المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

كيف ارتبطت الحشرات بالنباتات؟
10-3-2021
التنمية الزراعية من خلال التوسع الرأسي
14/9/2022
Rosmarinic Acid
22-12-2019
مغطيات التربة
15-2-2016
النداء
21-10-2014
البحث عن الهوية العلاقات العامة
18-7-2022


دعاؤه فى قنوته  
  
3651   07:37 مساءاً   التاريخ: 21-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص129-131.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / التراث الباقريّ الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016 7394
التاريخ: 21-8-2016 4088
التاريخ: 21-8-2016 3102
التاريخ: 21-8-2016 7987

أثرت عنه بعض الأدعية التي كان يدعو بها فى قنوته وهي :

1 ـ اللهم ان عدوي قد استسن في غلوانه واستمر في عدوانه وأمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك وتمرد في مباينتك ولك اللهم لحظات سخط بياتا وهم نائمون ونهارا وهم غافلون وجهرة وهم يلعبون وبغتة وهم ساهون وان الخناق قد اشتد والوثاق قد احتد والقلوب قد محيت والعقول قد تنكرت والصبر قد أودى وكادت تنقطع حبائله فانك لبالمرصاد من الظالم ومشاهدة من الكاظم لا يعجلك فوت درك ولا يعجزك احتجاز محتجز وانما مهل استثباتا وحجتك على الاحوال البالغة الدامغة وبعبيدك ضعف البشرية وعجز الانسانية ولك سلطان الإلهية وملكة البرية وبطشة الاناة وعقوبة التأبيد , اللهم ان كان في المصابرة لحرارة المعان من الظالمين وكمد من يشاهد من المبدلين لك ومثوبة منك فهب لي مزيدا من التأييد وعونا من التسديد الى حين نفوذ مشيئتك فيمن اسعدته واشقيته من بريتك وامنن علي بالتسليم لمحتومات أقضيتك والتجرع لصادرات اقدارك وهب لي محبة لما احببت في متقدم ومتأخر ومتعجل ومتأجل والايثار لما اخترت في مستقرب ومستبعد ولا تخلنا مع ذلك من عواطف رحمتك وحسن كلائتك.

لا اكاد أعرف وثيقة سياسية حفلت بتحديد الاوضاع الراهنة في البلاد في ذلك العصر كهذا الدعاء الذي تحدث فيه الامام عن الازمات السياسية التي عاناها المسلمون أيام الحكم الاموي المعاصر له خصوصا عهد الطاغية عبد الملك بن مروان الذي جهد على اذلال المسلمين وارغامهم على ما يكرهون وقد سلط عليهم الطاغية الحجاج بن يوسف الثقفي الذي عاث في دينهم ودنياهم وسعى في الارض فسادا فلم يترك لونا من الوان الظلم إلا صبه على المسلمين حتى طاشت الاحلام وبلغت القلوب الحناجر وأودى الصبر وانقطعت حبائله والامام يطلب من الله ان ينقذ المسلمين من محنتهم وينزل عقابه الصارم بالمردة الظالمين.

2 ـ كان (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في قنوته بمنك وكرمك يا من يعلم هواجس السرائر ومكامن الضمائر وحقائق الخواطر يا من هو لكل غيب حاضر ولكل منس ذاكر وعلى كل شيء قادر والى الكل ناظر بعد المهل وقرب الاجل وضعف العمل وأراب الامل , وأنت يا الله الآخر كما أنت الاول مبيد ما أنشأت ومصيرهم الى البلى وتقلدهم أعمالهم ومحملها ظهورهم الى وقت نشورهم من بعثة قبورهم عند نفخة الصور وانشقاق السماء بالنور والخروج بالمنشر الى ساحة المحشر لا ترتد إليهم أبصارهم وافئدتهم هواء متراطمين في غمة مما أسلفوا ومطالبين بما احتقبوا ومحاسبين هناك على ما ارتكبوا الصحائف في الاعناق منشورة والاوزار على الظهور مأزورة لا انفكاك ولا مناص ولا محيص عن القصاص قد اقحمتهم الحجة وحلوا في حيرة المحجة وهمس الضجة معدول بهم عن المحجة الا من سبقت له من الله الحسنى فنجا من هول المشهد وعظيم المورد ولم يكن ممن في الدنيا تمرد ولا على أولياء الله تعند ولهم استعبد وعنهم بحقوقهم تفرد , اللهم فان القلوب قد بلغت الحناجر والنفوس قد علت التراقي والاعمار قد نفذت بالانتظار لا عن نقص استبصار ولا عن اتهام مقدار ولكن لما تعاني من ركوب معاصيك والخلاف عليك في أوامرك ونهيك والتلعب باوليائك ومظاهرة اعدائك , اللهم فقرب ما قد قرب وأورد ما قد دنى وحقق ظنون الموقنين وبلغ المؤمنين تأميلهم من اقامة حقك ونصر دينك واظهار حجتك ..

حفل هذا الدعاء الشريف باعطاء صورة عن سعة علم الله واحاطته بكل شيء الظاهر والخفي كما حفل بذكر المعاد وحشر الناس جميعا يوم القيامة لعرضهم للحساب أمام الله وهم يحملون على ظهورهم وزر ما عملوه في دار الدنيا وانهم مطالبون بما اقترفوه ومحاسبون على ما عملوه ولا ينجو من أهوال ذلك المشهد الرهيب إلا من سبقت له من الله الحسنى ولم يكن من المتمردين في دار الدنيا ولا من المستعبدين لعباد الله ، وفيه تعريض بحكام الامويين الذين اتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا وان القلوب قد بلغت الحناجر من ظلمهم وجورهم حسبما يقول (عليه السلام).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.