أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-8-2016
3613
التاريخ: 8-11-2021
4438
التاريخ: 27-8-2016
1470
التاريخ: 27-8-2016
1472
|
يشيع هذا النمط من القرى المندمجة في أراضي الحضارات القديمة، التي تتميز بممارسة الزراعة الكثيفة، مثل مصر والعراق والهند والصين واليابان، فالقرية المندمجة تعد مظهراً للتعاون بين مجموعات من البشر يربطهم الخطر المشترك من فيضانات الأنهار، والفائدة المشتركة من الاستفادة بمياهها، وكانت المساكن تبنى فوق ربوات أو أكمات عالية تعلو مستوى الفيضان، وتتجاور المساكن وتتلاصق وتندمج ببعضها، وتخترقها حواري وأزقة ضيقة بقدر ما تسمح به المساحات الأرضية العالية، وتجاور القرية زمامها من الأراضي الزراعية لسهولة الانتقال إليها لفلاحتها والعناية بها، ولا شك أن أمثال هذه القرى كانت النويات التي نمت وتطورت وتحولت الى مدن كبيرة.
وتنمو القرى على امتداد طريق أو ترعة ملاحية، وفي هذه الحالة تأخذ شكلاً مستطيلاً، أما القرى التي تنشأ بعيداً عن الترع، ولا ترتبط بطريقة، فإنها تنمو حول مركز، وتتطور حواليه في هيئة دائرية، وتتداخل بينها الحواري والأزقة التي تبدأ من الداخل وتنتهي الى طريق دائري يلف حول القرية يسمى (دائر الناحية) وهو الطريق الأوسع، وإذا ما تكاثرت المساكن خارج ذلك الطريق نشأ طريق آخر مماثل، وقد دعت الحاجة الى الأمن الى نشأة هذا النمط المندمج، حيث يمكن للقاطنين بها التجمع والتعاون لدرء الأخطار المحدقة بالقرية.
وللقرى وظائف أخرى عدا وظيفتها الرئيسية وهي فلاحة الأرض، فهناك القرى العسكرية كمستعمرات الصهاينة في فلسطين، وقرى الأسواق التي يقصدها المزارعون من العزب والدساكر المجاورة لممارسة البيع والشراء، وهي عادة أسواق أسبوعية محددة بيوم أو يومين أحدهما يوم السوق الرئيسي، والآخر يوم سوق ثانوي.
ولكل من السكن الريفي المبعثر والمندمج مزايا وعيوب.. فمن مزايا السكن المتناثر أو المشتت، أنه يقع في وسط الحقل مما يعمل على خفض تكاليف الانتاج، ذلك لأن جميع منشآت المزرعة من حظائر ومخازن توجد في موضع متوسط، فتقل تكاليف النقل، ويوفر على العاملين بالمزرعة الوقت والجهد المبذول للوصول الى مختلف أجزاء الحقل، كما يسهل إشراف صاحب المزرعة على مزرعته، أضف الى ذلك الهدوء والسكينة مما يدفع الكثيرين الى اقتناء مزارع واسعة نسبياً ليقضي بها أوقات الراحة والاستجمام، ولكن يعيب هذا السكن المبعثر العزلة، والبعد عن مراكز الاستقرار الكبيرة، فقد يجد المزارع صعوبة في الوصول اليها لأغراض تعليم أطفال الأسرة ورعايتهم صحياً واجتماعياً، ومع هذا فإن ما يقلل عيوب العزلة والانفراد تقدم طرق ووسائل المواصلات والاتصالات.
وتنحصر مزايا القرى المندمجة في شيوع العلاقات الاجتماعية، وصلة الجوار، والتعاون بين سكان القرى في الأفراح والأتراح، وإمكانية توفير وسائل المعيشة، والوحدات الطبية الريفية، ومدارس التعليم العام، والجمعيات التعاونية الزراعية، كما يساعد الاندماج وكثرة المساكن والسكان الى انخفاض تكاليف إنشاء المرافق والخدمات الاجتماعية والتعليمية والطبية لأن التكاليف تتوزع على جميع دور القرية، وفي ذلك تتميز القرى المندمجة عن السكن المنعزل إضافة الى عنصر الأمن والأمان.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|