، ومن جهة أخرى فعلى الرغم من الأحوال المتعددة التي  كان عليها سيدنا رسول الله (صلى الله عليه اله)  وهو ينزل عليه الوحي ، فإن ذلك لم يغير من أسلوب القرآن شيئا .

وهذا الوجه الثالث يختلف بالطبع عن سابقه ، فقوام هذا الوجه أن القرآن الكريم على تعدد موضوعاته إلا أنه في أعلى درجات البلاغة ، والذي عرف عن الشعراء والكتاب غير ذلك ، فكما أن الشعراء يجود كل في موضوع ، فإن الذي يتعاطون النثر كذلك يجود أحدهم في الخطبة وثان في القصة وثالث في المقال ، أما الوجه الثاني فقوامه أن القرآن على طوله هو في الصنعة البلاغية سواء ، ولا كذلك الشعر والنثر .

الرابع : كلام الفصحاء يتفاوت تفاوتا  بينا ، في الفصل والوصل والعلو والنزول ، أما القرآن الكريم فمع كثرة موضوعاته التي هي نسق واحد فإنه هناك وجه آخر يدل على إعجازه وهو ما فيه من جودة وإحكام الرصف ، ذلك أي بليغ حين يتكلم في موضوع ويريد الإنتقال الى غيره نشعر أن هناك عجزا في الانتقال فمن تكلم في الشعر عن الغزل مثلا يصعب عليه الانتقال الى المدح ، وقليل هم الذي لا يشعروننا بالنقلة والتكلف ، ولهذا عيب على البحتري مع جودة شعره – ورقة طبعه – عدم تجويده في الانتقال  من النسيب الى المديح .

ولكن القرآن يجمع بين المختلف فيجعله مؤتلفا وينقلنا من الموضوعات الواحد الى الآخر دون الشعور بهذا الانتقال ، خذ سورة العلق فإنه لا يخطر في بالك عند قراءتها أنها نزلت مفرقة وذلك لما تجده بين آياتها السبك وجودة الرصف والربط ، مع أن الآيات الخمس الاولى هي التي نزلت أولا ونزل القسم الآخر بعد سنين ، كذلك سورة البقرة التي نزلت في عشر سنين ومع ذلك نجده من اول آية الى آخر آية مترابطة متناسقة .

الخامس : أن نظم القرآن وقع موقعا من البلاغة يخرج عن عاجة الجن ، فهم يعجزون عن الإتيان بمثله كمعجزة {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا } (4) [الإسراء : 88]

السادس : كلام العرب فيه من فنون القول والاطناب والاستعارة والتشبيه وغيرها من الأساليب المتعددة كالتبكيت والوعظ والوعد والوعيد ، وحينما ننظر في القرآن نجد فيه هذه الأساليب لكن على وجه لم يستطيعه العرب ، فالقرآن تارة يعبر بالإيجاز وتارة بالإطناب ، وتارة بالاستعارة وأخرى بالحقيقة ، ولكن لكل أسلوب ما يناسبه ويتلاءم معه .

السابع : وهو يتعلق بمعاني القرآن ، فالمعاني التي جاء بها القرآن لا يستطيع أحد من الناس الإتيان بها ، ويعني الباقلاني بالمعاني هنا الموضوعات التي عرض لها القرآن الكريم ، وهي الموضوعات الفكرية سواء كانت تلك الموضوعات تشريعية أم عقدية ، وسواء كانت حجاجا ورد شبها ام حديثا عن مبدأ خلقي وقضية تربوية وهذه المعاني القرآنية مبتكرة لأن كثيرا من موضوعات القرآن كانت بكرا لم تكن مما عرفه الناس من قبل ، لا في الكتب السماوية ولا في نظريات الفلاسفة ، ولا في التشريعات القانونية .

يقول الباقلاني ((واختيار اللفظ لمعنى متداول معروف بين الناس امر سهل ميسر ، لكن الامر الذي فيه صعوبة ودقة وعسر على كثير من الناس هو اختيار الألفاظ لمعان جديدة غير معروفة ولا مألوفة ، وكذلك كان القرآن الكريم فمعانيه جديدة اختيرت لها ألفاظ بارعة (5).

وهي لفتة من الباقلاني تستحق التقدير ، فاللفظ والمعنى في كتاب الله كلاهما فيه جدة وليس ذلك بمتيسر للكثير من الناس ، فالبراعة في اللفظ من شأن الأدباء ، والجدة في المعنى من شأن رجال التشريع والفلسفة والأخلاق .

الثامن : الناظر في كلام الناس لا يجده سواء ، فربما وجدنا في الجملة أو الفقرة أو الأبيات من الشعر كلمة رائعة رائقة تتوجه إليها الأنظار والآذان ، وتجتلب الأذهان أكثر من غيرها ، هذه الكلمة إنما هي درة العقد في الجملة أو الفقرة أو القصيدة لكن القرآن الكريم ليس كذلك ، بل كلمة منه إذا وضعت مع غيره تجدها درة عقد وحلاوة شهد .

يقول الباقلاني : لذلك إذا وضعت الكملة القرآنية في كلام كانت هذه الكلمة منادية على نفسها بالروعة ممتازة على يغرها (6).

التاسع : هذه الاحرف المقطعة في فواتح السور التي نجدها في ثمان وعشرين سورة ومجموع هذه الحروف أربعة عشر حرفا ، وهي نصف الحروف الهجائية ولكن لكل حرف صفات خاصة به ، وصفات الحروف المفتتحة بها السور القرآنية وجدت أنها اشتملت على جميع الصفات .

خذ الحروف المهموسة مثلا وهي مجتمع في قولهم ( فحثه شخص سكت) تجد أنه قد ذكر نصف هذه الاحرف في فواتح السور وهي الحاء والسين والصاد والكاف والهاء وضد الهمس الجهر وستجد حروفها كذلك ذكرت في فواتح السور ، وكذلك الشدة والرخاوة والذلاقة والقلقلة ، فليست هناك مجموعة ذات صفة واحدة إلا وذكر نصفها في فواتح السور ، فاكتفى بما ذكر عن غيره ، وهذا ترتيب يدل على الإحكام .

العاشر : ان القرآن مع ماله من بلاغة إلا أنه سهل ميسر ، قريب ليس بالغريب الصعب ، وليس فيه كلام وحشي مستكره ، وليس فيه ما يصعب على النطق أو ما تنفر منه النفس وتمجه ، فالقرآن كله سهر ممتنع ، سبيله ميسر ، وصعبه مفسر ، وهكذا القرآن نقرؤه ولا نشعر أنه بحاجة الى تفسير .
_______________________

1. محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر ، قاض من كبار علماء الكلام ، انتهت إليه الرياسة في مذهب الأشاعرة ولد عام 338 هـ وتوفي عام 403 هـ .

2. كمعلقة امرئ القيس ، وقصيدة البحتري : أهلا بذلكم الخيال المقبل .

3. إعجاز القرآن ص 13 .

4. الباقلاني – إعجاز القرآن – ص 41 .

5. الباقلاني – إعجاز القرآن ص 43 .

6. الباقلاني – عجاز القرآن ص 43 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .