المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ عالما بكل معلوم  
  
717   09:41 صباحاً   التاريخ: 24-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص98
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / العلم و الحكمة /

ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻔﻼﺳﻔﺔ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ.

ﻟﻨﺎ: ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻥ ﺻﺢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻭﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﻛﺬﻟﻚ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺣﻖ ﻓﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻘﺪﻭﺭ ﺑﻴﺎﻥ ﺣﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺤﺢ ﻟﺬﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻲ، ﻓﺼﺢ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻻﺳﺘﻮﺍﺀ ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺇﻟﻴﻬﺎ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻔﻼﺳﻔﺔ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻐﻴﺮﻩ، ﻭﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺷﺒﻬﻬﻢ ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻲ ﻣﺎﻫﻴﺎﺕ ﻣﻌﻘﻮﻟﺔ.

ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻛﻮﻥ ﺯﻳﺪ ﺟﺎﻟﺴﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻓﺒﻌﺪ ﺧﺮﻭﺟﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻥ ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻤﻪ ﺍﻷﻭﻝ ﻛﺎﻥ ﺟﻬﻼ ﻭﺇﻥ ﺯﺍﻝ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ، ﻭﻷﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻟﻴﺲ ﺑﺰﻣﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﺑﻤﻜﺎﻧﻲ ﻭﻟﻴﺲ ﺇﺩﺭﺍﻛﻪ ﺑﺎﻵﻟﺔ ﻭﻛﻞ ﻣﺪﺭﻙ ﺑﺠﺰﺋﻲ ﺯﻣﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻮﺍﺟﺐ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﺠﺰﺋﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ ﻣﺘﻐﻴﺮ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺫﺍﺗﻪ ...، ﻭﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻹﺿﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺪﺛﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﻟﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﺘﻐﻴﺮ، ﻓﻠﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﺟﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺑﻤﻨﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻮﻥ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﻭﻗﻮﻋﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﺎﻫﻴﺎﺗﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻋﻦ ﻫﺸﺎﻡ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ.

ﻭﺣﺠﺘﻪ ﺃﻧﻪ ﻻ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﺑﻤﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﻌﺪﻭﻡ ﻧﻔﻴﺎ ﻣﺤﻀﺎ، ﻭﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻼ ﺷﺊ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺑﻤﻌﻠﻮﻡ.

ﻭﺟﻮﺍﺏ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﺼﻐﺮﻯ، ﻓﺈﻧﺎ ﻧﻤﻴﺰ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺨﺼﺔ ﻗﺒﻞ ﻭﺟﻮﺩﻫﺎ، ﻛﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻟﺠﺰﺋﻴﺎﺕ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ. ﻧﻌﻢ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ، ﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻟﻢ ﻳﺘﺤﺪ ﺍﻷﻭﺳﻂ. ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ.

ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ، ﻭﻛﻞ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﺘﻨﺎﻩ، ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﻣﺘﻨﺎﻩ، ﻭﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﺘﻨﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻸﻧﻪ ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻋﻠﻮﻡ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ. ﻫﺬﺍ ﻣﺤﺎﻝ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ، ﻓﺈﻥ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻲ ﻣﺘﻤﻴﺰ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻫﻲ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﺗﻨﺎﻫﻴﻪ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻧﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻳﻐﺎﻳﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻵﺧﺮ " ﻗﻠﻨﺎ ... ﺃﻥ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ، ﻓﻼ ﺗﻌﺪﺩ ﻓﻴﻪ ﺇﺫﻥ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﻊ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﻭﺍﻟﺘﻐﺎﻳﺮ ﻓﻲ ﻧﺴﺐ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﺴﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻓﻼ ﻳﻠﺰﻡ ﺇﺫﻥ ﺗﻌﺪﺩ ﻋﻠﻮﻡ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻟﺬﺍﺗﻪ.

ﻭﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻜﺮ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ. ﻭﺣﺠﺘﻬﻢ: ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻋﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻟﻌﻠﻢ ﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ ﻭﻛﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ ﻭﻫﻠﻢ ﺟﺮﺍ، ﻓﻴﺘﺮﺗﺐ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﺍﺗﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﻫﻴﺔ. ﻭﺟﻮﺍﺑﻪ ﻣﺎ ﻣﺮ ﻗﺒﻠﻪ.

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.