أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
15014
التاريخ: 24-9-2016
1963
التاريخ: 20-7-2018
2195
التاريخ: 24-9-2016
1644
|
لم يتمكن البحاثة مع الأسف من الوصول إلى المناطق شديدة الجدب والقيام فيها بأبحاث تنير لنا السبيل عن عصورها القديمة, ولكن بعثات قليلة قامت ببعض الأبحاث في جنوب شبه الجزيرة كشفت عن وجود آلات من الصوان في حضرموت تشبه كثيرًا آلات العصر الحجري القديم في شرق إفريقيا, ومع هذا فإن الاختلافات القليلة التي تبدو في آلات كل من المنطقتين قد أدت إلى اختلاف وجهات النظر بين الباحثين؛ فمنهم من يرى أن التقدم الذي طرأ على الآلات الحجرية في أفريقيا يوحي بأن الحضارة التي أنتجت هذه الآلات نشأت في شبه الجزيرة ثم انتقلت منها إلى أفريقيا؛ بينما يرى البعض الآخر أن آلات شبه الجزيرة لا تكاد تختلف عن آلات شرق إفريقيا في أقدم صورها؛ ولذا فإنهم يذهبون إلى أن شرق أفريقيا كان مهدًا لثقافة مركزية تفرعت منها ثقافات متعددة إلى جهات مختلفة من أفريقيا وآسيا, وأن من المحتمل أن الحضارات الآسيوية بصفة خاصة "ومن بينها حضارات شبه الجزيرة" قد انفصلت عن حضارات شرق إفريقيا بعد فترة, وهؤلاء الباحثون جميعًا يستدلون على نشأة هذه الحضارات في مكان ما "من تلك التي أشرنا إليها" تم انتقالها إلى الأماكن الأخرى بما لاحظوه من عدم استقرار تشابه آلاتها بعد تطورها.
ولا يمكن أن نحدد الزمن الذي استمر فيه استعمال آلات العصر الحجري القديم في شبه الجزيرة, بل ولم يعثر حتى الآن على آثار من العصر الحجري الحديث فيها؛ كذلك لا يمكن في حالة معلوماتنا الراهنة أن نحدد الزمن الذي بدأ فيه العصر التاريخي في شبه الجزيرة، وكل ما يمكن أن يقال في هذا الصدد هو أن أجزاءها المختلفة لم تبدأ عصرها التاريخي في وقت واحد, وأن من المرجح أن الركن الجنوبي الغربي منها "اليمن" وإقليم عمان ومنطقة حضرموت كانت أسبق هذه الأجزاء في الوصول إلى عصورها التاريخية.
ومن المسلم به أن شبه الجزيرة تعد بيئة طرد لا يرغب الإنسان في البقاء بها إذا ما ساءت الظروف -وكثيرًا ما كان يحدث ذلك- فهناك من الأدلة ما يشير إلى خروج عدة هجرات منها إلى المناطق المجاورة في العراق وسورية وغيرهما، وهي المسئولة عن تحركات العناصر السامية التي كان لها أكبر الأثر في تاريخ إقليم الشرق الأدنى من أقدم العصور؛ فمن المرجح أن هجرة سامية خرجت منها في منتصف الألف الرابع قبل الميلاد إلى الشمال الشرقي واختلطت بالسومريين ونشأت عن ذلك الدولة الأكدية التي أسسها سرجون الأكدي في بلاد النهرين "حوالي سنة 2371 ق. م" بعد زوال سلالة أور الثالثة التي كانت آخر دولة للسومريين في العراق؛ حيث انفرد الساميون بالزعامة السياسية فيه، وفي منتصف الألف الثالثة ق. م. خرجت منها هجرة أخرى جاءت بالأموريين إلى سهول سورية الشمالية وبالكنعانيين إلى السهل الساحلي فيها، وقد أطلق اليونان على هؤلاء اسم الفينيقيين. وفيما بين عامي 1500، و1200 ق. م. خرجت منها جماعات الآراميين الذين انتشروا في الجزء الشمالي من سورية والعبرانيين الذين استقروا في جنوبها، وفي حوالي سنة 500 ق. م. خرج منها الأنباط إلي شمال شرقي شبه جزيرة سيناء وأسسوا دولة كانت تدمر عاصمتها في أيام الرومان.
ورغم صعوبة التعرف على تاريخ شبه الجزيرة قبل الكتابة؛ فإن وجود بعض مصنوعات في العراق وبعض الجهات الأخرى من المواد التي جلبت من شبه الجزيرة, يدل على وجود صلات بينها وبين تلك الجهات من أقدم العصور، ومن أمثلة ذلك أن سكان بلاد النهرين جلبوا من بعض أجزاء الجزيرة أحجارًا ومعادن منذ عصور ما قبل التاريخ؛ فقد جلبوا النحاس الخام من عمان وحجر الأبسديان من شرق شبه الجزيرة، ومن المحتمل كذلك أن المصريين في عصورهم التاريخية قد اتصلوا بجنوب شبه الجزيرة وجلبوا منها العطور(1).
__________
(1) يشك بعض الباحثين في أن هذه المنطقة هي التي عرفها المصريون باسم بلاد بونت, وإن كنا لا نميل إلى هذا الرأي.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|