أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1073
التاريخ: 21-04-2015
1932
التاريخ: 8-10-2014
18322
التاريخ: 3-12-2015
1214
|
قد يقول بعض الناس : لم جعلتم هذا من وجوه الإعجاز مع أن هذه قضايا تاريخية يتناقلها الناس بعضهم عن بعض ؟
ونقول لهؤلاء المتسائلين : إن ما قلتموه حق لا ينازع فيه أحد ، ولكن شتان بين ما ذكرتم وبني أمر هذا القرآن الكريم ، فحوادث التاريخ ليست وقفا على احد من الناس من الناس دون أحد ، فقد يتناقل أجيال من الناس حادثة معينة ، خبرا له شأن أو قصة عجيبة ، أو حادثة ذات اثر ، ولكن الذي جاء في كتاب الله تبارك وتعالى ليس من هذا القبيل ، فأخبار الأمم في القرآن الكريم جاء بها النبي (صلى الله عليه واله) من عند الله ، وهو أمي باتفاق محبيه ومبغضيه ، وأوليائه وأعدائه ، وأصحابه وخصومه .
لم يقرأ كتب الاولين ، ولم يجلس لمعلم يقص عليهم قصصه ، {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} [العنكبوت : 48 ، 49] .
ثم أن الأخبار التي جاءت في كتاب الله تعالى ، وجاء بها القرآن كان بعضها حديثا عن أهل الكتاب ، وبعضها عن غيرهم .
أما أخباره عن أهل الكتاب فكان منها ما لم يعرفه أهل الكتاب أنفسهم ، وكان منها ما عرفوه ولكن على غير حقيقته ، فجاء القرآن الكريم ليصحح لهم هذه المعرفة ويبين لهم وجه الحق ، ويدلهم على وجه الصواب .
واما ما كان حديثا عن غير أهل الكتاب ، فكان بعضه عن العرب الأولين ، وبعضه الآخر عن غيرهم ، وهذا وذاك كان كثير منه جديداً على العرب ، لم يستمعوا إلهي إلا من القرآن الكريم ، وكان بعضه الآخر مما كانوا يعرفونه معرفة غير سليمة ، فجاء كتاب الله تبارك وتعالى يجلي لنا الحق في هذه الأخبار كلها ، يقول الله تعالى بعد أن يبين قصة نوح عليه الصلاة والسلام في سورة هود {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود : 49].
ويقول في ختام قصة يوسف عليه الصلاة والسلام {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ} [يوسف : 102] ، ويقول بعد الحديث عن نبأ موسى عليه الصلاة والسلام في سورة القصص {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [القصص : 44 - 46] .
ويقول بعد الحديث عن قصة مريم عليها السلام {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} [آل عمران : 44].
ويبين لأهل الكتاب كثيرا مما اختلفوا فيه ويصحح لهم كثيرا مما اشتهر بينهم ، فيقول سبحانه {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل : 76] ويقول : {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [المائدة : 15 ، 16].
فمن قضايا التاريخ التي ذكرها القرآن وصححها إطلاقه على حاكم مصر (الملك) مع أنهم كانوا عرفوا بالفراعنة فيما بعد ، وذلك في قوله سبحانه {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ } [يوسف : 54] وذلك لان لقب فرعون جاء بعد يوسف عكليه السلام .
وذكره البعير في رحلة إخوة يوسف الى مصر ، فقال سبحانه {وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} [يوسف : 72] مع أن الكتب القديمة ذكرت أن و سيلة النقل كانت الحمر .
والمتأمل في قصص القرآن ، والمتدبر لآياته يدرك أن ما جاء به القرآن الكريم مجملا تارة ومفصلا تارة لا يمكن أن يكون إلا من خبر السماء ، فكان حرياً أن يعد وجها من وجوه الإعجاز .
على أن ما جاء في القرآن الكريم ، وبخاصة أخبار الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، كان من أعظم الادلة على صدق الوحي ، وصدق النبي (صلى الله عليه واله) لأنه لم يكن فيه ما يشين هذه الصفوة المختارة مما لا يليق بمكانتهم {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [يوسف : 111].
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|