المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02
اقليم المناخ الصحراوي
2024-11-02

أحكام القران الفقهية في الطهارة
2024-03-12
هل ألفاظ العبادات والمعاملات موضوعة للصحيحة او للاعم‏ ؟
9-7-2020
التضاد المستحث Induced Antagonism
23-9-2018
تقنية نانوية Nanotechnology
19-4-2019
مدلول «لعل» في قوله تعالى: (لعلكم تتقون)
2023-09-10
العلم نور وضياء
7-12-2015


رائعة الفرزدق  
  
4277   04:29 مساءاً   التاريخ: 15-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص42-45.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /

حج الامام زين العابدين (عليه السلام) بيت الله الحرام وكان قد حج هشام بن عبد الملك وقد جهد هشام على استلام الحجر فلم يستطع لزحام الناس على الحجر ونصب له منبر فجلس عليه وجعل ينظر الى طواف الناس واقبل الامام زين العابدين ليؤدي طوافه فلما بصر به الحجاج غمرتهم هيبته التي تحكي هيبة جده رسول الله (صلى الله عليه واله) وتعالت الاصوات بالتهليل والتكبير وانفرج الناس له سماطين وكان السعيد من يراه والسعيد من يقبل يده ويلمس كتفه فانه بقية الله في ارضه وذهل اهل الشام وبهروا وتطلعت إليه أعناقهم وأبصارهم فان هشام المرشح للخلافة بعد أبيه مع ما احيط به من هالة التكريم من أهل الشام واحتفاف الشرطة به فانه لم ينل أي لون من الوان الحفاوة من الحجاج وبادر أحد اصحابه فقال له : من هذا الذي هابه الناس هذه المهابة؟

وتميز هشام من الغيظ وانتفخت أوداجه فصاح بالرجل لا اعرفه .. وإنما انكر معرفته للإمام مخافة أن يرغب فيه الناس وكان الفرزدق حاظرا فلم يملك أهابه فقال لاهل الشام : أنا اعرفه .

- من هو يا أبا فراس؟

وصاح هشام بالفرزدق قائلا : أنا لا أعرفه بلى تعرفه , ونهض فانشد هذه الرائعة التي كانت أشد وقعا على هشام من ضرب السيوف وطعن الرماح قائلا :

هذا سليل حسين وابن فاطمة              بنت الرسول الذي انجابت به الظلم

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته           والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم                 هذا التقي النقي الطاهر العلم

اذا رأته قريش قال قائلها                   الى مكارم هذا ينتهي الكرم

يرقى الى ذروة العز الذي قصرت         عن نيلها عرب الاسلام والعجم

يكاد يمسكه عرفان راحته                  ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم

يغضي حياء ويغضى من مهابته                    فلا يكلم إلا حين يبتسم

بكفه خيزران ريحها عبق                  من كف أروع في عرينينه شمم

من جده دان فضل الأنبياء له              وفضل أمته دانت له الامم

ينشق نور الهدى عن نور غرته                    كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم

مشتقة من رسول الله نبعته                طابت عناصرها والخيم والشيم

هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله             بجده انبياء الله قد ختموا

الله شرفه قدما وفضله            جرى بذاك له في لوحه القلم

فليس قولك من هذا بضائره               العرب تعرف من انكرت والعجم

كلتا يديه غياث عم نفعهما                  يستو كفان ولا يعروهما عدم

حمال اثقال أقوام اذا فدحوا                حلو الشمائل تحلو عنده نعم

لا يخلف الوعد ميمون نقيبته              رحب الفناء أريب حسين يعتزم

من معشر حبهم دين وبغضهم            كفر وقربهم منجى ومعتصم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم             أو قيل من خير أهل الارض قيل هم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم               ولا يداينهم قوم وإن كرموا

هم الغيوث إذا ما ازمة ازمت              والاسد أسد الشرى والبأس محتدم

لا ينقص العسر بسطا من اكفهم           سيان ذلك ان أثروا وان عدموا

يستدفع السوء والبلوى بحبهم            ويسترد به الاحسان والنعم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم                   في كل أمر ومختوم به الكلم

يأبى لهم أن يحل الذل ساحتهم            خيم كريم وأيد بالندى هضم

أي الخلائق ليست في رقابهم              لاولية هذا أولا نعم

من يشكر الله يشكر أولية ذا               فالدين من بيت هذا بابه الامم

وثار هشام وود أن الارض قد خاست به ولا يسمع هذه القصيدة العصماء التي دللت على واقع الامام العظيم وعرفته لاهل الشام الذين جهلوه وجهلوا آباءه وأمر بالوقت باعتقال الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة وبلغ ذلك الامام زين العابدين فبعث إليه باثني عشر الف درهم فردها الفرزدق واعتذر من قبولها وقال : إنما قلت فيكم غضبا لله ورسوله فردها الامام عليه فقبلها وجعل الفرزدق يهجو هشاما وكان مما هجاه به :

أيحبسني بين المدينة والتي                إليها قلوب الناس يهوى منيبها

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد               وعين له حولاء باد عيوبها




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.