المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6253 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



طريق تحصيل الشكر  
  
1743   10:19 صباحاً   التاريخ: 18-8-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج3. ص271-275
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشكر والصبر والفقر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022 2544
التاريخ: 22-8-2020 2644
التاريخ: 30-1-2022 1952
التاريخ: 30-1-2022 3058

[قال النراقي :] للطريق إلى تحصيل الشكر أمور: الأول - المعرفة و التفكر في صنائعه تعالى و ضروب نعمه الظاهرة و الباطنة و العامة و الخاصة.

الثاني - النظر إلى الادنى في الدنيا و إلى الأعلى في الدين.

الثالث - أن يحضر المقابر، و يتذكر أن أحب الأشياء إلى الموتى و أهم سؤالهم و دعواهم من اللّه أن يردوا إلى الدنيا ، و يتحملوا ضروب الرياضات و مشاق العبادات في الدنيا ، ليتخلصوا في الآخرة من العذاب ، أو يزيد ثوابهم و ترتفع درجاتهم , فليقدر نفسه منهم مع إجابة دعوته و رده الى الدنيا ، فليصرف بقية عمره فيما يشتهي أهل القبور العود لأجله.

الرابع - أن يتذكر بعض ما ورد عليه في بعض أيام عمره من المصائب العظيمة و الأمراض الصعبة التي ظن هلاك نفسه بها ، فليتصور أنه هلك بها ، و يغتنم الآن حياته و ماله من النعم  فليشكر اللّه على ذلك ، و لا يتألم و لا يحزن من بعض ما يرد عليه مما ينافي طبعه.

الخامس- أن يشكر في كل مصيبة و بلية من مصائب الدنيا من حيث إنه لم تصبه مصيبة أكبر منها ، و إنه لم تصبه مصيبة في الدين.

و لذلك قال عيسى (عليه السلام) في دعائه : «اللهم لا تجعل مصيبتي في ديني!» , و قال رجل لبعض العرفاء : «دخل اللص في بيتي و أخذ متاعي» , فقال له : «اشكر اللّه لو كان الشيطان يدخل بدله في قلبك و يفسد توحيدك ، ما ذا كنت تصنع؟».

ومن حيث إن كل مصيبة إنما هي عقوبة لذنب صدر منه ، فإذا حلت به هذه العقوبة حصلت له النجاة من عقوبة الآخرة ، كما قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) : «إن العبد إذا أذنب ذنبا فأصابته شدة أو بلاء في الدنيا , فاللّه أكرم من ان يعذبه ثانيا».

و قد ورد هذا المعنى بطرق متعددة من أئمتنا (عليهم السلام) أيضا ، فليشكر اللّه على تعجيل عقوبته و عدم تأخيرها إلى الآخرة.

و من حيث إن هذه المصيبة كانت مكتوبة آتية إليه البتة ، فقد أتيت و فرغ منها , و من حيث إن ثوابها أكثر منها و خير له ، لما يأتي في باب الصبر من عظم مثوبات الابتلاء بالمصائب في الدنيا , و من حيث انها تنقص في القلب حب الدنيا و الركون إليها ، و تشوق إلى الآخرة و إلى لقاء اللّه سبحانه , اذ لا ريب في أن من أتاه النعم في الدنيا على وفق المراد ، من غير امتزاج ببلاء و مصيبة ، يورث طمأنينة للقلب إلى الدنيا و أنسابها ، حتى تصير كالجنة في حقه   فيعظم بلاؤه عند الموت بسبب مفارقته ، و إذا كثرت عليه المصائب انزعج قلبه عن الدنيا و لم يأنس بها ، و صارت الدنيا سجنا عليه ، و كانت نجاته منها كالخلاص من السجن.

ولذلك قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): «الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر», فمحن الدنيا و مصائبها و رياضاتها توجب انزعاج النفس عنها ، و التفاتها إلى عالمها الأصلي ، و تشوقها إلى الخروج عنها إليه و رغبتها إلى لقاء اللّه و ما أعد في الدار الآخرة لأهلها.

فان قلت : غاية ما يتصور في البلاء أن يصبر عليه ، و أما الشكر عليه فغير متصور، إذ الشكر إنما يستدعي نعمة و فرحا ، و البلاء مصيبة و ألم ، فكيف يشكر عليه؟ , و على هذا ينبغي ألا يجتمع الصبر و الشكر على شي‏ء واحد ، إذ الصبر يستدعي بلاء و ألما ، و الشكر يستدعي نعمة و فرحا ، فهما متضادان غير مجتمعين ، فكيف حكمتم باجتماعهما في المصائب والبلايا الدنيوية؟.

