أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016
3283
التاريخ: 18-8-2016
3116
التاريخ: 18-8-2016
2846
التاريخ: 21-8-2016
3197
|
زود الامام أبو جعفر (عليه السلام) تلميذه العالم جابر بن يزيد الجعفي بهذه الوصية الخالدة الحافلة بجميع القيم الكريمة والمثل العليا التي يسمو بها الانسان فيما لو طبقها على واقع حياته وهذا بعض ما جاء فيها : أوصيك بخمس إن ظلمت فلا تظلم وان خانوك فلا تخن وان كذبت فلا تغضب وان مدحت فلا تفرح وإن ذممت فلا تجزع وفكر فيما قيل فيك فان عرفت من نفسك ما قيل فيك فسقوطك من عين الله عز وجل عند غضبك من الحق أعظم عليك مصيبة مما خفت من سقوطك من أعين الناس وإن كنت على خلاف ما قيل فيك : فثواب اكتسبته من غير أن يتعب بدنك , واعلم بأنك لن تكون لنا وليا حتى لو اجتمع عليك أهل مصرك وقالوا : إنك رجل سوء لم يحزنك ذلك ولو قالوا : إنك رجل صالح لم يسرك ذلك ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فان كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فاثبت وابشر فانه لا يضرك ما قيل فيك وان كنت مبائنا للقرآن فما ذا الذي يغرك من نفسك إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع الى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول : {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا الى الشكر واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله إزراء على النفس وتعرضا للعفو وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم واستعمل حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف واحذر خفي التزين بحاضر الحياة وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص الاعمال ليوم الجزاء وانزل ساحة القناعة باتقاء الحرص وادفع عظيم الحرص بايثار القناعة واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل واقطع اسباب الطمع ببرد اليأس وسد سبيل العجب بمعرفة النفس وتخلص الى راحة النفس بصحة التفويض واطلب راحة البدن باجمام القلب وتخلص الى اجمام القلب بقلة الخطأ وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن , وتحرز من ابليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فانه يوقعك في الخوف الصادق وتزين لله عز وجل بالصدق في الاعمال وتحبب إليه بتعجيل الانتقال واياك والتسويف فانه بحر يغرق فيه الهلكى واياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب واياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فاليه يلجأ النادمون واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار وتعرض للرحمة وعفو الله بحسن المراجعة واستعن على حسن المراجعة بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم وتخلص الى عظيم الشكر باستكثار قليل الرزق واستقلال كثير الطاعة واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر والتوسل الى عظيم الشكر بخوف زوال النعم واطلب بقاء العز باماتة الطمع وادفع ذل الطمع بعز اليأس واستجلب عز اليأس ببعد الهمة وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند امكان الفرصة ولا امكان كالايام الخالية مع صحة الابدان وإياك والثقة بغير المأمون فان للشر ضراوة كضراوة الغذاء.
واعلم انه لا علم كطلب السلامة ولا سلامة كسلامة القلب ولا عقل كمخالفة الهوى ولا خوف كخوف حاجز ولا رجاء كرجاء معين ولا فقر كفقر القلب ولا غنى كغنى النفس ولا قوة كغلبة الهوى ولا نور كنور اليقين ولا يقين كاستصغارك للدنيا ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ولا نعمة كالعافية ولا عافية كمساعدة التوفيق ولا شرف كبعد الهمة ولا زهد كقصر الأمل ولا حرص كالمنافسة في الدرجات ولا عدل كالانصاف ولا تعدي كالجور ولا جور كموافقة الهوى ولا طاعة كاداء الفرائض ولا خوف كالحزن ولا مصيبة كعدم العقل ولا عدم عقل كقلة اليقين ولا قلة يقين كفقد الخوف ولا فقد خوف كقلة الحزن على فقد الخوف ولا مصيبة كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى ولا قوة كرد الغضب ولا معصية كحب البقاء ولا ذل كذل الطمع واياك والتفريط عند امكان الفرصة فانه ميدان يجر لأهله بالخسران ..
دللت هذه الوصية الرائعة الحافلة بجواهر الحكم على امامة الامام أبي جعفر (عليه السلام) واضاءت جانبا كبيرا من مواهبه وعبقرياته ولو لم تكن له إلا هذه الوصية لكفت في الاستدلال على عظمته وما يملكه من طاقات علمية لا تحد لقد نظر الامام العظيم الى اعماق النفوس وسبر اغوارها وحلل ابعادها وعرف ما ابتلي به الانسان من الأمراض والآفات لقد ابتلي الانسان بالجهل والغرور والكبرياء والجشع والطمع وطول الأمل وغير ذلك مما يدفعه الى الاغراق في المعاصي واقتراف الآثام والانحراف عن طريق الحق وعدم الاستقامة في سلوكه درس الامام (عليه السلام) هذه الأمراض فوضع لها العلاج الحاسم ووصف لها الدواء السليم الذي يقضي على جراثيمها واذا اخذ الانسان بهذه الوصفة فانه يعود انسانا مثاليا مهذبا قد صان نفسه واتصل بخالقه الذي إليه مرجعه ومآله ولو لا خوف الاطالة لشرحنا بنودها شرحا مفصلا ودللنا على ما فيها من الحكم والأسرار.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|