أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-10-2014
779
التاريخ: 3-10-2014
294
التاريخ: 3-07-2015
981
التاريخ: 6-08-2015
665
|
في انه ليس بجهة :
[ اتفق ]العقلاء كافة على ذلك، خلافا للكرامية (1)، حيث قالوا: إنه تعالى في جهة فوق. ولم يعلموا أن الضرورة قضت بأن كل ما هو في جهة، فإما أن يكون لابثا فيها، أو متحركا عنها، فهو إذن لا ينفك عن الحوادث، وكل ما لا ينفك عن الحوادث، فهو حادث على ما تقدم.
في أنه تعالى لا يتحد بغيره:
الضرورة قاضية ببطلان الاتحاد، فإنه لا يعقل صيرورة الشيئين شيئا واحدا.
وخالف في ذلك جماعة من الصوفية من الجمهور، فحكموا بأنه تعالى يتحد مع أبدان العارفين، حتى أن بعضهم قال: إنه تعالى نفس الوجود، وكل موجود هو الله تعالى!.
وهذا عين الكفر والالحاد.
والحمد لله الذي فضلنا باتباع أهل البيت دون أهل الأهواء (2) الباطلة.
في أنه تعالى لا يحل في غيره:
من المعلوم القطعي أن الحال مفتقر إلى المحل، والضرورة قضت بأن كل مفتقر إلى الغير ممكن، فلو كان الله تعالى حالا في غيره لزم إمكانه، فلا يكون واجبا، هذا خلف.
وخالفت الصوفية من الجمهور في ذلك، وجوزوا عليه الحلول في أبدان العارفين، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
فانظروا إلى هؤلاء المشايخ الذين يتبركون بمشاهدهم: كيف اعتقادهم في ربهم؟ وتجويزهم تارة الحلول، وأخرى الاتحاد، وعبادتهم الرقص، والتصفيق، والغناء (3). وقد عاب الله تعالى على الجاهلية الكفار في ذلك، فقال عز من قائل: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ} [الأنفال: 35]، وأي غافل أبلغ من تغفل من يتبرك بمن يتعبد الله بما عاب به الكفار؟
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
ولقد شاهدت جماعة من الصوفية، في حضرة مولانا الحسين عليه السلام، وقد صلوا المغرب سوى شخص واحد منهم، كان جالسا لم يصل، ثم صلوا بعد ساعة العشاء سوى ذلك الشخص، فسألت بعضهم عن ترك صلاة ذلك الشخص، فقال: وما حاجة هذا إلى الصلاة وقد وصل، أيجوز أن يجعل بينه وبين الله تعالى حاجبا؟! فقلت: لا، فقال: الصلاة حاجب بين العبد والرب (4).
فانظر أيها العاقل إلى هؤلاء وعقائدهم في الله تعالى كما تقدم، وعبادتهم ما سبق، واعتذارهم في ترك الصلاة ما مر، ومع ذلك فإنهم عندهم الأبدال (5)، فهؤلاء أجهل الجهال..
___________
(1) الكرامية: هم أصحاب أبي عبد الله محمد بن كرام، بلغ عددهم إلى اثنتي عشرة فرقة
(راجع: الفرق بين الفرق ص 131، والملل والنحل ج 1 ص 108). وذهب مذهب الكرامية. أبو الحسن الأشعري، رئيس الأشاعرة، وأثبت الفوقية لله تعالى (راجع:
الإبانة في أصول الديانة ص 36 إلى 55). وذهب أيضا إلى ذلك المذهب فرقة الوهابية، وقدوتهم ابن تيمية (راجع: رسالة العقيدة الحموية ج 1 ص 429 لابن تيمية، والهدية السنية ص 97، والرسالة الخامسة منها ص 105 لعبد اللطيف، حفيد محمد بن عبد الوهاب).
(2) قال القوشجي في شرح التجريد: وذهب بعض المتصوفة إلى أنه يحل في العارفين... كما قال العارف البلجرامي في كتابه: " سبحة المرجان ":
هو في كل جزئه ساري ... إنما الخلق مظهر الباري
وقال الآخر منهم:
نحن روحان حللنا بدنا ... أنا من أهوى ومن أهوي أنا
وأقول: كتبهم مشحونة بهذه الخرافات، فإن شئت الاطلاع عليها بالتفصيل، فراجع:
ديوان الشيخ ابن الفارض، لا سيما قصيدته التائية واليائية، ورسائل الشيخ عطار، وغيرها.
(3) مناقب العارفين للأفلاكي، وأسرار التوحيد ص 186، والأنوار في كشف الأسرار، للشيخ روزبهان بقلي، والمجلد الثاني من إحياء العلوم للغزالي.
(4) واستدل جلال الدين الرومي في مقدمة المجلد الخامس للمثنوي بأنه: لو ظهرت الحقائق بطلت الشرايع، لأن الشرايع سراج في الوصول إلى الحق، فطلب الدليل بعد الوصول إلى المدلول قبيح.
راجع: أيضا أسرار التوحيد ص 186، وشرح كلشن للاهيجي ص 207.
(5) قال الجامي في نفحات الأنس: الأبدال صنف من أولياء الله، دون مرتبة القطب، ومأمورون بأمور الخلق. وقال الهجويري: عددهم في كل عصر أربعين. وقال القيصري: إنهم بواسطة تعريهم عن قيود المادية، ورفع حجب ظلمتها يتشكلون بأشكال مختلفة وإنهم واصلون بالحق، ومن روحانيات المحض.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|