أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-8-2022
1652
التاريخ: 2024-01-29
1241
التاريخ: 19-1-2022
2125
التاريخ: 18-2-2022
1924
|
طاعة خنزير الشهوة فيصدر منها صفة الوقاحة و الخبث و التبذير و التقتير و الرياء و الهتكة و المجانة و العبث و الحرص و الجشع و الملق و الحسد و الشماتة و غيرها.
وأما طاعة كلب الغضب فينتشر منها إلى القلب صفة التهور و النذالة و البذخ و الصّلف و الاستشاطة و التكبر و العجب و الاستهزاء و الغمز و الاستخفاف و تحقير الخلق و إرادة الشر وشهوة الظلم و غيرها.
وأما طاعة الشيطان بطاعة الشهوة و الغضب فيحصل منها صفة المكر و الخداع و الحيلة و الدهاء و الجربزة و التلبيس و الغش و الخبّ و الخناء و امثالها.
ولو عكس الأمر و قهر الجميع تحت سياسة الصفة الربانية لاستقر في القلب من الصّفات الرّبانية العلم و الحكمة و اليقين و الاحاطة بحقايق الأشياء و معرفة الامور على ما هي عليه و الاستيلاء على ذلك كله بقوة العلم و البصيرة و استحقاق التقدم على الخلق كمال العلم و جلالته و لاستغنى عن عبادة الشهوة و الغضب ، و لانتشر إليه من ضبط خنزير الشهوة و ردّه إلى حد الاعتدال صفات شريفة مثل العفة و القناعة و الهدو و الزهد و الورع و التقوى و الانبساط و حسن الهيئة و الحياء و الظرف(1) , و المساعدة و أمثالها ، و يحصل فيه من ضبط قوة الغضب و قهرها و ردّها إلى حدّ الواجب صفة الشجاعة و الكرم و النجدة و ضبط النفس و الصبر و الحلم و الاحتمال و العفو و الثبات و النبل و الشهامة و الوقار و غيرها.
والقلب في حكم مرآة قد اكتنفته هذه الامور المؤثرة فيه و هذه الآثار على التوالي واصلة إلى القلب.
أما الاثار المحمودة التي ذكرناها فانها تزيد مرآة القلب صفاء و اشراقا و نورا و ضياء حتّى يتلألأ فيه جلية الحق و ينكشف فيه حقيقة الامر المطلوب في الدّين، و إلى مثل هذا القلب الاشارة بقوله (صلى الله عليه واله): «من كان له من قلبه واعظ كان عليه من اللّه حافظا»(2) و بقوله (صلى الله عليه واله): «إذا أراد اللّه بعبده خيرا جعل له واعظا من قلبه»(3) , و هذا القلب هو الذي يستقر فيه الذكر قال اللّه تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد : 28].
وأما الآثار المذمومة فانّها مثل دخان مظلم يتصاعد إلى مرآة القلب و لا يزال يتراكم عليه مرّة بعد اخرى إلى أن يسوّد و يظلم و يصير بالكليّة محجوبا عن اللّه تعالى ، و هو الطبع و الرّين قال اللّه تعالى : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين : 14] , و قال اللّه {أَنْ لَوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ} [الأعراف: 100] , فربط عدم السماع و الطبع بالذنوب كما ربط السماع بالتقوى حيث قال تعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا } [المائدة : 108] , {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [آل عمران : 50] , {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ} [البقرة : 282].
ومهما تراكمت الذنوب طبع على القلب و عند ذلك يعمى القلب عن إدراك الحق و صلاح الدين ويستهين بالآخرة و يستعظم أمر الدّنيا و يصير مقصور الهم عليه فاذا قرع سمعه أمر الاخرة و ما فيها من الأخطار دخل من اذن و خرج من الاخرى و لم يستقر في القلب و لم يحركه إلى التوبة و التدارك ، اولئك الذين يئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور و هذا هو معنى اسوداد القلب بالذنوب كما نطق به القرآن و السنة.
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «إن الايمان ليبدو لمعة بيضاء فاذا عمل العبد الصّالحات نما وزاد حتّى يبيض القلب كله ، و إن النفاق ليبدو نكتة سوداء فاذا انتهك الحرمات زادت حتّى يسوّد القلب كله فيطبع على قلبه فذلك الختم(4) ، و تلا : {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين : 14].
وقال الباقر (عليه السلام): «إن القلوب ثلاثة : قلب منكوس لا يعي شيئا من الخير و هو قلب الكافر، و قلب فيه نكتة سوداء و الخير و الشر فيه يعتلجان فأيّهما كانت منه غلب عليه ، و قلب مفتوح فيه مصابيح تزهر لا يطفى نوره إلى يوم القيامة و هو قلب المؤمن»(5).
وقال الصادق (عليه السلام): «إن القلب ليكون في الساعة من الليل و النهار ليس فيه ايمان و لا كفر كالثوب الخلق ثم قال إذا تجد ذلك من نفسك قال: ثم تكون النكتة من اللّه في القلب بما شاء من كفر و ايمان»(6).
_________________
1- ظرف الرجل بالضم ظرافة فهو ظريف اذا حسن أدبه. م.
2- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 12.
3- احياء علوم الدين : ج 3 , ص 12.
4- اورد صدر الحديث الشريف الرضي "رحمه اللّه" في النهج باب مختار غريب كلامه(8) تحت رقم 5 و في كنز العمال : ح 1734.
5- معاني الأخبار : ص 395 , و الكافي : ج 2 , ص 423.
6- الكافي : ج 2 ص 420.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
قسم التربية والتعليم يكرّم الطلبة الأوائل في المراحل المنتهية
|
|
|