المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



جرأة وإقدام الشيعة  
  
3423   04:30 مساءاً   التاريخ: 15-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الباقر(عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص124-127.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الباقر / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2016 3147
التاريخ: 26-5-2022 1920
التاريخ: 22-8-2016 3388
التاريخ: 22-8-2016 2723

ملكت قادة الشيعة رصيدا هائلا من الجرأة والاقدام فلم يتهيبوا السلطة ولم يخضعوا لجور الحكم وجبروته وإنما اندفعوا بكل بسالة وشجاعة إلى مقاومة المنكر وشجب الباطل , فهذا عبد الله بن عفيف الأزدي صاحب الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد ثار في وجه الطاغية ابن مرجانة حينما خطب بعد قتله لسيد شباب أهل الجنة الامام الحسين (عليه السلام) فأظهر الشماتة الآثمة بقتل الامام وأعلن سبه أمام تلك الوحوش الكاسرة فرد عليه الشيخ الأزدي وكان أعمى قائلا له : إنما الكذاب ابن الكذاب أنت وأبوك ومن استعملك وأبوه يا عبد بني علاج أتقتلون أبناء النبيين وتصعدون على منابر المسلمين!! أين أبناء المهاجرين والأنصار؟ لينتقموا منك ومن طاغيتك اللعين ابن اللعين ـ مشيرا إلى يزيد وأبيه معاوية ـ على لسان النبي الأمين (عليه السلام)..

وترجمت هذه الكلمات المشرقة ما في عواطف الناس من الأمس المرير والحزن العميق على قتل سيد الشهداء كما أبرزت للمجتمع واقع ابن مرجانة وإنه أقذر مخلوق وأشر إنسان وجد على هذه الأرض , ومن بين أعلام الشيعة الذين قاموا المنكر وناهضوا الجور الكميت ابن زيد الأسدي فقد أعلن سخطه على الحكم الأموي بشعره الذي هو لسان الثورة على الأمويين وقد قال فيهم :

فقل لبني أمية حيث كانوا         وإن خفت المهند والقطيعا

إلا أف لدهر كنت فيه              هدانا طائعا لكم مطيعا

أجاع الله من أشبعتموه            وأشبع من بجوركم أجيعا

ويلعن فذ أمته جهارا              إذا ساس البرية والخليعا

بمرضي السياسة هاشمي        يكون حيا لأمته ربيعا

وليثا في المشاهد غير نكس      لتقويم البرية مستطيعا

يقيم أمورها ويذب عنها          ويترك جدبها أبدا مريعا

لقد جاهر الكميت بلعن الأمويين وتمنى زوال سلطانهم دون خوف من سلطانهم كما تمنى أن يلي أمور المسلمين أحد الهاشميين لتتم به نعمة الله على الناس فيقيم أمورهم , ويذب عنهم كوارث الدهر ويبسط فيهم العدل حتى يترك جدب الأرض أبدا مريعا , وهجا الكميت الطاغية هشام بن عبد الملك بقوله :

مصيب على الأعواد يوم ركوبها          بما قال فيها مخطئ حين ينزل

كلام النبيين الهداة كلامنا                   وأفعال أهل الجاهلية نفعل

واضطهده الأمويون فسجنوه وعذبوه ونكلوا به ولكن ذلك لم يثنه عن تصلبه لعقيدته ومبدئه.

ومن الذين انتصروا للحق واستهانوا بالأمويين الفرزدق وذلك في مدحه للامام الأعظم زين العابدين (عليه السلام) وانتقاصه لهشام بن عبد الملك الذي تجاهل مكانة الامام وزعم أنه لا يعرفه فقال له :

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته           والبيت يعرفه والحل والحرم

هذا ابن خير عباد الله كلهم                 هذا التقي النقي الطاهر العلم

وليس قولك من هذا بضائره               العرب تعرف من أنكرت والعجم

وتعرض لسخط الأمويين ونقمتهم فأودعوه في السجن وقال وهو في السجن يهجو هشاما :

يقلب رأسا لم يكن رأس سيد               وعين له حولاء باد عيوبها

أجل لم يكن رأس هشام رأس سيد وإنما هو رأس صعلوك قد ولغ في دماء المسلمين وهو الذي ألجأ الشهيد العظيم زيد بن علي (عليه السلام) إلى إعلان الثورة عليه وذلك بالاستخفاف به مما اضطره إلى التمرد على حكومته.

وظهر في العصر العباسي شاعر من ألمع شعراء العربية وهو دعبل الخزاعي فقد وهب حياته لله فأعلن سخطه على الحكم العباسي الذي لا يقل في جوره وطغيانه عن الحكم الأموي وقد هجا الرشيد والأمين والمأمون والمعتصم وابراهيم بن المهدي وقد قال في المعتصم :

وقام إمام لم يكن ذا هداية                  فليس له عقل وليس له لب

ملوك بني العباس في الكتب سبعة        ولم يأتنا عن ثامن لهم كتب

كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة         خيار إذا عدوا وثامنهم كلب

واني لأعلي كلبهم عنك رفعة              لأنك ذو ذنب وليس له ذنب

وقد صور بهذه الأبيات المعتصم بأنه خال من الهداية والرشد وأنه إنسان تافه لا عقل له ولا تفكير ولا يملك قلبا وإن كلب أهل الكهف خير منه لأنه لم يقترف ذنبا أما المعتصم فقد أغرق بالآثام والموبقات.

وظل دعبل منافحا عن مبادئه وهو مشرد عن وطنه يطارده الرعب والفزع وقد قال : إني أحمل خشبتي على كتفي منذ أربعين سنة ولست أجد أحدا يصلبني عليها..

إن تأريخ الشيعة حافل بالبطولات والتمرد على الظلم والنقمة على الجور والكفاح عن حقوق المظلومين والمضطهدين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.