أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-02-23
1264
التاريخ: 29-9-2016
1935
التاريخ: 29-9-2016
1528
التاريخ: 29-9-2016
1892
|
هي : نقل الأحاديث التي يَكره الناس إفشاءها ونقلها مِن شخصِ إلى آخر ، نكايةً بالمَحكي عنه ووقيعةً به .
والنميمة مِن أبشع الجرائم الخُلقيّة ، وأخطرها في حياة الفرد والمجتمع ، والنمّام ألأم الناس وأخبثهم ، لاتّصافه بالغيبة ، والغدْر، والنفاق ، والإفساد بين الناس ، والتفريق بين الأحبّاء .
لذلك جاء ذمّه ، والتنديد في الآيات والأخبار :
قال تبارك وتعالى : {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} [القلم : 10 - 13] .
والزنيم هو الدعيّ ، فظهر مِن الآية الكريمة ، أنّ النميمة مِن خلال الأدعياء ، وسجايا اللُّقَطاء .
وقال سُبحانه : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } [الهمزة : 1] ، فالهُمَزَة النمّام واللُّمزة المغتاب .
وعن أبي عبد اللّه ( عليه السلام ) قال : ( قال رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله ) : ألا اُنبئكم بشراركم . قالوا : بلى يا رسول اللّه . قال : المشّاؤون بالنميمة ، المفرّقون بين الأحبّة ، الباغون للبراء العيب ) (1) .
وقال الباقر ( عليه السلام ) : ( محرّمةٌ الجنّةُ على العيّابين المشّائين بالنميمة ) (2) .
وقال الصادق ( عليه السلام ) للمنصور : ( لا تقبَل في ذي رحِمك ، وأهل الرعاية مِن أهل بيتك ، قولَ مَن حرّم اللّه عليه الجنّة ، وجعل مأواه النار ، فإنّ النمام شاهدُ زُور ، وشريكُ إبليس في الإغراءِ بين الناس ، فقد قال اللّه تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات : 6])(3) .
بواعث النميمة :
للنميمة باعثان :
1 - هتك المحكيّ عنه ، والوقيعة به .
2 - التودّد والتزلّف للمحكيّ له بنمّ الأحاديث إليه .
مساوئ النميمة :
تَجمع النميمة بين رذيلتين خطيرتين : الغيبة والنمِّ ، فكلّ نميمةٍ غيبة ، وليست كلّ غيبة نميمة فمساوئها كالغيبة ، بل أنكى منها وأشّد ، لاشتمالها على إذاعة الأسرار ، وهتك المحكيّ عنه والوقيعة فيه ، وقد تسوّل سفك الدماء ، واستباحة الأموال ، وانتهاك صنوف الحُرُمات ، وهدر الكرامات .
كيف تعامل النمّام :
وحيث كان النمّام مِن أخطر المُفسدين ، وأشدّهم إساءة وشراً بالناس ، فلزِم الحذر منه ، والتوقّي مِن كيده وإفساده ، وذلك باتّباع النصائح الآتية :
1 - أنْ يُكذَّب النمّام ، لِفِسقه وعدم وثاقته ، كما قال تعالى : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات : 6].
2 - أنْ لا يَظنّ بأخيه المؤمن سُوءاً، بمجرّد النمّ عليه ، لقوله تعالى : {اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ } [الحجرات : 12] .
3 - أنْ لا تبعثه النميمة على التجسّس والتحقّق عن واقع النمّام ، لقوله تعالى : {وَلَا تَجَسَّسُوا} [الحجرات : 12].
4 - أنْ لا ينمّ على النمّام بحكاية نميمته ، فيكون نمّاماً ومُغتاباً ، في آنٍ واحد .
وقد رُوي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنّ رجلاً أتاه يَسعى إليه برجل , فقال : ( يا هذا ، نحن نسأل عمّا قُلت ، فإنْ كنت صادقاً مَقتْناك ، وإنْ كُنت كاذباً عاقبناك ، وإنْ شئت أنْ نقيلك أقلناك , قال : أقلني يا أمير المؤمنين ) (4) .
وعن محمّد بن الفضيل عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك الرجل مِن إخوتي يَبلُغني عنه الشيء الذي أكره له ، فأسأله عنه فينكر ذلك ، وقد أخبرني عنه قومٌ ثقات .
فقال لي : ( يا محمّد ، كَذِّب سمَعك وبصرك عن أخيك ، فإنْ شهد عندك خمسون قسامة ، وقال لك قولاً فصدّقه وكذّبهم ، ولا تذيعنّ عليه شيئاً تشينه به ، وتهدم به مروّته ، فتكون من الذين قال اللّه عزَّ وجل : {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } [النور : 19].
________________________
3- البحار كتاب العشرة : ص 190 عن أمالي الصدوق .
4- سفينة البحار : م 2 , ص 613 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|