أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-9-2016
5339
التاريخ: 15-9-2016
1268
التاريخ: 15-9-2016
1773
التاريخ: 15-9-2016
1104
|
يعد نجاح المجتمعات القديمة التي تمكنت من تحقيق الاستقرار في بعض مناطق المشرق العربي في تأسيس الدول وإقامة الحكومات المنظمة المسؤولة منذ الألف الرابع ق.م من أهم الإنجازات الحضارية التي تحققت في وطننا العربي قبل أية منطقة اخرى في العالم. فقد بدأ تكوين الدويلات الأولى منذ ذلك الوقت في وادي الرافدين والنيل وفي بلاد الشام. وهكذا قامت مملكتا الشمال والجنوب في مصر، وممالك المدن السومرية في جنوب بلاد الرافدين وإبلا في سورية. ولم يكن التنظيم السياسي في الوطن العربي القديم سوى مظهر من مظاهر التطور الحضاري.
أما في بلاد الرافدين، فقد كانت الحضارة الأولى التي رأينا ظروف تكونها وتطورها محصلة مزيج من عناصر مختلفة لا نستطيع تمييزها بسهولة ولا معرفة نسبة كل عنصر مكوّن فيها. وقد تم هذا الانصهار المستمر البطيء لمجموع جهود هذه المجتمعات التي مرّت وتعاقبت على المنطقة خلال آلاف السنين دون ان نعرف ملامحها ولا هوياتها قبل معرفة الكتابة والتسجيل.
ومع الكتابة، بدأ التاريخ، وعندئذ سجل اسم اول شعب من شعوب بلاد الرافدين والشرق العربي القديم : السومريون. لكن هؤلاء لم يكونوا أبداً عنصراً نقياً، بل كان الاسم الذي اطلق عليهم اسما لمجتمع مدني له ثقافة ولغة. والمجتمع المدني يتكون عادة من اصول متعددة.
فإلى جانب مجتمعات المدن كانت القبائل والشعوب بدوية الاصل تتحرك باستمرار في سومر وأكّاد – الألف الثالث قبل الميلاد المنطقة وتتقدم إلى مناطق الاستقرار وتخترقها وتندمج فيها. وقد دعيت هذه القبائل والعشائر والجماعات البدوية والمجتمعات التي تكونت منها، في مؤلفات الباحثين المشتغلين بتاريخ الشرق الأدنى القديم ولغاته، باسم الشعوب (السامية)، وهي كما رأينا تسمية اعتبارية تستند إلى الأساس اللغوي – الثقافي في الدرجة الأولى وتنطلق من مفهومات توراتية عن أنساب البشر بعد الطوفان الذي يتحدث عنه (العهد القديم)، استخدمها لأول مرة بعض الباحثين الأوروبيين منذ القرن الثامن عشر.
ومهما اختلفت الآراء في هذه التسمية التي لم تعد مقبولة بالصورة التي طرحت فيها في بادئ الأمر فإن صفة (الساميين) لا يمكن ان تعني سوى هؤلاء القادمين المنتشرين على أرض الشرق العربي القديم، والذين لم يأتوا من اي مصدر آخر سوى أطراف البوادي العربية التي كانت محطتهم الأخيرة بعد تجوال طويل وقبل استقرارهم في السهول الخصبة وفي أحواض الأنهار التي كانوا هم الذين أعطوها أسماءها : دجلة والفرات والخابور والليطاني والاردن.
فظهور (الساميين) على مسرح التاريخ، وهم في حقيقة الأمر أجيال العرب الأولين، لم يتأخر عن ظهور السومريين تاريخيا، ففي الوثائق السومرية – المسمارية مفردات (سامية) تمت بصلات قربى لغوية إلى لغات (العربية القديمة) ولهجاتها، وهي تشهد على عراقة الوجود العربي في فجر التاريخ الرافدي. وقبل ان ترد كلمة (عرب)، و(عربي) في النصوص الرافدية الأشورية (الألف الأول ق.م) أطلقت على هذه الأقوام (العربية) القديمة أسماء عرفت بها : الأكديون في الألف الثالث، والأموريون والبابليون والأشوريون والآراميون والكلدانيون في الألفين الثاني والأول ق.م.
وإنه لمن العسير ان نعين حداً جغرافياً بين هؤلاء وأولئك، لكن الأرجح ان الغلبة كانت للسومريين في الجنوب وعلى مقربة من شواطئ الخليج، بينما كانت الغلبة للأكديين في وسط البلاد، في ما بين النهرين، حيث استقر الاموريون الذين قدموا من أمورو (الغرب) عبر الفرات وعرفوا بالباليين باسم مدينتهم العظيمة بابل.
على أنه لم يعرف في تاريخ بلاد الرافدين اي تمييز حقيقي بين سومر وأكد، فالاصطلاحان قد يدلان على فرعين من اصل بعيد، كان قد استقر منذ البدء في أرض الرافدين ثم أنشأ فيها القرى والمزارع والمدن، ووضع أسس العمران وأقام نظم الحضارة وتداول فيها الحكم والغلبة والسيادة. اما عامل الاختلاف الاساسي بين سومر وأكد فهو العامل اللغوي. فللغة السومرية ما يميزها عن الأكدية.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|