أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-9-2016
1267
التاريخ: 21-9-2016
908
التاريخ: 22-6-2017
1784
التاريخ: 21-9-2016
767
|
قال النبي (صلى الله عليه واله): «من توضّأ فذكر اسم اللّه طهر جميع جسده و كان الوضوء إلى الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب ، و من لم يسم لم يطهر من جسده إلا ما أصابه الماء»(1).
وقال الصّادق (عليه السلام): «من ذكر اسم اللّه على وضوئه فكأنما اغتسل»(2).
وفي مصباح الشريعة قال الصّادق (عليه السلام): «إذا أردت الطهارة الوضوء فتقدم إلى الماء تقدّمك إلى رحمة اللّه ، فان اللّه تعالى قد جعل الماء مفتاح قربته و مناجاته ، و دليلا إلى بساط خدمته ، و كما أن رحمته تطهّر ذنوب العباد كذلك نجاسات الظاهرة يطهرها الماء لا غيره قال اللّه تعالى : {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان : 48] , و قال عزّ و جل : {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ} [الأنبياء : 30] فكما أحيى به كل شيء من نعيم الدّنيا كذلك بفضله و رحمته حياة القلوب بالطاعات.
وتفكر في صفاء الماء و رقته و طهوره و بركته و لطيف امتزاجه بكل شيء و في كلّ شيء واستعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك اللّه بتطهيرها و أت بآدابها فرايضه و سننه ، فان تحت كل واحد منها فوائد كثيرة إذا استعملتها بالحرمة انفجرت لك عين فوائده عن قريب.
ثمّ عاش خلق اللّه تعالى كامتزاج الماء بالأشياء تؤدي كلّ شيء حقّه و لا يتغير عن معناه معتبرا لقول رسول اللّه (صلى الله عليه واله): مثل المؤمن الخاص كمثل الماء ، و لتكن صفوتك مع اللّه تعالى في جميع طاعاتك كصفوة الماء حين أنزله من السماء و سمّاه طهورا ، و طهّر قلبك بالتقوى و اليقين عند طهارة جوارحك بالماء»(3).
قال الرّضا (عليه السلام): «انما امر بالوضوء ليكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار عند مناجاته إياه مطيعا له فيما أمره نقيّا من الأدناس و النجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل و طرد النعاس(4) , و تزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار.
وإنّما وجب على الوجه و اليدين و الرأس و الرّجلين لأن العبد إذا قام بين يدي الجبار فانما ينكشف من جوارحه و يظهر ما يوجب فيه الوضوء ، و ذلك انه بوجهه يسجد و يخضع ، و بيده يسأل و يرغب و يرهب و يتبتل ، و برأسه يستقبله في ركوعه و سجوده ، و برجليه يقوم و يقعد و أمر بالغسل من الجنابة دون الخلاء لأن الجنابة من نفس الانسان و هو شيء يخرج من جميع جسده ؛ و الخلاء ليس هو من نفس الانسان إنما هو غذاء يدخل من باب و يخرج من باب»(5).
و في رواية اخرى عنه (عليه السلام): «و علة التخفيف في البول و الغايط أنه أكثر و أدوم من الجنابة فرضي فيه بالوضوء لكثرته و مشقّته و مجيئه بغير ارادة منه و لا شهوة ، و الجنابة لا يكون إلا بالاستلذاذ منهم و الاكراه لأنفسهم»(6).
قال بعض أصحابنا ما ملخّصه : إنّ الدنيا و الآخرة ضرّتان(7)، كلما قربت من إحداهما بعدت عن الاخرى فلذلك امر العبد بتطهير الأعضاء الظاهرة الدنيوية عند الاشتغال بعبادة اللّه تعالى و الاقبال عليه ، فامر في الوضوء بغسل الوجه الذي فيه أكثر الحواس الظاهرة التي هي أعظم الأسباب الباعثة على مطالب الدّنيا ليتوجّه و يقبل بوجه القلب على اللّه و هو خال من تلك الأدناس(8).
ثمّ امر بغسل اليدين لمباشرتهما أكثر الامور الدّنيوية و المشتهيات الطبيعية المانعة من الاقبال على الاخرة ، ثمّ بمسح الرّجلين لأن بهما يتوصّل إلى مطالبه و يتوسّل إلى تحصيل مآربه فيطهّرها جميعا ليسوغ له الدخول بها في العبادة و الاقبال عليها.
و امر في الغسل بغسل جميع البشرة لأن أدنى حالات الانسان و أشدّها تعلقا بالملكات الشهوية حالة الوقاع و موجبات الغسل و لجميع بدنه مدخل في تلك الحالة و لهذا قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «تحت كلّ شعرة جنابة»(9) , فحيث كان جميع بدنه بعيدا عن المرتبة العلية منغمسا في اللذات الدنّية كان غسله أجمع من أهم المطالب الشرعية ليتأهل لمقابلة الجهة الشريفة و الدخول في العبادة المنيفة.
وامر في التيمم بمسح الأعضاء بالتراب عند تعذر غسلها بالماء وضعا لتلك الأعضاء الرئيسة وهضما لها بتلقّيها بأثر التربة الخسيسة.
قال : و لّما كان للقلب من ذلك الحظ الأوفر و النصيب الأكمل كان الاشتغال بتطهيره من الرذايل التوجّهات المانعة من درك الفضايل أولى من تطهير الاعضاء الظاهرة عند اللبيب العاقل ، و إذا لم يمكن تطهيره من الاخلاق الرذيلة و تخليته بالاوصاف الجميلة فليقمه مقام الهضم و الارزاء(10) , و يسقه بسياط الذّل و الاغضاء(11)، عسى أن يطلع عليه مولاه الرحيم و سيّده الكريم ، وهو منكسر متواضع فيهبه نفحة(12) , من نفحات نوره اللامع ، فانّه عند المنكسرة قلوبهم كما ورد في الأثر ، فترق من هذه الاشارات الى ما يوجب لك الاقبال و تلافي سالف الأعمال.
__________________
1- من لا يحضره الفقيه : ج 1 , ص 31.
2- من لا يحضره الفقيه : ج 1 , ص 31.
3- مصباح الشريعة : ص 128.
4- النعاس بالضم : الوسن و اول النوم و هي ريح لطيفة تأتي من قبل الدماغ تغطي العين و لا تصل الى القلب فاذا وصلت اليه كان نوما م.
5- عيون اخبار الرضا : ج 2 , ص 87 , الباب 33.
6- عيون اخبار الرضا : ج 2 , ص 102 , الباب 34.
7- ضرة المرأة امرأة زوجها و هما ضرتان و الجمع الضرائر، و في حديث الرسول(صلى الله عليه واله) مع خديجة فاذا قدمت على ضرائرك فاقرئهن عنا السلام.
8- الدنس : الوسخ.
9- سنن ابي داود : ج 1 , ص 65.
10- في النسخة المطبوعة تقديم المهملة على المعجمة فعليه يكون من الرزء بمعنى النقص و في النسختين المخطوطتين تقديم المعجمة على المهملة فيكون من زرى عليه زريا من باب رمى عابه و استهزأ به.
11- يسقه من السوق و هو حث الماشية على السير و السوط ما يضرب به من جلد مضفور أو نحوه و الجمع سياط و الاغضاء التغافل عن الشيء و ادناء الجفون بعضها من بعض، و أغضى على الامر سكت و صبر.
12- النفحة الدفعة من الشيء دون معظمة.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|