قلنا : كل واحد من النعمة و البلاء ينقسم إلى مطلق و مقيد , فالنعمة المطلقة كسعادة الآخرة و العلم و الايمان و الأخلاق الحسنة في الدنيا ، و النعمة المقيدة في الدنيا - اي ما هو نعمة و صلاح من وجه و بلاء و فساد من وجه - كالمال الذي يصلح الدين من وجه و يفسده من وجه. والبلاء المطلق ، كشقاوة الآخرة و الكفر و الجهل و الأخلاق السيئة و المعاصي في الدنيا ، و البلاء المقيد ، كمصائب الدنيا ، من الفقر و الخوف و المرض و سائر اقسام المحن و المصائب   فانها و إن كانت بلاء في الدنيا ، و لكنها نعم في الآخرة.

وعند التحقيق لا تخلو عن تكفير الخطيئة ، او رياضة النفس ، او زيادة التجرد ، او رفع الدرجة  فالنعمة المطلقة بإزائها الشكر المطلق ، و لا معنى لاجتماع الصبر معه ، و الصبر الذي يجتمع معه لا ينافيه .

والبلاء المطلق لم يؤمر بالصبر عليه ، إذ لا معنى للصبر على الكفر و المعصية ، بل يجب عدم الصبر عليه و السعي في تركه , و اما البلاء المقيد ، فهو الذي يجتمع فيه الصبر و الشكر  وليس اجتماعهما من جهة واحدة حتى يلزم اجتماع الضدين ، بل الصبر من حيث ايجابه الاغتمام و الألم في الدنيا ، و الشكر من حيث ادائه إلى سعادة الآخرة و غيرها مما ذكر.

ثم لو لم يصبر على جهة شريفة ، و لم يشكر على جهة خيريته ، صار بلاء مطلقا لزم تركه بالرجوع إلى الصبر و الشكر , و اما النعمة المقيدة ، كالمال و الثروة ، فان ادت إلى إصلاح الدين كانت نعمة مطلقة يجب عليها الشكر و لم يكن محلا للصبر، و إن ادت إلى فساده كانت بلاء مطلقا واجب الترك ، و ان ادت الى بلاء الدنيا ، كأن يصير ماله سببا لهلاك أولاده و فساد مزاجه ، و يصير فوته باعثا لابتلائه ببعض المصائب الدنيوية ، كان حكمه حكم البلاء المقيد. ثم يأتي في باب الصبر: ان الصبر قد يكون على الطاعة و على المعصية ، و فيهما يتحقق الشكر و الصبر، إذ الشكر , هو عرفان النعمة من اللّه و الفرح به ، و صرف النعمة إلى ما هو المقصود منها بالحكمة ، و الصبر , هو ثبات باعث الدين ، اعني العقل النظري ، في مقابلة باعث الهوى ، أعني القوة الشهوية.

ولا ريب في انه في أداء الطاعة و ترك المعصية يتحقق الثبات المذكور، إذ هو صرف النعمة إلى ما هو المقصود ، اذ باعث الدين انما خلق لحكمة دفع باعث الهوى ، و قد صرفه إلى مقصود الحكمة.

وأنت خبير بأنه و ان تحقق الشكر و الصبر في هذه الطاعة و ترك هذه المعصية ، الا ان ما تصبر عليه هو هذه الطاعة و ترك هذه المعصية ، اذ الصبر انما هو عليهما ، و اما الشكر فعلى باعث الدين ، اعني العقل الباعث لهذه الطاعة و ترك هذه المعصية ، فالمشكور عليه هو باعث الدين دون نفس الطاعة و ترك هذه المعصية ، فاختلف فيهما الصبر و الشكر في المتعلق  اي ما يصبر عليه و ما يشكر عليه ، و اتحدا في فعل الصبر و الشكر، اذ فعل الصبر هو الثبات والمقاومة ، و هو عين الطاعة و ترك المعصية ، و فعل الشكر هو صرف النعمة في مقصود الحكمة ، و هو أيضا عين الطاعة و ترك المعصية , و يمكن ان يقال : ان من فعل هذه الطاعة  وترك هذه المعصية ، عرف كونهما من اللّه و فرح به ، و يعمل طاء أخرى شكرا له.

وعلى هذا فيتحد متعلقا الشكر و الصبر في هذه الطاعة و ترك هذه المعصية ، اعنى المشكور عليه و ما يصبر عليه ، اذ هما نفس هذه الطاعة و ترك هذه المعصية بعينها ، و يختلف فعلاهما , اذ فعل الصبر هو هذه الطاعة و ترك هذه المعصية ، و فعل الشكر تحميد او طاعة أخرى.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.